أعلن رئيس حكومة اقليم كردستان نيغرفان البارزاني، الأحد، استعدادها للتعاون لإنهاء القتال المسلح بين حكومة تركيا وحزب العمال الكردستاني الـ"PKK"، واستئناف عملية السلام، وفيما أشار إلى أنّ القوة واستخدام العنف لا يمكن اعتمادهما حلولًا لمعالجة جميع المشاكل، ودعا حزب "العمال" إلى مراجعة مواقفه لعودة المفاوضات ووقف اطلاق النار.
وأكد البارزاني، في بيان صحافي وصل "العرب اليوم" نسخة منه، أنّ عملية السلام بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني التي جاءت بعد جهود حثيثة، وبدأت فعليًا، كان لها نتائج إيجابية لتقدم العملية الديمقراطية والتعايش السلمي في تركيا وتحسين الخدمات للمواطنين في هذا البلد، مبرزًا أنّ حكومة الاقليم مع رئيس الاقليم على استعداد للعب دور لوقف إطلاق النار واستئناف عملية السلام من النقطة التي انقطعت، مبيّنًا أنّ عملية السلام التي لم تحدث وتدار من دون جرأة وتفهم رئيس جمهورية تركيا السيد رجب طيب أردوغان.
وأوضح أنّه بسبب الأخطاء الحالية تعثرت عملية السلام، لافتًا إلى أنّه من غير الممكن معالجة أية مشكلة بالعنف واستخدام القوة، مضيفًا أنّ رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، كان له دور مهم في إعلان وقف إطلاق النار بين تركيا وحزب العمال الكردستاني وتحقيق العملية السلمية والمفاوضات المباشرة بين الجانبين.
ودعا حزب "العمال" الكردستاني، إلى مراجعة موقفه وبذل جميع جهوده من أجل وقف إطلاق النار والبدء بعملية السلام وإتاحة المجال للسيد عبدالله أوغلان وحزب الشعوب الديمقراطية "HDP" للعب دورهم"، مبرزًا أنّ اعلان الـ"PKK" مسؤوليته عن الهجوم على عدد من أفراد الشرطة في تركيا، زاد من تعقيد الوضع أكثر.
وفي سياق متصل، دان رئيس برلمان إقليم كردستان العراق يوسف محمد، القصف الذي تنفذه تركيا ضد حزب "العمال" في اقليم كردستان، فيما دعا إلى حل المشاكل سلميا، وأعرب القنصل الأميركي العام في الإقليم جوزيف بينيغتون عن أمله أن يتوصل جميع الأطراف إلى اتفاق وتجاوز الخلافات، قائلًا: "أمل أن يتوصل جميع الأطراف للاتفاق وتجاوز المشكلات والخلافات بأسرع وقت ممكن".
وأبرزت رئاسة برلمان إقليم كردستان في بيان صحافي اطلع "العرب اليوم" عليه، أنّ القنصل الأميركي العام في الإقليم جوزيف بينيغتون والقنصل الأميركي العام الجديد في الإقليم ماتياس ميتمان زارا مقر البرلمان الكردستاني واجتمعا مع رئيس البرلمان يوسف محمد وسكرتير البرلمان فخر الدين قادر، مردفًا أنّ رئيس البرلمان دان خلال الاجتماع، القصف التركي بدلًا عن الحلول العسكرية، معربًا عن أمله في أن يتم التفكير في الحلول السلمية، عادًا القصف التركي خرقًا لحدود اقليم كردستان.
بدوره، طالب نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، تركيا عدم خرق سيادة العراق وإيقاف القصف الجوي على المناطق الحدودية في إقليم كردستان، وأشار عبر بيان مقتضب وصل" العرب اليوم" نسخة منه إلى مطالبته تركيا عدم خرق سيادة العراق وإيقاف القصف الجوي على المناطق الحدودية في إقليم كردستان، فيما رحب البيت الأبيض، بتزايد تركيز وجهود تركيا للتصدي لتنظيم "داعش"، فيما وصف حزب "العمال" الكردستاني بأنه منظمة "إرهابية".
وتعتزم تركيا إرسال قوات برية إلى المناطق التي تقصفها لإبعاد المسلحين منها تماما، إذ ذكر رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو، أنّ التعليمات أعطيت لشن غارات جوية في العراق وسورية، وستتبعها عمليات برية، ونفت وزارة العمل التركية، الأنباء التي تحدثت عن وفاة زعيم حزب "العمال" الكردستاني عبد الله اوغلان، فيما أكد أنّ تلك الأنباء تخدم غايات معينة.
وقالت وزارة العمل في بيان صحافي لها، أنّ الانباء التي تتردد في وسائل العلام التركية التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة خلال الساعات الماضية التي تحدثت عن وفاة اوغلان في سجنه الانفرادي في جزيرة امرالي في بحر مرمرة، عارية عن الصحة ولا أساس لها، وعدت أنّ تناقل مثل هذه الأخبار يخدم غايات معينة.
يذكر أنّ عددًا من وسائل الاعلام التركية تناقلت خلال اليومين الماضيين أنباء عن وفاة اوغلان، في سجنه الانفرادي الذي يقبع فيه منذ عام 1999 بعد القاء القبض عليه والحكم عليه بالاعدام ووضِع في الحجز الانفرادي في جزيرة إمرالي داخل بحر مرمرة في تركيا، وبالرغم من أنه حكم بالإعدام في الأصل؛ إلا أن الحكم حول إلى الحبس مدى الحياة عندما ألغت تركيا وبشكل مشروط عقوبة الإعدام في آب 2002.
وكان حزب "العمال" الكردستاني، أعلن، السبت 25 تموز 2015، أنّ الهدنة مع تركيا لم يعد لها أي معنى، ردًا على القصف التركي على مواقعه في شمال العراق، ويعد هذا الهجوم الأوسع على معاقل الحزب والأول من نوعه عقب إعلانه انسحاب مسلحيه من الأراضي التركية؛ لكن مقاتليه أعلنوا نهاية الأسبوع الماضي، تبنيهم عمليات عدة استهدفت عناصر في الشرطة التركية إثر التفجير الانتحاري الذي استهدف مجموعة شباب كرد على الحدود مع سورية.
كما كان زعيم الحزب اوجعلان دعا، في 28 شباط 2015، اتباعه إلى إلقاء السلاح كجزء من عملية سلام لإنهاء حقبة القتال التي استمرت على مدى 30 عامًا، في حين عدت الحكومة التركية أنّ ذلك يشكل "خطوة مهمة" للتسريع بجهود السلام، يذكر أنّ السلطات التركية اعتقلت أوغلان في كينيا، في شباط من العام 1999، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة.
أرسل تعليقك