أعلن أمير جبهة "النصرة" (تنظيم القاعدة في سورية) أبومحمد الجولاني، أنَّ مهمة الجبهة هي القضاء على النظام الحاكم و"حزب الله" والثأر ﻷهل السنة، مشيرًا إلى الالتزام توجيهات زعيم تنظيم "القاعدة" الشيخ أيمن الظواهري، بألا تتحول سورية لقاعدة عمليات ضد الغرب، ولكن إذا استمرت طائرات التحالف في قصف مقراتنا فإن موقفنا سيتغير.
وأكد الجولاني، في حوارٍ له ببرنامج "بلا حدود" على قناة "الجزيرة" الفضائية، مساء الأربعاء، أنَّ الإعداد بدأ لمعركة دمشق المصيرية، وأنَّ سقوط بشار الأسد بات قريبًا.
وأشار أنَّه لا وجود لجماعة "خراسان"، وكل المقرات التي تقصفها الطائرات الأميركية تابعة لجبهة النصرة، مشددًا على أنَّ الضحايا هم من الذين قاتلوا في أفغانستان ولكن لم يخططوا لعمليات في الغرب.
وبيَّن أنَّ أميركا تقف في صف النظام وتساعده، ودورها هو تخدير "أهل السنة" لتثبيت حل سياسي يبقي النظام الحالي حتى لو ذهب الرئيس السوري بشار الأسد وهي تعمل للقضاء على أيَّة قوة "سنية " لا تلتزم بأوامرها. وأوضح الجولاني أنَّ هناك تنسيق بين الطائرات الأميركية و السورية التي تقصف مواقع الجبهة وهذا التنسيق يحدث في عدة مجالات أخرى.
وعند سؤاله عن رأيه في المباحثات الجارية وإمكانية مشاركة "جبهة النصرة" كان رده قاطعًا، مضيفًا: أطفال الشام لا يقبلون أن نشارك بأي حوار سياسي مع قاتلهم وأنَّ المجاهدين سيغيرون هذا الواقع بقوة السلاح وليس بالحوار.
وشدد الجولاني على أنَّ جبهة "النصرة" غير مرتبطة بأيَّ جهة استخباراتية ولا تتلقى الدعم المادي أو اللوجستي من أيَّة دولة إقليمية أو عربية، موضحًا أنَّ "الدعم الخارجي لا يأتي بغير شروط و نحن أغلقنا هذا الباب بشكل نهائي".
وبشأن طريقة تمويل الجبهة؛ أشار الجولاني إلى أنَّ سورية بلاد غنية ومواردها متعددة والغنائم من القوات الحكومية تكفي للقتال لفترة طويلة، مشيرًا إلى أنَّ المسلمين في العالم يحبون جبهة "النصرة" وتنظيم "القاعدة" ويرسلون التبرعات المادية ولكن بشكل فردي ودون أي شروط.
وأكد أبومحمد الجولاني أنَّ جبهة "النصرة" هي رأس الحربة في المعارك الدائرة في شمال البلاد و جنوبها و في القلمون وليست عنصرا يمكن الاستغناء عنه أو إقصاؤه.
وأضاف الجولاني: المناطق المحررة حاليا تمثل الخطوط الدفاعية الأولى لمناطق العلويين في الساحل، والعلويون تسببوا في قتل عشرات الآلاف من أهل السنة ولنا ثأر معهم و يجب أن يدركوا أن النظام الذي ثبتوا عرشه عاجز عن حمايتهم.
ووعد الجولاني العلويين في حال ألقوا سلاحهم و تبرؤا من نظام بشار الأسد وتوقفوا عن إرسال شبابهم للقتال في صفه، أن تحميهم جبهة "النصرة"، مستشهدًا بتجربة بعض مناطق الدروز في وسط البلاد، حيث أعطتهم الجبهة الأمان وأرسلت لهم دعاة ليصححوا لهم عقيدتهم بعد أن تعهدوا بعدم قتال الجبهة، مبينًا أنَّ النصارى الذين لا يقاتلون الجبهة نعطيهم الأمان و نفرض عليهم الجزية.
وردًا على سؤال بشأن اتهام جبهة "النصرة" بأنَّها مجموعة تكفيرية؛ بيّضن الجولاني أنَّ هذا الاتهام هو شائعة روجها النظام وأتباعه لشيطنة جبهة "النصرة" وتخويف الناس منها، مشيرًا إلى أنَّ جبهة "النصرة" تُطبق شرع الله ولا تخاف في ذلك لومة لائم.
وأوضح أنَّ "حزب الله" يعرف أن مصيره مرتبط بمصير النظام السوري لذلك دخل المعركة بكل قوته ولكنه ليس بقوة النظام، مشيرًا إلى أنَّ "حزب الله" ليس وحده على الأرض ولكن الضوء مسلط عليه، بالرغم من أنَّ هناك العشرات من الفصائل العراقية والأفغانية تقاتل بصف النظام.
أرسل تعليقك