غزة – محمد حبيب
أكد المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في غزة عدنان أبو حسنة، أنّ الوكالة ستوزع خلال الأيام المقبلة مبالغ نقدية على 2700 عائلة في قطاع غزة، مخصصات بدل الإيجار وتنفيذ الإصلاحات البسيطة لمساكنها المتضررة جراء حرب الاحتلال الإسرائيلي الأخيرة على قطاع غزة.
وأوضح أبو حسنة في مقابلة خاصة مع "العرب اليوم" أنّ "الأونروا" تعمل على تقديم هذه المساعدات على الرغم من الأزمة المالية التي تعاني منها، مشددًا على أنّ الجهود والاتصالات مستمرة من طرف إدارة "الأونروا" مع مختلف الجهات لشرح خطورة الأوضاع المتعلقة بتوقف ملف إعمار غزة.
وشدَّد على ضرورة التزام المانحين الدوليين والعرب بتعهداتهم التي أعلنوها خلال مؤتمر إعادة الإعمار الذي عقد في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي في القاهرة، وأضاف أنّ "ملف الإعمار في قطاع غزة يتعثر خصوصًا بالنسبة إلى إعادة الإعمار للبيوت التي دمرت بشكل كلي، مبيّنًا أنّه لم يحدث شيء بخصوصها حتى الآن، وأن كل الذي تم إصلاحه أضرار بسيطة ودفع إيجارات إلى أصحاب البيوت المدمرة.
وأشار إلى أهمية الضغط الدولي في هذا الإطار، لاسيما أنَّ معظم المانحين دوليون، مؤكدًا انَّه هذه الزيارات تدفع باتجاه تحرك لإتاحة واقع جديد أفضل، ووصف الوضع في قطاع غزة بأنه "خطير"، داعيًا الدول المانحة، إلى الإسراع في الوفاء بتعهداتها، التي التزمت بها خلال مؤتمر القاهرة لإعادة الإعمار، في أكتوبر/تشرين الأول، الماضي.
ونوّه إلى أنّ "هناك خطين متوازيين، يجب أن تدخل مواد البناء للقطاع بسرعة أكبر، وفي الوقت نفسه يجب أن تتواجد الأموال التي تم التعهد بها في القاهرة".
وطالب أبو حسنة المانحين بالإسراع في دفع الأموال؛ موضحًا أنَّ "الوضع في غزة خطير، وهناك إحباط وغضب وتراكم للطاقة السلبية في غزة، ولا أحد يريد أن يرى حربًا جديدة، والحل هو أن يتم إعطاء فرصة لغزة، وأن تكون هناك حياة جديدة، وأن يتم إعادة إعمار القطاع في أسرع وقت".
ولفت إلى أنّ "هناك غضبًا في غزة وخيبة أمل من هذا الموضوع، والمزيد من الاحتقان"، معربًا عن خشيته من أن تعود بعض العائلات إلى مراكز الإيواء، في حال استمر عدم دفع المانحين للأموال، وأشار إلى أنّه في حال عادت بعض العائلات إلى مراكز الإيواء، سيكون ذلك "خطيرًا للغاية، وسيؤثر بلا شك على العملية التعليمية".
وذكر أنّ "هناك مطالبًا عادلة لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين تأثروا من هذه الحرب الأخيرة، التي دمرت بيوتهم، ويجب على المجتمع الدولي كما تعهد أن يفي بتعهداته"، مبديًا تقدير "الأونروا" للمملكة العربية السعودية التي كانت قدمت 53 مليون دولار، وللإمارات العربية المتحدة التي قدمت 37 مليون دولار.
وقال: "إنَّ الخدمات المتعلقة بالتعليم والصحة والإغاثة التي تقدمها الوكالة من خلالها لـ865 ألفًا، مواد غذائية منتظمة، وفي المدارس 250 ألف طالب، كل هذه الأمور تسير على النحو المعتاد ولا علاقة لها على الإطلاق بملف الاعمار الذي يمر بأزمة حقيقية"