الرئيس السيسي يتلقى إشادة كبيرة لافتتاح القناة ومساع لتوثيق العلاقات مع مصر

كان الحدث الأكبر في نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الأسبوع الماضي، افتتاحه مشروع قناة السويس الجديدة، في احتفالية عالمية، شارك فيها عدد كبير من زعماء العالم، مشروع تنعقد عليه الآمال لعبور مصر إلى مستقبل واعد من التقدم والازدهار.

ووقع الرئيس على وثيقة تشغيل القناة الجديدة، وألقى كلمة أمام الاحتفال أكد فيها، أنّ الشعب المصري أنجز مشروع القناة الجديدة في ظروف صعبة على الصعيدين الاقتصادي والأمني، حيث كانت قوى التشدد والتطرف تحارب مصر والمصريين، مبرزًا: "استطعنا لفضل الله عز وجل ثم لجهد المصريين؛ التغلب على تلك الظروف، وتحقيق الحلم، وإن عظمة القناة الجديدة لا تكمن فقط في كونها إنجازا هندسيا هائلًا؛ ولكنها أيضًا منحت المصريين الثقة وأكدت للعالم أجمع قدرتهم على العمل والإنجاز، فالقناة الجديدة خطوة واحدة على طريق طويل بدأه المصريون لتحقيق آمالهم وطموحاتهم".

وأضاف: "وعَدنا نحن المصريون، العالم، أن نقدم له القناة الجديدة هدية، وها نحن نوفي الوعد الذي قطعناه جميعًا علــى أنفسنا، وفي زمن قياسي، ونهدي للعالم شريانًا إضافيًا للرخاء، وقناة تواصل حضاري بين الشعوب؛ لتساهم في تيسير وتنمية حركة الملاحة الدولية، وتفتح آفاقا جديدة للتنمية، وتشارك في تحقيق آمال وطموحات شعب مصر العظيم الذي أنجز هذا المشروع عبر عقول أبنائه، وقوة سواعدهم، ومدخرات أموالهم.

وعقد، عقب انتهاء الجزء الأول من الاحتفال، لقاءات ثنائية عدة مع عدد من رؤساء الدول والحكومات الذين حضروا حفل الافتتاح، حيث قدموا جميعًا للرئيس وللشعب المصري التهنئة لمناسبة افتتاح القناة الجديدة، وإنجازها خلال عام واحد فقط، معتبرين ذلك أمرًا غير مسبوق، منوهين إلى ما تمثله القناة من إضافة إيجابية ستساهم في تعزيز حركة التجارة الدولية وستزيد من معدلات التبادل التجاري والتواصل الحضاري بين الدول والشعوب.

وشمل اجتماعًا ثنائيا مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، تم خلاله استعراض سبل تعزيز ودعم العلاقات الثنائية بين البلدين التي تشهد في المرحلة الراهنة؛ تناميا ملحوظا في جميع المجالات، التنامي الذي انعكست ملامحه في عدد من أوجه التعاون القائم بين البلدين في شتى الأصعدة.

كما التقى مع رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، حيث تم استعراض مختلف جوانب العلاقات الثنائية التي يثمنها البلدان كثيرًا، وسبل تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات، والتقى أيضًا مع رئيس وزراء اليونان اليكسس تسيبراس، حيث تم التباحث في سبل تطوير العلاقات والتعاون بين البلدين، سواء على المستوى الثنائي أو المتوسطي، كما تم الاتفاق على زيادة مشاركة الشركات اليونانية في المشاريع الكبرى التي تدشنها وتنفذها مصر في مرحلة البناء الراهنة ما يدعم التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين.

واستقبل، رئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح الذي سلم للرئيس رسالة خطية من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقه، أعرب فيها عن الاعتزاز والارتياح لمستوى علاقات التعاون القائمة بين البلدين في جميع المجالات.

وكان الرئيس، استهل نشاطه الأسبوعي، من خلال عقد اجتماع لمجلس الدفاع الوطني، في حضور كامل هيئة المجلس التي تضم رئيس مجلس الوزراء ووزراء الدفاع والمال والخارجية والداخلية، والفريق رئيس أركان حرب القوات المسلحة، ورئيس المخابرات العامة، وقادة الأفرع الرئيسة للقوات المسلحة، ورئيس هيئة العمليات ومدير المخابرات الحربية، في حضور رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش.

وتم خلال الاجتماع، استعراض تطورات الموقف الأمني على الساحة الداخلية، والجهود المبذولة لمكافحة التطرف في سيناء، ومتابعة سير العمليات العسكرية لدحره، والتقدم الذي تم إحرازه في هذا الصدد، كما شهد استعراضا لتطورات الأوضاع الإقليمية في المنطقة، في ظل التهديدات والأخطار التي تهدد أمن المنطقة العربية وتستهدف النيْل من مقدرات شعوبها.

ووافق مجلس الدفاع الوطني، على تمديد مشاركة العناصر اللازمة من القوات المسلحة المصرية في مهمة قتالية خارج الحدود؛ للدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي في منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر وباب المندب، وذلك مدة ستة أشهر إضافية أو إلى حين انتهاء مهمتها القتالية أيهما أقرب، وأصدر الرئيس قرارًا جمهوريًا في هذا الصدد.

واستعرض المخطط التفصيلي لمنطقة شرق بورسعيد، ووجه إلى تنفيذه عقب افتتاح قناة السويس الجديدة، خلال اجتماع عقده مع الفريق مميش، في حضور اللواء رئيس أركان الهيئة الهندسية، ورئيس مجلس إدارة شركة دار الهندسة المهندس محمد يحيى زكي، وعدد من المسؤولين عن الجوانب القانونية والفنية لمشروع التنمية في منطقة قناة السويس.

 حيث تم عرض التصور المقترح لتوسعة ميناء شرق بورسعيد وتطوير الظهير الصناعي واللوجيستي من خلال إنشاء منطقة صناعية على مساحة أربعين مليون متر مربع تهدف إلى توفير حوالي أربعمائة ألف فرصة عمل، وتشمل الصناعات الهندسية، والسيارات ومكوناتها، والأجهزة المنزلية والإلكترونية، والتعبئة والتغليف، فضلًا عن تطوير البنية الأساسية للمنطقة وربطها مع المشاريع الأخرى الجاري تنفيذها، ومن بينها الأنفاق التي يتم حفرها أسفل قناة السويس.

وتسلم الرئيس، رسالة من الرئيس الأميركي أوباما، تؤكد أهمية تعزيز العلاقات المصرية الأميركية، وتوسيع التعاون المشترك، وذلك خلال استقباله وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وأعرب في رسالته عن أمله في أن يضع الحوار الاستراتيجي بين البلدين إطارا لتعميق التعاون بينهما في جميع المجالات، وأن يساهم في تحقيق التنمية الشاملة التي تنشدها مصر وفي إثراء العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، فضلًا عن المساهمة في تحقيق نجاح واستقرار مصر والمنطقة، معربًا عن استعداد الشركات الأميركية للمشاركة في دفع عملية التنمية التي تشهدها مصر.

وأعرب الرئيس، عن تقديره لرسالة الرئيس الأميركي، مؤكدًا حرص مصر على تنمية وتطوير علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، فيما يحقق المصالح المشتركة للبلدين على الصعيدين الثنائي والإقليمي، ونوّه إلى أهمية العمل المشترك بين البلدين من أجل تحقيق التنمية والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

كما تلقى، اتصالًا هاتفيا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في إطار متابعة العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، وفي أعقاب الزيارة التي أجراها ولي ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى مصر، وأكد الزعيمان عزمهما العمل معًا لتنفيذ بنود إعلان القاهرة للتعاون المشترك بين البلدين.

وشدد، خلال استقباله الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، على موقف مصر الداعم للحفاظ على سيادة اليمن واستقراره وأهمية الحل السياسي لتسوية الأزمة اليمنية، وأكد هادي أهمية دور مصر كدولة محورية في المنطقة وركيزة للأمن والاستقرار فيها، مشيدًا بموقفها الحازم والمؤيد للشرعية الدستورية في اليمن، ومشاركتها إلى جانب المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي في العمليات العسكرية.

من جانبه شدد الرئيس، على أهمية التزام جميع الأطراف السياسية اليمنية في مواصلة الحوار السياسي تحت رعاية الأمم المتحدة وعلى أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، على اعتبارها السبيل الوحيد لحل أزمات البلاد الحالية، ووجّه إلى إرسال طائرة مصرية تحمل مستلزمات طبية ومواد غذائية هديةً من شعب مصر إلى الشعب اليمني الشقيق.

واِستقبل المبعوث الخاص لرئيس وزراء اليابان كينتارو سونورا الذي سلم الرئيس رسالة من رئيس وزراء اليابان شينزو آبي تؤكد حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ووقوفها إلى جانب مصر في مكافحتها للتطرف، فضلًا عن اعتزامها زيادة استثماراتها في مصر عبر المشاركة في المشاريع التنموية.

واستعرض، الفرص الواعدة التي سيوفرها مشروع التنمية في منطقة قناة السويس، فضلًا عن إصدار تشريعات جديدة من شأنها مكافحة البيروقراطية وتحسين مناخ العمل والاستثمار في مصر، معربًا عن الترحيب باستثمار اليابان في هذا المشروع الذي سيضم مناطق صناعية ومشاريع في مختلف المجالات.

وتلقى دعوة لزيارة سنغافورة خلال استقباله المبعوث السنغافوري الخاص للشرق الأوسط زين العابدين رشاد الذي سلم الرئيس دعوة رسمية من الرئيس السنغافوري لزيارة سنغافورة، متضمنة الترحيب والتطلع لاتمامها، مع الإشارة إلى علاقات الصداقة التي تجمع بين البلدين، والتنويه إلى أنّ تلك الزيارة ستكون الأولى من نوعها لرئيس مصري إلى سنغافورة، كما أنها ستأتي تتويجا للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، التي سيتم الاحتفال لمرور 60 عامًا على إنشائها في عام 2016.

وتوافق الجانبان خلال اللقاء على أهمية التعاون في عدد من المجالات أهمها إدارة الموانئ، وتحلية المياه، وبناء القدرات، وتدريب الكوادر، وتدشين البرامج التي تهم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، والتدريب المهني والتعليم، حيث أشاد الرئيس بالتجربة الرائعة لسنغافورة في مجال التعليم.

وتسلم رسالة من رئيس الوزراء الهندي تهم تعزيز العلاقات خلال استقباله المبعوث الخاص لرئيس وزراء الهند ووزير النقل البحري والبري والطُرق شوري ناتن جادكاري الذي نوه إلى الإعجاب والتقدير الذي يناله مشروع قناة السويس الجديدة في الهند من مختلف الدوائر الرسمية والشعبية، على اِعتباره إنجازا رائعا تم خلال عام واحد فقط، مضيفًا أنّ بلاده تولي اهتمامًا كبيرًا لمشروع القناة الجديدة وتتطلع لأن يتيح مجالات جديدة للتعاون بين البلدين.

وتطرق اللقاء إلى عدد من مجالات التعاون المقترحة بين البلدين، ومن بينها البرمجيات وصناعة الدواء، ورحب الرئيس في الاستثمارات الهندية في مصر، موضحًا أنّ مشروع التنمية في منطقة قناة السويس سيتيح فرصا واعدة للاستثمار، فضلًا عن أن عمليات التطوير التي ستشهدها الموانئ المصرية؛ ستيسر الوصول إلى مختلف دول العالم والنفاذ إلى أسواق كبرى في دول الجوار.