تصاعد التوتر بين أنقرة وموسكو بعد استضافة موسكو حزب كردي
آخر تحديث GMT15:29:58
 العرب اليوم -

تصاعد التوتر بين أنقرة وموسكو بعد استضافة موسكو حزب كردي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تصاعد التوتر بين أنقرة وموسكو بعد استضافة موسكو حزب كردي

محتجون يحملون علم حزب الاتحاد الديمقراطي بعد استبعاده من محادثات جنيف
أنقرة - جلال فواز

يصل التوتر بين تركيا وروسيا إلى مستوى جديد نتيجة تدشين حزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الرائد في المنظمات السياسية الكردية شمال شرق سورية، والذي تعتبره أنقرة جماعة متطرفة، مكتب ممثل له في موسكو بدعوة شخصية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

تصاعد التوتر بين أنقرة وموسكو بعد استضافة موسكو حزب كردي

ويأتي هذا التطور وسط شد وجذب بين موسكو والولايات المتحدة الأميركية من أجل السلطة والنفوذ في مناطق استراتيجية على طول الحدود بين تركيا وروسيا، إذ تدعم واشنطن الأكراد السوريين في محاوبة تنظيم داعش المتطرف، في حين أن أولوية موسكو إحباط الجهود المدعومة من الغرب لإسقاط النظام السوري للرئيس بشار الأسد.

وتخشى أنقرة من احتمالية بسط سيطرة حزب الاتحاد على مناطق الحكم الذاتي شمال سورية، والتي ترتبط بكردستان العراق المستقلة، ما يشجع أكراد تركيا على النفور وأن تحذو حذوهم، وأفاد المبعوث الكردي السوري إلى موسكو، وعضو حزب الاتحاد الديمقراطي، عبدالسلام علي، أن طموحهم هو حشد التأييد لدعم المقاطعة الكردية في سورية من خلال هذا المكتب.

تصاعد التوتر بين أنقرة وموسكو بعد استضافة موسكو حزب كردي

وتزعم تركيا أن حزب الاتحاد الديمقراطي يعمل مع حزب العمال الكردستاني وهو عدو لقوات الأمن التركية منذ فترة طويلة، ويتقاتل حاليًا مع قوات الأمن في المناطق الحضرية جنوب شرق تركيا، وتعتبر الولايات المتحدة أيضًا مثل تركيا أن حزب العمال الكردستاني منظمة متطرفة، في حين تعتبر موسكو أن كلاً من حزب الاتحاد وحزب العمال جهات فاعلة مشروعة.

ويرى السياسيون والمحللون الأتراك أن حفل افتتاح مكتب حزب الاتحاد الديمقراطي في موسكو بحضور مسؤولين في وزارة الخارجية الروسية هو استفزاز متعمد وجزء من محاولة واسعة من روسيا لتمديد نفوذها الإقليمي، ويعتبر الجانب التركي هذه الخطوة ثأر بوتين الذي بدأ في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد إسقاط طائرة جوية روسية دخلت المجال الجوى التركي، ورفض وقتها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طلب بوتين بالاعتذار والتعويض، داعيًا حلف الناتو إلى دعمه إلا أن بوتين قال إنه لن يتراجع.

وتواجه تركيا ضغوطًا إضافية الأيام الأخيرة نتيجة الدعم العسكري الروسي لقوات الأسد، والذي أدى إلى خلل التوازن ضد قوات المعارضة في المناطق المحيطة بحلب، ما نتج عنه إرسال عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى الحدود التركية، وأدى ذلك بدوره إلى مزيد من الضغط على أنقرة من الدول الأوروبية ومنظمات الإغاثة.

وكثفت القوات الروسية هجماتها على أقلية التركمان في سورية، والتي قتل مقاتلوها أحد الطيارين الروسيين وقدموا المساعدات العسكرية إلى الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، وهي المزاعم التي نفتها موسكو، وفي الوقت ذاته يلوم مسؤولون روس تركيا علنًا لمسامتها في إفشال تحقيق التقدم في محادثات السلام السورية الأسبوع الماضي في جنيف، بعد اعتراض أردوغان على مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي، وحذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الشهر الماضي من انهيار المحادثات إذا تم استبعاد الأكراد.

وبيّن أردوغان غاضبًا أن محادثات السلام لا طائل لها في ظل استمرار روسيا في قتل الناس في سورية، مضيفًا: في بيئة يتم فيها قتل الأطفال لا جدوى من مثل هذه المحادثات سوى جعل الأمور أفضل بالنسبة إلى الأسد".

كما وجَّه أردوغان غضبه إلى الولايات المتحدة بعد اجتماع مسؤول أميركي رفيع مع قادة وحدات حماية الشعب في كوباني في سورية الأسبوع الماضي، بغرض الطمأنة بعد استبعادهم من محادثات جنيف، وضم الوفد بريت ماكجورك المبعوث الأميركي الخاص بأمور داعش، وأضاف أردوغان: زار ماكجورك كوباني في وقت محادثات جنيف وتم منحه لوحة من قِبل وحدات حماية الشعب، والسؤال هنا كيف نثق بك؟ هل شريكك هو أنا أم المتطرفين في كوباني؟

وتعهد أردوغان في يونيو/ حزيزان الماضي بأنه لن يسمح بقيام دولة كردية شمال سورية، وفي رأيه أن زيارة ماكجورك تتطلب إقرار مبدئي من الولايات المتحدة، وعُرض على نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، خريطة الحدود عند زيارته تركيا الشهر الماضي، وحددت الخريطة أماكن عدة زعم مسؤولون أتراك أن المقاتلين الأكراد السوريين يحولون أسلحة وذخيرة أميركية الصنع مخصصة للاستخدام ضد داعش إلى حزب العمال الكردستاني، بينما أوضح بايدن أن تدريب الأسلحة أمر غير مقبول، وأفيد فيما بعد بأن تركيا مستعدة لقصف حلفاء واشنطن في سورية حال استمرار الوضع بهذه الطريقة.

وظهرت تقارير مماثلة في وسائل الإعلام التركية حول القيام بعمل عسكري تركي مكثف، بما في ذلك التدخل على الأرض في المناطق الكردية شمال سورية، في حين أصرت روسيا الأسبوع الماضي على أن تجديد الاتهامات التركية بانتهاكات المجال الجوي ما هي إلا غطاء لمخططات أنقرة العسكرية.

وبيَّن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشنكوف: رصدت وزارة الدفاع الروسية عددًا متزايدًا من علامات الإعداد الخفية من جانب القوات المسلحة التركية للعمل في الأراضي السورية.

وتدخلت القوات التركية في الماضي في المناطق الكردية شمال العراق واتخذت إجراءات محدودة جدًا في سورية، وتمثل أيّة عملية عسكرية كبيرة جديدة ضد المعاقل الكردية تحدٍ لكل من روسيا والولايات المتحدة، كما تعد علامة على يأس أردوغان، وهو ما يعد كارثة محتملة بانتشار الصراع السوري.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصاعد التوتر بين أنقرة وموسكو بعد استضافة موسكو حزب كردي تصاعد التوتر بين أنقرة وموسكو بعد استضافة موسكو حزب كردي



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:14 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

المستشار الألماني يحذر الصين من توريد أسلحة إلى روسيا
 العرب اليوم - المستشار الألماني يحذر الصين من توريد أسلحة إلى روسيا

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة
 العرب اليوم - الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 العرب اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 12:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 12:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 06:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوثيون يستهدفون سفينة في البحر الأحمر دون إصابات

GMT 11:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 03:01 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رصد "أول حالة انقراض معروف للطيور من أوروبا"

GMT 09:59 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يردّ على انتقادات عمله بعد أيام من وفاة شقيقه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab