بغداد- نجلاء الطائي
أعلن تحالف القوى العراقية أنه ينتظر تقرير وزرائه عن نتائج زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى المقدادية، لتحديد خطواته المستقبلية في ضوء النتائج المتحققة، وذلك بعد تأكيد العبادي ملاحقة المجرمين المعتدين على أملاك الدولة، ودعوته أعضاءً في التحالف إلى العدول عن مقاطعة حضور جلسات البرلمان ومجلس الوزراء، التي أعلنوها احتجاجًا على الأحداث التي جرت في قضاء المقدادية في ديالي.
وقالت الهيئة السياسية لتحالف القوى إن التحالف في انتظار تقرير كابينته الوزارية عن نتائج زيارة العبادي إلى المقدادية، ومحاسبة المجرمين الذين نفذوا عمليات القتل والخطف وتفجير المساجد، وأن الخطوات المقبلة سيتم تحديدها في ضوء النتائج المتحققة من زيارة العبادي، ومدى توافقها مع مطالب التحالف التي أعلنها في بيانه.
وشدد العبادي على عدم التهاون مع "المجرمين الذين ينتهكون الحرمات ويعتدون على الأموال العامة والخاصة"، وملاحقتهم وإلقاء القبض عليهم لينالوا جزاءهم العادل، مؤكدًا أنه ينظر إلى جميع ضحايا الاعتداءات على أنهم عراقيون، وأن المتطرفين والمجرمين لا يمثلون طوائفهم.
ودعت "كتلة المواطن" التابعة إلى المجلس الأعلى الإسلامي، بزعامة عمار الحكيم، اتحاد القوى العراقية إلى العدول عن مقاطعة جلسات مجلسي الوزراء والنواب، وأشارت إلى أن "دماء أهالي المقدادية التي سالت عزيزة"، مؤكدة أن تفجير المساجد "ليس أغلى من دماء أبنائنا الذين يقاتلون للدفاع عن حرية الأنبار"، وخاطب أعضاء اتحاد القوى بقوله "قدمنا فلذات أكبادنا لتحرير مدنكم".
وقال النائب عن الكتلة، عزيز العكيلي، إن "اتحاد القوى يعلمون أننا نقدم شبابنا من أجل الخلاص من (داعش) وتحرير أراضيهم في المناطق الغربية"، داعيًا جميع أعضاء الاتحاد الذين أعلنوا مقاطعتهم إلى العودة إلى الجلسات. وأضاف أن "الشباب الذين يتقدمون من أبناء الجنوب والوسط جاءوا من أجل حرية أهل الرمادي ومن أجل القضاء على (داعش) في الموصل وصلاح الدين والأنبار وديالي"، مشيرًا إلى أن الأمور التي تحدث هنا وهناك ليست بالأهمية بقدر ما يُقدَّم من الدماء والشهداء.
وأوضح العكيلي أن التفجرات التي حدثت في المقدادية، أو الدماء التي تُقدَّم في المناطق الغربية لمحاربة "داعش"، تعتبر ثمنًا كبيرًا يقدم من أجل القضاء على التنظيم، لافتًا إلى أن "كتلة المواطن" تندد بشدة تفجير المساجد في ديالي، لكن هذا "لا يعني أنها أغلى من الدماء التي تُقدَّم من أجل تحرير أرضنا وحماية عرضنا".
وبيَّن النائب عن ائتلاف "دولة القانون"، رسول أبو حسنة، أنه اعتاد قرارات المقاطعة التي يلجأ إليها ممثلو الكتلة السنيّة في كل دورة برلمانية، مضيفًا أن هناك إبادة جماعية حصلت في المدد السابقة للمكون الأيزيدي والتركماني والشيعي، لكن "لم نشهد أي تعليق من هذه الأطراف السياسية لجلسات البرلمان والحكومة، بل على العكس من ذلك كان هناك تصميم على المواصلة والاستمرار".
ورأى أبو حسنة أن هناك أطرافًا إقليمية تدفع لتدويل قضية ديالي، من خلال الضغط على بعض الكتل السياسية التي بدأت تستغل الأوضاع هناك، لافتًا إلى أن الكتل السنيّة تحاول استغلال بعض المواقف باللجوء نحو التصعيد الإعلامي، وأن مطالب هذه الكتل بدأت تتصاعد مع تحرير كل مدينة من مدن المناطق الغربية.
وأوضح النائب في كتلة "بدر" البرلمانية، حنين قدو، أن التحالف الوطني يسعى لحل مقاطعة اتحاد القوى لجلسات البرلمان والحكومة، لأن التعليق سيعقِّد المشهدين السياسي والطائفي في بعض المناطق والمدن، مضيفًا أن هناك تواصلًا مستمرًا بين قيادات التحالف الوطني واتحاد القوى لثنيهم عن قرارات المقاطعة، معتبرًا أن ذهاب رئيس الوزراء إلى المقدادية يمثل رسالة لاتحاد القوى، بأن العبادي مصمم على ملاحقة المتسببين في العمليات. وشدد على أن الكل يدعو إلى التهدئة وحل جميع المشاكل عبر الحوارات المتبادلة بين الأطراف للتوصل إلى مكامن الخلل.
أرسل تعليقك