بغداد - العرب اليوم
شهد العراق في أول أيام عيد الفطر أعنف هجوم انتحاري منذ انتشار تنظيم "داعش" المتطرف، عندما فجّر التنظيم سيارة في سوق مكتظة بالمتسوقين في منطقة خان بني سعد في محافظة ديالى، راح ضحيته أكثر من 260 قتيلًا وجريحًا.
وأكدت الشرطة أن قطعاً من جثث الضحايا تطايرت فوق أسطح المباني القريبة نتيجة قوة الانفجار، فيما أوضح الرائد أحمد التميمي من قوات الشرطة أن بعض الناس استخدموا أقفاص الخضروات لجمع أشلاء جثث الأطفال.
وقدم سكان في المنطقة شهادات مروّعة عن هول التفجير الذي قالوا إنه الأكبر الذي يستهدف منطقتهم منذ اندلاع أعمال العنف بعد سقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في عام 2003.
وأكد عضو مجلس ناحية خان بني سعد ذات الغالبية الشيعية فريد حسون خضر، أن حصيلة التفجير الإرهابي بلغت حتى الآن نحو 100 شهيد، بينهم 15 طفلًا، و160 جريحًا، فيما لا يزال البحث جاريًا عن 20 آخرين.
ووقع التفجير وسط سوق شعبية كانت مكتظة بالمواطنين الذين قدموا للتسوّق بمناسبة عيد الفطر وخلف دمارًا كبيرًا وأدى الى إحراق عشرات المحال والمباني التجارية، وتعد محافظة ديالى، التي تضم خليطًا عرقيًا وطائفيًا، من مراكز التوتر المذهبي في العراق ما جعلها من أبرز مراكز الأزمات وشهدت طوال الأعوام الماضية عمليات تهجير واغتيالات متبادلة.
وأعلن تنظيم "داعش"، على "تويتر" أمس مسؤوليته عن التفجير، فيما أعلن محافظ ديالى، مثنى التميمي، الحداد ثلاثة أيام، وأدان رئيسا الوزراء والبرلمان التفجير الإرهابي وأكدا أن الهجوم يزيد من إصراره على تطهير البلاد من إرهاب "داعش".
ويعتبر الهجوم الذي نفذه انتحاري استخدم ثلاثة أطنان في التفجير، الأعنف منذ عامين، وفجر الانتحاري نفسه عند نقطة تفتيش للشرطة وسط السوق مسببًا حفرة قطرها يقارب خمسة أمتار وبعمق مترين، ولم يبق أي أثر لنقطة التفتيش.
وأضاف رئيس الحكومة حيدر العبادي: "أن عصابات داعش الإرهابية ارتكبت الجمعة جريمة نكراء بالتفجير الإرهابي الذي طال المدنيين في ناحية خان بني سعد في ديالى بعد الانتصارات التي حققتها قواتنا في كل القطعات ومنها عملية تحرير الأنبار".
وأدان رئيس البرلمان سليم الجبوري التفجير في بيان، مؤكدًا أن محاولات تنظيم "داعش" الإرهابي في زعزعة أمن ديالى عبر الضرب على وتر الطائفية المقيت لن يزيد العراقيين إلا إصرارًا على رفض هذا النهج ومقارعته واستئصاله من أرض العراق الطاهرة.
وجدد مسؤولون محليون وشيوخ عشائر مطالبة الحكومة الاتحادية بتسليح أبناء الأنبار ومشاركتهم في المعارك الدائرة لاسترجاع مدينتي الرمادي والفلوجة من قبضة تنظيم "داعش".
أرسل تعليقك