واشنطن ـ يوسف مكي
تراقب الحكومات العربية، المرحلة النهائية من المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة الأميركية بشأن البرنامج النووي الإيراني، بقلق حذر خوفًا من أن تكون واشنطن عازمة على توطيد العلاقات مع طهران على حساب حلفائها القدامى في الخليج.
وأعلنت المملكة العربية السعودية التي تتعارض مصالحها مع إيران في المنطقة، بوضوح انزعاجها الشديد من هذه الصفقة، واتخذت موقفًا من هذه المفاوضات بالانتظار حتى ترى نتائجها.
ورفض السفير السعودي في الولايات المتحدة عادل الجبير، بشدة توضيح مساعي المملكة العربية السعودية نحو امتلاك سلاح نووي ألمحت لأعوام عدة بأنها ستتحول إلى باكستان في حال شعورها بأنَّ هناك تهديدًا من النووي الإيراني.
وأوضح المحلل الإستراتيجي في معهد "بركينغز" بروس ريدال، أنَّه خلال العام الماضي وفي إشارة واضحة أجرت المملكة العربية السعودية عرضًا للصواريخ الباليستية الصينية الصنع القادرة على الوصول إلى طهران، في حضور أحد القيادات الباكستانية الكبرى المسؤولة عن ترسانة الأسلحة النووية في باكستان.
وحذر رئيس المخابرات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل، من أن يقوض التقارب الأميركي الإيراني من نفوذ المملكة وأن ينال من أمنها.
وأكد مسؤول إماراتي رسمي، أنَّ الإمارات العربية المتحدة التي هي أيضًا على نزاع مع إيران منذ فترة حول الثلاث جزر الموجودة في الخليج لديها مخاوف من أن ذلك الاتفاق النووي سيعزز من نفوذ طهران وبسط يدها في المناطق التي تشهد نزاعات طائفية في الشرق الأوسط كالعراق، وسورية، ولبنان وأخيرًا اليمن.
وأبرز السفير البريطاني وليام باتي، أنَّ المملكة العربية السعودية تمارس إستراتيجية جديدة تهدف إلى تحسين الوحدة في منطقة الخليج بدلًا من الوقوع في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية.
وأشار باتي إلى أنَّ "العقبة تبقى متمثلة في سلطنة عمان التي تعتبر وسيطًا منذ قديم الزمان بين الولايات المتحدة وإيران، أيضًا تمثل قطر حليف إيران عقبة أخرى أمام المملكة العربية السعودية".
وأضاف "إنَّ كبار القادة في السعودية يخشون من عودة إيران إلى ما كانت عليه كحليف قوي للولايات المتحدة إبان حقبة الشاه قبل الثورة عام 1979، بينما يرى آخرون أنَّ طهران لا تسعى إلى ذلك ولكن تحالف الولايات المتحدة الأميركية مع إيران يوحي بذلك مما يدعو للقلق".
وتابع "حول القضية النووية فإنهم على مشارف أزمة فهم لا يريدون لإيران بأن يصبح لديها قوة نووية، كما لا يريدون أيضاً بأن يضطروا لاتخاذ قرارات صعبة بهذا الشأن".
واستطرد باتي "نتيجة لاحتداد الأزمة والشعور بالقلق من المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة، تنفذ المملكة العربية السعودية عمليات ضد المتمردين الحوثيين في اليمن والمدعومين من إيران، وطبقا لمصادر سعودية فإن دعم الولايات المتحدة لهذه العمليات ضد الحوثي هو نتاج عمل وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف الذي يأتي في المرتبة الثانية من ترتيب ولاية العرش".
أرسل تعليقك