بيروت - رياض شومان
احتفلت بلدة عمشيت الساحلية شمال بيروت، بعودة ابنها الرئيس السابق ميشال سليمان اليها مواطناً عادياً قرَّر خوض غمار الحياة السياسية بعد تسع سنوات في قيادة الجيش اللبناني، وست سنوات في سدة رئاسة الجمهورية. فكان له استقبال شعبي أراده الرئيس سليمان أن يكون بين ابناء بلدته وفي وسط ساحتها وفي يومه الأول بعد انتهاء ولايته.
منذ الصباح انتظره أهله وبعض أهالي قضاء جبيل امام مطرانية عمشيت المارونية، التي ازدانت شوارعها بالاعلام واللافتات التي رفعتها البلدية وانتشرت الموسيقى الوطنية في الساحة.
في العاشرة والنصف صباحاً وصل الى مدخل بلدته لجهة "جبيل" المزين بالاعلام اللبنانية وصوره واللافتات المرحبة به. وهناك وقف الوزير السابق ناظم الخوري ومنسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد ورئيس اتحاد بلديات جبيل فادي مارتينوس ورئيس بلدية عمشيت انطوان عيسى واعضاء البلدية ورئيس بلدية جبيل زياد الحواط مع رؤساء الاجهزة الامنية في جبيل ومواطنين لاستقباله. عند وصوله الى المطرانية مع زوجته وفاء وافراد عائلته قرعت أجراس الكنائس في البلدة وعزفت موسيقى كشافة عمشيت وحمل على الاكتاف وسط نثر الأرز والازهار، حتى وصوله الى منزله وسط البلدة، تحت حماية الحرس الجمهوري.
وبصعوبة شق طريقه وزوجته بين المواطنين في حديقة منزله، حيث كانت في انتظاره وزيرة المهجرين أليس شبطيني والوزيران السابقان خليل الهراوي ووديع الخازن وقائمقام جبيل بالوكالة نجوى سويدان ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر والمواطنون.
سليمان عاد مرتاحاً الى عمشيت، لم يتكلم في السياسة، قال كل ما يريد قوله في خطاب الوداع في القصر الجمهوري في بعبدا أمس السبت. أراد ان يكون فقط بين أهله وأبناء منطقته. حيّا الحضور فرداً فرداً في حديقة المنزل مع زوجته وابنه شربل، لكنه أعرب عن أمله ألا يطول الفراغ الرئاسي، موضحاً أنه يؤيد كل ما يصب في مصلحة الوطن.
وكان اللافت في الاحتفال حضور رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي، وأيضاً وصول النائب وليد جنبلاط الى عمشيت مع زوجته وأولاده الثلاثة على رأس وفد كبير وزاري ونيابي وحزبي ومن مشايخ الدروز ووفد من بريح للتهنئة.
وهذا ما حدا بأحد المتابعين القول : ان لهاتين الزيارتين دلالات مهمة، "اذ يمكن ان يكون خطاً جديداً وسطياً بدأ يبنى في لبنان وسط هذه الانقسامات الحادة التي يعيشها لبنان".
اما النائب مروان حماده فقال انها الزيارة الاولى التي "اقوم بها لرئيس خارج من السلطة دستورياً في الموعد المحدد محاطاً بمحبة المواطنين واحترام القوى السياسية حتى التي اختلفت معه. شعرت كأني في بلدة من بلدات الجبل في يوم انتخابات عارمة وشعبية"، منهياً "ان شاء الله يجي وقت الانتخابات".
الوزيران بطرس حرب وسجعان قزي أيضاً كانا في عمشيت وكذلك السفير السعودي في لبنان علي عوض العسيري، ورؤساء بلديات قضاء جبيل والمخاتير ورجال دين وهيئات مجتمع مدني ووفد من الصليب الاحمر اللبناني. كما حضرت وفود حزبية لتحيته على مواقفه طوال 6 سنوات منها وفد من "القوات اللبنانية" في جبيل ووفد من "تيار المستقبل" في جبيل وآخر من الشمال على رأسه النائبين هادي حبيش وخضر حبيب، وفد من "حركة التجدد الديموقراطي"...
وقال رئيس بلدية عمشيت الدكتور انطوان عيسى معلقاً: ان عهد الرئيس سليمان اتسم بالنزاهة والنبل. "هو وصل لبنان بالخارج وبالاغتراب اللبناني، ورغم الظروف الصعبة والانقسامات العمودية مرّر عهده والوطن بأقل أضرار ممكنة".
أرسل تعليقك