السيسي يؤكد التزام مصر بالتعاون مع السودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة

أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الاثنين، أن مصر ملتزمة بالتعاون مع السودان وإثيوبيا؛ للانتهاء من الدراسات التي تعكف الدول على تنفيذها لدراسة سد النهضة في إطار من التعاون والثقة المتبادلة.

وأوضح السيسي، خلال مراسم توقيع وثيقة الاتفاق على مبادئ عمل سد النهضة في الخرطوم، الاثنين، أن خطوة توقيع وثيقة سد النهضة، تؤكد إصرار الشعوب الثلاثة على تجنب الأضرار وتحقيق المصالح المشتركة للجميع، فالوثيقة تنعش الأمل بين شعوب مصر وإثيوبيا والسودان، وتؤكد أن دول المنطقة قادرون على حل مشاكلهم بشكل حضاري.

كما شدَّد الرئيس المصري على أن الوثيقة تمثل نجاحًا لطريقة الحوار والتفاهم، التي اتبعتها الدول الثلاث منذ بداية الأزمة، فلا مجال للرجوع عن هذه الوثيقة، ولابد من تحويلها إلى مبادئ عملية على الأرض، لافتًا إلى أن التنفيذ العملي للوثيقة يتطلب المزيد من الاتفاقات التي تحل المشاكل العالقة في حوض النيل، مشيرًا إلى أن المخاطر التي تحيط بالدول الأفريقية تحتم عليهم العمل معًا، حتى ينجحوا جميعًا في التغلب على المخاطر.

كما أضاف السيسي أن الخرطوم عاصمة عزيزة على قلوب أبناء النيل في مصر والسودان وإثيوبيا، وستظل تحتفظ بمكانتها كدولة شقيقة لمصر ولشعبها، مقدمًا الشكر للسودان رئيسًا وحكومة وشعبًا على تنظيم مراسم توقيع وثيقة سد النهضة.

وأضاف: نهر النيل الخالد أساس الحضارة ومحور التعاون والإخوة والتنمية والرخاء، من أجل شعوبنا التي تتطلع إلينا وتعلق آمالًا كبيرة على الحكومات الحالية، ووثيقة اليوم بداية هذا التعاون والرخاء.

وأشار السيسي إلى أن مشروع سد النهضة شغل الرأي العام المصري والإثيوبي والسوداني خلال السنوات الماضية، ويمثل لملايين من المواطنين الإثيوبيين مصدرًا للطاقة النظيفة، ولكنه يبعث القلق في نفوس 90 مليون مواطن مصري لأنه مصدرهم الوحيد في إقليمهم الجاف الذي لا تسقط عليه الأمطار.

ولفت إلى أن "متوسط سقوط الأمطار على باقي الدول الأفريقية 1660 مليار متر مكعب، وعلى الدول الأفريقية أن تتعاون للوصول إلى أهداف أسمى وأكبر، أهداف لا تحققها دولة منفردة، وإنما نحققها معًا ونمضي قدمًا في الطريق الذي اخترنا أن نسلكه سويًا، واتخاذ الإجراءات التي تضمن استمرار التفاهم"

وأشار إلى أن سد النهضة يعتبر مصدر للتنمية، كما يمثل هاجسًا ومصدر قلق المصريين، وأن توقيع اتفاق مبادئ سد النهضة هو الخطوة الأولى للتعاون بين مصر والسودان وأثيوبيا.

وذكر السيسي: وصلنا إلى قواعد بناء وملء خزان سد النهضة دون إحداث أي ضرر لمصر والسودان، وأؤكد التزام مصر بالتعاون مع الأشقاء السودانين وفي إثيوبيا لتحويل هذا الاتفاق المكتوب إلى واقع ملموس، والإرداة لن تسمح بالعودة إلى الماضى الذي تجاوزناه، لاسيما وأن الخطوة الخاصة بتوقيع الاتفاق هي أصدق برهان على ترجمة مفهوم المكاسب المشتركة للجميع وتحويلها إلى واقع ملموس يبث طمأنه للجميع، ولا شك حرصنا على تنفيذ الاتفاق لن يقتصر فوائده على مصر فقط بل على الدول الثلاث، وكيفية الوصول من خلال الحوار إلى التوافق لتحقيق المكاسب المشتركة، ولا بديل إلا لتفهم الآخرين ومطالبهم ولا مجال للاستثئار بالرأي، هذا الاتفاق يتطلب إبرام مجموعة من الاتفاقات التفصيلية لحل القضايا العالقة في حوض نهر النيل ولا سيما الاتفاق الإطاري.

من جانبه، ذكر رئيس وزراء إثيوبيا هيلي مريام ديسالين، أن "مياه النيل تشكل مصدرًا مهمًا للحياة لمن يعيشون على ضفتي هذا النهر، ونحن مرتبطون بمياه النيل وعائلة واحدة ونتشارك فيه، وهو أساس جوهري لحياة دول حوض النيل ونسعى لتحقيق الاستفادة جميعًا، وبهذه المناسبة تشكل رمزًا في هذا التعاون، وأود أن أشكر السيسي والبشير لإدارته المفاوضات".

وذكر خلال توقيع وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة في العاصمة السودانية أنه يتعهد باسم شعب إثيوبيا وحكومة إثيوبيا الاتحادية بالتعاون فيما يخص سد النهضة مع دول حوض النيل، والتأكيد على أنه لن يلحق الضرر بأحد.

وأضاف: لقد اخترنا مبدأ التشاور وحققنا خطوة جديدة من خلال الاتفاق على إعلان المبادئ؛ لأنه الأساس الذي سنبني مستقبلنا واتفاقاتنا المستقبلية عليه، وسد النهضة الإثيوبي مشروع يمكن أن يبلور لتعاون إقليمي؛ لأنه لن يحقق المصالح الأفريقية فقط بل سيحقق مصالح للسودان ومصر، إثيويبا قطعت شوطًا كبيرًا من خلال تكوين هئية الخبراء الدوليين لكسب الثقة في هذا المشروع، ونواصل التصميم على إرادتنا السياسية، وأيضًا من خلال المناقشات التي تلت التقرير النهائي الذي أورده لجنة الخبراء الدوليين ونثمن التعاون القوي للدول الثلاث، ونحن هنا لنوقع على إعلان المبادئ لنحقق مصالح الدول الثلاث.

وأكمل: أود أن أؤكد أن الشعبين المصري والإثيوبي أن تشييد سد النهضة لن يسبب أي ضرر للدول المذكورة، ولاسيما الشعب المصري بل وأخصص كل جهدي لإعادة الثقة بين إثيوبيا والشعب المصري، نظهر اليوم التزامنا بالتعاون، وذلك بإعلان المبادىء الذي يمهد مرحلة تعاون جديدة بين الدول الثلاث، ونحن الشعوب الواقعة على النهر نتأثر بالتغيير المناخي والمشاكل البيئية، لاسيما لعدم وجود حلول نهائية لها، وعملية تطوير مياه النيل تعزز حياة ومستقبل أفضل لأطفالنا وأحفادنا، باسم شعب وحكومة إثيوبيا الاتحادية أؤكد التزامنا بالتعاون على حماية مصالح دول حوض النيل ولن يلحق أي ضرر بدول المصب؛ لأننا نؤمن بأن سد النهضة يقف على التزامنا بحماية مصالح حوض النيل.

هذا وألقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كلمة ارتجالية، بعد خطابه الرسمي في القصر الرئاسي السوداني، عقب حضور القمة الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا.

وذكر السيسي في كلمته: أنا بقول لشعوبنا في إثيوبيا والسودان ومصر، ممكن نوقع اتفاقات كثيرة لكن يمكن أن الارداة أو النوايا ليست قوية، لأن الأساس في أي اتفاق بين الأشقاء هو الاستعداد لتنفيذه، ويمكن ألا نلجأ إلى توقيع أيّة اتفاقات طالما اتفقنا على عدم إضرار الآخرين، أنا ذكرت لرئيس مجلس الوزارء الإثيوبي عدم وجود تحفظات عند تطوير الحياة الكريمة للشعب الإثيوبي، لكني أكدت له أن شعب مصر يعيش فقط على المياه المقبلة من نهر النيل، منذ آلاف السنوات لتقوم الحضارة المصرية.

وأضاف: السنوات الماضية شهدت قلق وشكوك بين الشعوب، وعندما تحركنا الآن قررنا بدء حقبة جديدة من التعاون والمحبة والثقة والاستعداد الكامل لتقديم شعوب القارة الأفريقية وشعوب مصر وأفريقيا والسودان؛ لأننا نتحدث عن حياتهم ومستقبلهم، وأقدم كلمتي هذه للرأي العام في مصر والسودان وإثيوبيا، يمكن أن نتعاون وننجز أمورًا عظيمة، ومصر اختارت التعاون والثقة والاطمئنان وتشجيع الدول الأخرى على البناء والتنمية والتعاون.