صرَّح وزير الدولة للشؤون الخارجية السويسرية ايف روسييه، بأنّ مصر من أفضل الدول في منطقة الشرق الأوسط؛ لكنه أعرب عن قلقه إزاء تزايد أحكام الإعدام خلال الفترة الأخيرة، مبديًا خشيته من انتشار فكرة الثأر بين المواطنين ما قد يؤدي إلى زيادة العنف في المجتمع.
وأوضح روسييه في لقائه مع وفد إعلامي مصري في مقر وزارة الخارجية السويسرية حول تقييمه لمستقبل العلاقات بين مصر وسويسرا، قائلًا إّنه زار القاهرة بعد ثورة 25 يناير، معربًا عن مدى سعادته من أسلوب تعامل الجيش، لافتا إلى أنه حينما رأى الشعب المصري لحظة نزول الدبابات إلى التحرير كانت علامة اطمئنان بالنسبة لهم رغم أنَّ رؤية الجيش في أماكن أخرى قد تكون مقلقة.
وردا علي سؤال بشأن تنامي الفكر المتطرف في الشرق الأوسط وما إذا كان لدى الحكومة السويسرية خطة لمكافحة التطرف، قال: "الجميع يشعر بالقلق وأهم مخاوفنا هي عودة الذين ينضمون لداعش من بلادنا وبلاد أخرى إلى مجتمعاتهم مرة أخرى، فهم معظمهم شباب فاشل اجتماعيًا ودراسيًا ويريد أن يجذب الانتباه إليه، وعندما يرجعون إلى بلادهم في أوروبا لا يمكن محاكمتهم لغياب الأدلة عن إدانتهم ولا نستطيع إرسال الشرطة السويسرية للتحقيق معهم مثلا في سورية أو العراق".
وفسَّر روسييه أسباب رغبة هؤلاء الشباب في الانضمام إلى "داعش"، بأنَّ "هناك تشابهًا بين هؤلاء الشباب وهؤلاء الذين يحاربون في سورية والعراق من صفات الغباء، وهؤلاء شباب لا شيء ومن خلال مشاركتهم مع التنظيمات المتشددة يشعرون أنهم حققوا ذاتهم".
وأكد أنَّ "هؤلاء جائعون للشهرة وإنَّ السويسريين الذين انضموا لداعش مرضى نفسيين"، مضيفًا: "أنا لست مسلمًا ولكن أعلم عن الإسلام أكثر من هؤلاء الذين يحاربون في داعش"، مشيرا إلى أنَّ "هناك دولًا تمول هذه الجماعات، وهذه الجماعات أقرب في الفكر من الطيار الألماني الذي دخل بالطائرة في الجبل وكانت لديه مشكلة نفسية أدت به إلى الانتحار من خلال جريمة هزت العالم".
وأعرب عن تفهمه للتحديات الأمنية التي تواجهها مصر حاليًا، لافتا إلى أنه "من الصعب أنَّ تكون رئيسا لمصر الآن وإن ما يثير القلق هو مستقبل مصر نفسها؛ لكن تظل هناك بعض المشكلات مثل سيادة القانون وبناء الدولة"، مشيرا إلى استمرار التعاون مع مصر في كل المجالات من بينها مجالات الحكم الرشيد و التنمية.
وبشأن مضي مصر قدمًا لتنفيذ خارطة الطريق، قال روسييه، إنَّ "بعض الأنظمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحتى بعض الدول الأوروبية يهتمون بالاستقرار بأي ثمن وهذا كان الحال مع الرئيس الأسبق مبارك والرئيس السوري بشار الأسد وهذا كان ما يريدونه".
ونوَّه بأنَّهم لا يتركون مساحة للتعبير عن الرأي وأن المكان الوحيد الذي كان من المستطاع التحدث فيه هو المسجد لذلك كان من الطبيعي عندما تسقط هذه الأنظمة أن يكون من كانوا في المساجد هم من يحكمون، ولم يكن مثيرًا للدهشة أن يستمع الشعب لهؤلاء الناس، حيث كان المسجد هو المكان الوحيد للحديث فيه بحرية، معربًا عن قلقه من العودة إلى النقطة ذاتها وهي الخوف على تحقيق الاستقرار والوضع الأمني، وأشار إلى أن الأنظمة السابقة أغلقت على المجتمع المدني وكان لا يوجد اتحادات للعمال/ معربا عن تخوفه من تكرار ذلك الآن مع المجتمع المدني.
وحول توقف القضية المتعلقة بإعادة أموال مبارك قال: "نحن لا نريد أموال مبارك ونريد من المصريين إقامة دعوى للحصول على هذه الأموال، وبالعكس البنوك السويسرية تريد التخلص منها، وهم يقولون لنا خذوا هذه الأموال لأنها تحرق أيدينا".
ولفت روسييه إلى أنَّ هناك أنظمة لا تريد استرجاع الأموال لأسباب سياسية ولا أقول إنَّ هذه الحالة في مصر ولكنها تحدث في بعض الدول، وما نريده هو إجراءات قضائية تسير بصورة جيدة وبعدها لا شيء سيمنع إعادة الأموال كما حدث من قبل مع نيجيريا والفلبين ،وهذه ليست مشكلتنا إنما مشكلة مصر في الأساس".
وردا علي ما إذا كان هناك مناقشات حول تجميد أموال جماعة "الإخوان المسلمين"، أوضح: "وفقا لمعلوماتي لا أعرف ما إذا كان أحد تقدم بطلب لتجميد أموال الرئيس السابق مرسي أو أحد أفراد الذين ينتمون لهذه الجماعة"، مشيرًا إلى أنَّ سويسرا لا تراها منظمة متطرفة أو إجرامية".
واختتم روسييه: "لا نستطيع تنصيف الإخوان كجماعة متطرفة؛ لأن تاريخ الإخوان ليس تاريخًا متطرفًا، وليس كل من ينتمي للإخوان مجرمًا، وفكرهم لا يندرج تحت فكر التطرف"، مشيرا إلى أنَّ الذين يقاتلون باسم "داعش" هم من يطلق عنهم متطرفين؛ ولكن تنوع الفكر الإخواني لا يندرج جملة تحت فكر التطرف".
أرسل تعليقك