أعلن مجلس محافظة الأنبار أنّ سقوط مدينة الرمادي بيد المسلحين بات وشيكًا، عازيًا السبب إلى تراخي القوّات الأمنية، وضعف تسليح العشائر، مؤكّدًا سيطرة عناصر مسلحة على مراكز للشرطة والمؤسسات الحكومية وأجزاء واسعة من قضاء هيت، الذي يشهد معارك عنيفة.
وانفجرت، صباح الخميس، ثلاث سيارات مفخخة يقودها انتحاريون، الأولى استهدفت نقطة تفتيش مشتركة عند المدخل الغربي لقضاء هيت، غرب الرمادي، والثانية عند المدخل الشرقي للقضاء، والثالثة استهدفت نقطة تفتيش أمنية قرب مبنى قائم مقامية القضاء، مما أسفر عن مقتل أربعة من عناصر القوات الأمنية وإصابة سبعة آخرين بجروح متفاوتة.
وأكّدت مصادر أمنية، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنّ "اشتباكات مسلحة تدور بين مسلحين يعتقد أنّهم من تنظيم (داعش) والقوات الأمنية قرب مواقع التفجيرات"، مبرزة أنَّ "قوات أمنية ومقاتلين من العشائر اشتبكوا مع العناصر المسلحة واستعادوا السيطرة على الوضع".
من جانبه، كشف عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي، سيطرة عناصر "داعش"، وفصائل مسلحة أخرى، على مراكز شرطة ومؤسسات حكومية في قضاء هيت، وانتشروا في شوارع المدينة، بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الأمنية"، واصفًا الوضع الأمني في القضاء بـ"الخطير جدًا".
واضاف الفهداوي أنَّ "معارك عنيفة جدًا تدور بين المسلحين والعناصر الأمنية من الجيش والشرطة في مناطق مختلفة من هيت"، متوقعًا "سقوط القضاء بيد المسلحين"، ومطالبًا بـ"تدخل القوّات الجوية العراقية لإسناد القطعات البرية لإعادة السيطرة على الوضع الأمني في القضاء"، مبرزًا أنَّ "سقوط مدينة الرمادي بيد المسلحين بات وشيكًا"، عازيًا السبب إلى "تراخي القوات الأمنية في المحافظة وضعف تسليح مقاتلي العشائر والقوات الأمنية، فضلاً عن ضعف الإسناد الجوي، وعدم قصفها لمعاقل المسلحين".
وتابع "القوات الأمنية فشلت، في الفترة الماضية، في قطع خطوط الإمداد عن تنظيم (داعش) والمسلحين في المحافظة، مما ساهم في تردي الوضع الأمني، وسقوط عدد من مدن الأنبار".
واعترف الفهداوي "بامتلاك المسلحين، وضمنهم عناصر داعش أسلحة تفوق أسلحة القوات الأمنية"، متهمًا الحكومة المركزية في بغداد بأنها "لم تلبِّ طلبات المحافظة في تسليح القوات الأمنية، رغم المطالبات والمنشدات الكثيرة".
وفي صلاح الدين، التي تشهد معارك عنيفة هي الأخرى، اندلعت اشتباكات مسلحة بين قوات أمنية مشتركة، وعناصر من تنظيم "داعش"، في الساعات الـ24 الماضية، في ناحية المعتصم، جنوب قضاء سامراء، مما أسفر عن مقتل أربعة من عناصر القوات الأمنية، وإصابة 16 آخرين بجروح متفاوتة، دون معرفة الخسائر في عناصر التنظيم.
ولايختلف الوضع الأمني في محافظة كركوك عن وضع صلاح الدين والأنبار، حيث حاصرت، صباح الخميس، عناصر تنظيم "داعش" قرى العاكولة وسن الذان والمدنية والرسولية والحلاوة، التابعة لقضاء الحويجة، واعتقلت 22 شخصًا من عناصرها الهاربين، بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدها التنظيم بسبب القصف الجوي لطائرات التحالف الدولي.
إلى ذلك، شهدت قرى الكواز وبريمة والعطشانة ومراطة والخريفي والمحمودية الواقعة على طريق كركوك ـ حويجة، غرب المدينة، حركة نزوح لعشرات الأسر، تحسبًا لتنفيذ عمليات عسكرية من طرف القوات الأمنية، لتطهيرها من عناصر "داعش".
وارتفعت حدة التوتر الأمني في كركوك، بعد سيطرة مسلحو تنظيم "داعش" على قضاء الحويجة ونواحي الرياض والعباسي والزاب، فضلاً عن قرية البشير التي تقع على مشارف المدينة، ونزوح قرابة ثلاثة آلاف من أبناء القرية، التي تضم أكثر من 1150 منزلاً.
أرسل تعليقك