يلتقي الرئيس الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاثنين في بروكسل كبار القادة الاوروبيين لاجراء محادثات تبدو صعبة حول ازمة الهجرة.
وتاتي زيارة اردوغان مع اعلان دخول 630 الف شخص الى الاتحاد الاوروبي بوسائل غير قانونية هذا العام في ظل ازمة هجرة هي الاسوأ منذ الحرب العالمية الثانية.
ويعمل قادة اوروبا وانقرة على "خطة عمل مشتركة" تصفها المفوضية الاوربية بانها "اتفاقية ثقة متبادلة".
وستكون هذه الخطة في صلب المحادثات التي يجريها اردوغان الاثنين.
ووفقا لصحيفة فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ، فان مثل هذا الاتفاق ينص على أن تركيا تشارك في دوريات مشتركة مع خفر السواحل اليونانيين في شرق بحر ايجه كجزء من العمل المنسق من قبل الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود (فرونتكس).
واضافت الصحيفة الالمانية ان المهاجرين الذين يعتقلون اثناء محاولتهم الوصول الى اوروبا، ستتم اعادتهم الى تركيا، في حين يوافق الاتحاد الاوروبي على استضافة ما يصل الى نصف مليون شخص يمكنهم الوصول الى اوروبا بأمان، بدون اللجوء الى المهربين.
وقال مسؤول اوروبي ان "المناقشات تبدو صعبة للغاية"، وهناك فرصة ضئيلة للتوصل الى اتفاق على خطة عمل في بروكسل اليوم.
وسيتوجه اعضاء من المفوضية الى تركيا "هذا الاسبوع" من اجل مواصلة هذه النقاشات.
وما يريده المسؤولون الاوروبيون هو الضغط على تركيا لمعالجة مشكلة مهربي البشر، وهو ملف عاد الى الواجهة الاحد عندما انتشلت جثتا طفلين متحللتين من الشاطئ في جزيرة كوس اليونانية.
وقبل لقائه رئيس المفوضية جان كلود يونكر، من المقرر ان يلتقي اردوغان رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز ورئيس مجلس اوروبا دونالد توسك.
وفاقمت ازمة الهجرة التوتر في العلاقات بين انقرة وبروكسل، التي طالما شهدت انتقادات لانقرة في ملف حقوق الانسان والمفاوضات الشاقة لانضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي.
ويتوقع ان يمارس اردوغان الذي استقبلت بلاده حوالى مليوني لاجئ سوري ضغوطا على الاتحاد الاوروبي للحصول على مزيد من المساعدات لانهاء الحرب، على ان يثير ايضا قضية حربه مع المتمردين الاكراد.
كما يرجح ان يضغط اردوغان الخصم الشرس للرئيس السوري بشار الاسد لاقرار خططه بانشاء "منطقة آمنة" عبر فرض حظر جوي فوق شمال سوريا حيث يمكن اسكان اللاجئين.
لكن المسؤولين الغربيين يشككون في الخطة، وهو شعور سيتعزز بعد اعلان تركيا الاثنين ان طائراتها اعترضت مقاتلة روسية في مجالها الجوي بعد ايام على شن روسيا حملتها العسكرية في سوريا.
وقال مارك بيريني، الباحث في معهد كارنيغي أوروبا والسفير السابق للاتحاد الاوروبي الى تركيا ان "الزيارة تاتي أيضا في فترة مضطربة جدا في تركيا، مع الانتخابات البرلمانية في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر وسط تصاعد العنف وتدهور اوضاع دولة القانون بسبب عمليات الدهم والهجمات ضد الأحزاب ووسائل الإعلام الموالية للاكراد".
واذا كانت تركيا شريكا رئيسيا له، فان الاتحاد الاوروبي يريد تنسيقا على نطاق واسع مع جميع البلدان الواقعة على "طريق البلقان" التي سلكها العام الحالي أكثر من 400 الف من طالبي اللجوء في أوروبا من سوريا حتى الحدود الخارجية لأوروبا، وفقا للامم المتحدة.
ويشكل السوريون العدد الاكبر من طالبي الهجرة في اوروبا، يليهم الافغان.
وبلغت ازمة الهجرة حجما غير مسبوق الى حد ان المانيا قد تستقبل 1,5 مليون طالب لجوء في 2015 بحسب صحيفة بيلد نقلا عن وثيقة سرية قدرت اعدادا "اكبر بكثير من الارقام الرسمية".
ودخل حوالى 630 الف شخص بصورة غير مشروعة الى اوروبا منذ مطلع العام ما تسبب ب"ازمة هجرة غير مسبوقة في اوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية" بحسب ما قال فابريس ليجيري رئيس وكالة فرونتكس في مقابلة الاثنين مع صحيفتي درنيار نوفيل دالزاس ولالزاس.
كما طالبت الوكالة الدول الاعضاء بان تضع في تصرفها 775 عنصرا اضافيا من حرس الحدود "لمعالجة الضغط الكبير جراء تدفق المهاجرين"، لا سيما في اليونان وايطاليا بحسب بيان.
واتفق القادة الاوروبيون الشهر الفائت في قمة عاجلة على توزيع 160 الف مهاجر على دول الاتحاد في قرار اعترضت عليه بعض الدول وسط خلافات ابرزتها ازمة المهاجرين.
المصدر أ.ف.ب
أرسل تعليقك