ألقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، كلمة في المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، ورئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس في نيقوسيا،
الأربعاء، تناول فيها سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وناقش خلالها مكافحة التطرف والأوضاع السياسية في ليبيا. وأشاد السيسي بالعلاقات التاريخية بين البلدين،
مؤكدًا موقف القاهرة الثابت من القضية القبرصية، القائم على حرصها على وحدة الشعب القبرصى بكل طوائفه وسيادة واستقلال وتكامل أراضيه، معربًا عن سعادته بلقاء رئيس الوزراء
اليوناني، مثمنًا حرصه على المشاركة وتأكيد تمسك بلاده بدورية آلية المشاورات السياسية بين الدول الثلاث، والتي انطلقت على مستوى القمة في القاهرة في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014
. وأكد الرئيس المصري رقي المكانة التي تحتلها قبرص واليونان لدى الشعب المصري، مبينًا أنها مكانة مكتسبة على مر التاريخ إلا أنها ازدادت رسوخًا في نفوس المصريين؛
تقديرًا للمواقف القوية التي اتخذتها الدولتان لمساندة الإرادة الشعبية المصرية في 30 حزيران/ يونيو 2013. وأوضح السيسي: "ناقشنا اليوم فتح آفاق جديدة للتعاون بين بلادنا في
المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وفي مجالات الطاقة والسياحة والنقل البحري، لاسيما في أعقاب مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري، الذي انعقد في شرم الشيخ في الفترة
من 13 إلى 15 آذار/ مارس 2015، والذي أظهر الحيوية التي يتمتع بها الاقتصاد المصري والفرص الكامنة للاستثمار فيها، ولقد عكست المشاركة الدولية الواسعة في المؤتمر الثقة
المتزايدة في إمكانات النهوض الاقتصادي والاجتماعي لمصر في الفترة المقبلة، ومن ثم، فإننا توافقنا على أن نرتقِ بمستوى التعاون بيننا بما يتناسب مع مستوى العلاقات والتنسيق
السياسي القائم بيننا ولكي توفر دولنا مدخلاً طبيعيًا لتعزيز التعاون بين أفريقيا وأوروبا. وأضاف الرئيس المصري: فيما يتعلق بشؤون منطقتنا المشتركة، فقد توافقت رؤانا حول أهمية
توافر الإرادة الجماعية لدحر التطرف والقضاء عليه، من خلال رؤية شاملة تشمل الأبعاد السياسية والاجتماعية والتنموية كافة، وتأتي مدعومة بجهود المجتمع الدولي لتجفيف منابع
التطرف، ووقف إمداد الجماعات المتطرفة بالمال والسلاح، ويؤلمنا جميعًا أن تستقِ جماعات التطرف أفكارها العنيفة من مصدر واحد، بارتكاب جرائمها تحت ستار الدين، الذي هو منهم
براء، ونرى تلك الجرائم البشعة في صورة مجازر جماعية آثمة يتم اختيار ضحاياها وفقًا للهوية والديانة. كما أكد السيسي الاستمرار في العمل سويًا للإسهام في التوصل إلى حلول دائمة
وتسويات عادلة لقضايا منطقة الشرق الأوسط؛ وعلى رأسها القضية الفلسطينية وإحياء جهود السلام بهدف تحقيق حل الدولتين وفقًا لقرارات الشرعية الدولية وصولاً إلى إقامة دولة
فلسطينية ذات سيادة على أساس حدود 4 حزيران/ يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وبشأن الأوضاع السياسية والعسكرية في ليبيا، شدد السيسي على أهمية تكاتف الجهود
الدولية بهدف إعادة الاستقرار إلى ليبيا ودعم شرعية المؤسسات الوطنية، وأعرب عن قلقه العميق إزاء تدهور الأوضاع الأمنية هناك والتهديدات المتطرفة التي تلقي بظلالها على أمن
واستقرار دول الجوار والدول المتوسطية، واتفق على ضرورة المضي قدمًا في مواجهة الجماعات المتطرفة بالتوازي مع الجهود السياسية الدولية الجارية لتحقيق الوفاق الوطني وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
أرسل تعليقك