صرّحت وزيرة "الداخلية" البريطانية تيريزا ماي الأحد، بأنه ينبغي على الآباء الإبلاغ عن أطفالهم للشرطة إذا ما كانت هناك خطورة من أن يصبحوا متطرفين، وجاءت تنبيهات وزيرة "الداخلية" في أعقاب الحادث المتطرف الذي وقع في تونس، مضيفة أنه كان من الصعب على أجهزة الاستخبارات والشرطة وقف هجمات ما يسمى "الذئب الوحيد" التي ينفذها أفراد يتم التأثير عليهم عبر الإنترنت ليصبحوا متطرفين.
وطالب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بضرورة تخليد ذكرى ضحايا الهجوم المتطرف في تونس، بينما ترأست تيريزا ماي اجتماع لجنة الطوارئ أمس الأحد للوقوف على آخر المستجدات بشأن الأوضاع التونسية وسماع المخاوف التي أبدتها وكالات الاستخبارات البريطانية "MI5" و"MI6" حول التهديدات التي تتعرض لها بريطانيا.
ولا توجد خطط في الوقت الحالي لزيادة مستوى تهديدات التطرف، لأن ضباط المخابرات يؤكدون أنه لا يوجد دليل محدد على أن الاعتداءات باتت وشيكة، ومع ذلك فإن اكبر تهديد وهو "الذئب الوحيد"، لا يكون عبر الاتصال بأي خلايا متطرفة، وإنما ينفذه أفراد مستقلين، ما دعا ماي إلى التنبيه على الأصدقاء والعائلة في حال ارتابوا من أي تغيير يطرأ على سلوك ذويهم، بحيث إن أصبحوا يميلون إلى التطرف يجب إبلاغ الشرطة.
وتحدثت ماي عبر برنامج "آندرو مار" المذاع علي قناة "بي بي سي وان"، عن رغبة الأجهزة الأمنية في التعاون والعمل مع العائلات والمجتمعات المحلية، ما قد يساعد على منع أي شخص من الوقوع ضحية للفكر المتطرف بعد مشاهدة مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع الإنترنت، مشيرة إلى أهمية الدور الذي تلعبه المجتمعات من خلال العمل معهم.
وأضافت أنه منذ كانون الأول/ديسمبر عام 2013، تم حجب ما يزيد عن 70,000 مادة من مواقع الإنترنت التي تدعو إلى التطرف، ولكن هناك المزيد لابد من القبام به، فالتهديد بات أكثر تنوعا ولهذا السبب هناك حاجة للحفاظ على قدراتنا ، ويتوقع بأن تجرى اختبارات خلال الأيام القليلة المقلبة للوقوف على مدي الجاهزية وكيفية التعامل في حال وقوع هجوم متطرف على الأراضي البريطانية.
وستعمل الحكومة البريطانية أيضًا على إتباع إستراتيجية جديدة في مكافحة التطرف من أجل علاج التطرف في الوقت الذي تقوم فيه الأجهزة الأمنية بالعمل المستمر ومراقبة الأوضاع لحماية المواطنين في بريطانيا.
وتأتي الاستعدادات التي تجريها الحكومة ممثلة في الأجهزة الأمنية، في أعقاب الهجوم المتطرف الذي وقع الجمعة الماضية على شاطئ منتجع "القنطاوي" في سوسة، الذي نفذه مسلح يدعى سيف الدين رزقي، استهدف خلاله السائحين المتواجدين على الشاطئ.
وأدى الهجوم إلى مقتل 38 سائحًا بينهم 15 على الأقل من البريطانيين ممن كانوا يقضون عطلتهم هناك، ما يعد أسوأ هجوم متطرف على البريطانيين منذ تفجيرات لندن التي وقعت في السابع من تموز/يوليو 2005، وكشفت ماي عن المصاعب التي يواجهها المسؤولين في التعرف علي بعض الضحايا لأن قليل منهم هم من كانوا يحملون بطاقات للهوية كما أن بعضهم تم نقله إلى المستشفيات، وبالتالي فإن المسؤولين هناك يبذلون قصارى جهدهم لضمان الحصول على معلومات دقيقة.
وتزامن هجوم سوسة مع العثور على جثة مقطوعة الرأس بعد الهجوم على مصنع في فرنسا من قبل متطرفين إسلاميين، كما تزامن مع التفجير المتطرف على مسجد للشيعة في الكويت، والذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 25 شخصًا.
وأرسلت بريطانيا خبراء إلى تونس للمساعدة في تشديد الإجراءات الأمنية حول المنتجعات السياحية التي يرتادها السائحين من الغرب، بينما تم وضع القوات الجوية الملكية على أهبة الاستعداد لاسترجاع جثث البريطانيين الذين قتلوا في الهجوم المتطرف الجمع .
وبحث رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون مع المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الرد الأوروبي على هذا التهديد المتطرف.
أرسل تعليقك