بغداد – نجلاء الطائي
انتقد عدد من العراقيين سفر 160 مسؤولًا من نواب ووزراء للحج مما أدى إلى السخرية منهم والدعاء عليهم، مستغربين سفر مثل هذا العدد الكبير للحج في وقت يعاني البلد فيه من مشكلات كبيرة وقيام تظاهرات ضد الفساد الذي يتهمهم الشعب فيه.
وابتكر العراقيون نداءً للمسؤولين العراقيين يقولونه أثناء الطواف، وهو (لبيك اللهم لبيك، سرقنا العراق وجئنا اليك... تمت السرقات وتم تحويل الترليونات وثبت الأجر إن شاء الله).
وبلغت السخرية المرة مداها بقولهم "إن المملكة العربية السعودية تشدد الحراسات على الحجر الأسود وبقية المرافق المهمة في المدينة ومكة بعد أن عرفت أن هناك 160 مسؤولاً عراقيًا سيحضرون إلى الحج هذا العام".
وشهدت شوارع بغداد والمحافظات تنديدًا كبيرًا بذهاب المسؤولين إلى الحج هذا العام لاسيما في الظروف الصعبة التي يشهدها العراق، وحمل البعض لافتات تؤكد أن كل من ذهب إلى الحج من السياسيين غير بريء الذمة، وأن "حجكم غير مبرور وسعيكم غير مشكور" و "الحج بأموال الشعب حرام شرعًا".
وامتلأت صفحات موقع التواصل الاجتماعي بالكثير من التعليقات الساخرة.
حيدر زيدان التميمي ، موظف وناشط مدني التقت به " العرب اليوم " ، قال إنهم "ذهبوا من أجل الحصول على لقب حاج فقط للتباهي به"، وأضاف التميمي "أن حج المسؤولين العراقيين غير مقبول بإذن الله لأنهم ظلموا الناس"، حسب وصفه.
وقال إن "مكة المكرمة سترفضهم جميعًا لأن الحج له قواعد، ولا أعتقد أن مسؤولاً عراقيًا سيذهب إلى الحج وهو نظيف الكف والقلب والروح، لأن أبسط الشروط ألا يظلم أحدًا، ولا أعتقد أن هناك مسؤولاً عراقيًا لم يظلم أحدًا فكلهم ظالمون، ثم أي حج يقبل لهم، وهم إما مشاركون في الفساد أو ساكتون عنه".
وأضاف: "هل من المعقول أن 160 مسؤولاً عراقيًا يذهبون إلى الحج، يتقدمهم رئيس الجمهورية، فلأجل أي شيء، منذ أكثر من شهرين نتظاهر؟ أعتقد أن هؤلاء المسؤولين يريدون الحصول على لقب (حاج) من أجل الدنيا فقط والتباهي به وليس من أجل الآخرة".
أما صادق الشمري ، يعمل سائق سيارة أجرة، فقد تمنى لو أن الرافعة سقطت عليهم، وقال:" زيارتهم لمكة المكرمة وحج بيت الله الحرام غير مقبول، ولو عبدوا الله الدهر كله، فأين هم من الفقراء والمشردين والمحرومين والنازحين والهاربين من الجحيم الذي أسسوه طوال 12 عامًا، هل يعتقد هؤلاء المسؤولون والبرلمانيون والسياسيون أنهم بريئون مما يحدث للناس من موت وظلم".
وقدم الكاتب سرمد العكيلي اقتراحًا يقول فيه: "بما أن أغلب أعضاء مجلس النواب والمسؤولين الكبار راحوا إلى الحج. فأنا أقترح نقل إحدى مظاهرات الجمعة إلى المنفذ الحدودي مع السعودية في منطقة عرعر".
وأضاف: "كما أنني أخاطب كل من يهمه الأمر ببيان بسيط أقول فيه: "نحن الشعب العراقي بكل أطيافه نعلن البراءة من كل برلماني ومسؤول عراقي يذهب إلى الحج، وإننا غير مسؤولين عن سرقة أي شيء سواء من بيت الله أو المسجد النبوي أو أي حاجة من أي مول من مولات التسوق من قبل هؤلاء كونهم مصنفين (حرامية خمس نجوم) سرقوا العراق كله. اللهم نحن بلغنا اللهم فاشهد".
وقالت أم احمد ، ربة بيت: "إن الله وحده يزكي النفوس لكن ما نشاهده الآن يجعلنا نظن السوء بكل مسؤول وسياسي في العراق، فنحن لم نشاهد منهم غير الضيم والقهر ولم نسمع غير قضايا الفساد والسرقة، والمعاناة التي يعاني منها العراقيون خير دليل على إنهم لم يقدموا شيئًا للمواطن العراقي، لذلك فأنا أقول إن ذهابهم إلى الحج شكلي ومن أجل أن يقولوا لأقاربهم أنهم حجاج أو بعضهم يريد بهذا اللقب أن يغطي على فساده".
وأضافت أن "في الدوائر الحكومية صرنا نسمع عن فلان المسؤول أنه حجي فلان وتلك المديرة حجية فلانة، وهذا من أجل التباهي وإظهار العفة والنزاهة وليس لخدمة الناس، لذلك أرى أن أي مسؤول يذهب للحج غير بريء الذمة لأنه متلوث بالفساد، وكان عليهم إن كانوا مؤمنين أن يتبرعوا بأموال الحج للنازحين والفقراء والجياع، ولكنهم غير مهتمين بالناس ولا يعرفون كيف يعيش الشعب".
محمد زاير، خريج عاطل عن العمل ، قال إن نداء المسؤولين في مكة سيكون مختلفًا.
وأوضح أن حجهم هو حج الكذب والفساد، يسرقون أموال الناس ليذهبوا بها إلى الحج. أية عدالة هذه، فهو يعتقد أن أي مسؤول عراقي لن يقبل حجه لأنه إما سارق أو مرتشٍ أو فاسد، وهذا الحال مستمر منذ 12 عامًا، فهم يأتون إلى العراق فيرتدون العمائم ويسبحون باسم الله وعندما يذهبون إلى الخارج يخلعونها، وأبناء العراق في جبهات القتال وأبناؤهم في أجمل مدن العالم.
وأضاف "أنهم سيرددون في الحج نداء مختلفًا، حيث سيقولون (لبيك اللهم لبيك، سرقنا العراق وجئنا اليك.. تمت السرقات وتم تحويل الترليونات وثبت الأجر إن شاء الله)، فمن المضحكات أن يتقبل الله حج فاسدين دمروا بلادهم وعاثوا في الأرض فسادًا، ولا أدري على من يضحكون، فالشعب غاضب عليهم كلهم، لأنهم أكدوا أنهم فاسدون وطائفيون ولا يفكرون إلا بمصالحهم، فقد اغتنوا على حساب الشعب".
يذكر أن سفر نحو 160 نائبًا ووزيرًا عراقياً لأداء مناسك الحج هذا العام أثار حنقًا كبيرًا بين العراقيين، الذين يعانون من سياسة التقشف التي تتبعها الحكومة، ويشهد العراق منذ شهرين تظاهرات في مدن الوسط والجنوب ضد الفاسدين.
أرسل تعليقك