كشف القيادي البارز في قوات الحشد الشعبي هادي العامري، عن أن فكرة استعادة الرمادي هي فكرة "مضحكة"، مشيرًا إلى أن قواته لن تحاول الآن استعادة السيطرة على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار من تنظيم "داعش"، خلافًا لتصريحات السياسيين العراقيين التي تؤكد قرب تحرير المدينة.
وأكدّ العامري، في حديث من الخطوط الأمامية لجبهة القتال ضد "داعش" شمال شرق مدينة الرمادي، أن سقوط المدينة لن يحمله على تغيير إستراتيجيته طويلة الأمد ضد "داعش".
وذكر العامري في مقابلة مع صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية، أن فكرة شن هجوم مضاد على الفور لاستعادة الرمادي، كما وعد رئيس الوزراء حيدر العبادي وقادة عراقيون آخرون فكرة "مضحكة".
وأضاف أن "كل من يقول لك إننا نستطيع أن نستعيد الرمادي من دون العملية الحالية يكذب" في إشارة إلى المهام الأخرى التي تنفذها قوات الحشد الشعبي في المنطقة.
وكانت قوات الشرطة المحلية وأبناء العشائر قاتلت "داعش" لمدة 18 شهرًا ظلوا خلالها يناشدون الحكومة مدهم بالذخيرة والتعزيزات قبل أن تسقط الرمادي في 17 أيار/مايو بيد التنظيم المتطرف.
ويرى مراقبون أن سقوط الرمادي، مركز أكبر محافظة في العراق، كان دليلًا ساطعًا على فشل إستراتيجية الولايات المتحدة واصفين ضرباتها الجوية ضد "داعش" بأنها أقرب إلى الوخزات منها إلى العمليات العسكرية المؤثرة.
وقال العامري في حديثه للصحيفة البريطانية "إن الأميركيين أبلغوا أهالي الأنبار ألا يسمحوا بدخول الحشد وأنهم سيضمنون أن الرمادي لن تسقط بيد داعش".
وأضاف "نحن لا نريد أن نسترخص دماء شبابنا من أجل ناس يقولون أنهم لا يريدوننا".
وتابع قائد الحشد الشعبي "أنه درس لهم، أن يعلموا بأنهم لا يستطيعون إنقاذ الرمادي، وأن الأميركيين لا يستطيعون إنقاذ الرمادي. وهم يعرفون الآن بأنه ما من قوة تستطيع أن تنقذ الرمادي غير الحشد الشعبي".
وعوضًا عن محاولة شن هجوم سريع لاستعادة الرمادي تتقدم قوات العامري شمال شرق المدينة، حيث تسعى إلى تقسيم المنطقة الصحراوية إلى مربعات لعزل وحدات "داعش"، وتحويل هذه المربعات الى مناطق عازلة تحمي الطريق الرئيسي شمالًا ومدن كبيرة مثل سامراء وتكريت وبيجي حيث توجد أكبر مصفاة نفط عراقية.
وقال العامري، إن أولويته الثانية هي قطع طريق "ذراع دجلة" الذي يمتد غربًا عبر الصحراء إلى شمال بغداد والفلوجة، المدينة الكبيرة الأخرى التي يسيطر عليها "داعش" في محافظة الأنبار، وتابع أنه بعد تحقيق هذين الهدفين اللذين لهما الأولوية سيتوجه العامري إلى عملية تحرير الأنبار رغم أن التحرك شمالًا سيؤدي في النهاية إلى قطع خطوط امداد داعش بين الموصل والرمادي والفلوجة.
وقال مقاتلون في الحشد الشعبي، إنهم يتقدمون بمعدل 20 كلم في اليوم ويقومون في الوقت نفسه بتأمين أنابيب النفط، في حين يتقهقر داعش أمام التفوق العددي لقوات الحشد الشعبي معتمدين على المناوشات في محاولة لإبقاء خطوط الاتصال بين وحداتهم التي تعزلها عمليات الحشد عن بعضها البعض.
وذكر طالب العتابي أحد قادة الحشد أن هذه المحاولات باءت بالفشل، مؤكدًا أن السكان السنة في المنطقة يُعاملون باحترام، بمن فيهم زوجات وعائلات مقاتلين معروفين في صفوف "داعش"، ويؤخذ على إستراتيجية العامري أنها قد تبدو وكأنها تعزل الأنبار عن المناطق الأخرى من العراق.
وقال العامري إنه لا يعرف متى ستبدأ محاولة استعادة الأنبار وأن مقاتليه يتدفقون الآن للدفاع عن مواقع قرب الرمادي مثل قاعدة الحبانية الجوية وبلدة الخالدية وبلدية الحصيبة.
وأوضح العامري، أن استراتيجيته هي تطويق مواقع داعش باستمرار وتعطيل عملياته ولكن هذا أمر يختلف عن شن هجوم مباشر.
وصرّح العامري للصحيفة "بأن هذا ليس جزءًا من خطة تحرير الأنبار، ونستطيع أن نتحدث عن ذلك إذا نجحنا هنا". وأضاف "علينا أن نفصل العمل العسكري عن العمل السياسي. فالضغوط السياسية تريد تحرير الأنبار ولكن العمل العسكري على الأرض يجب أن يكون منفصلًا".
وأشار العتابي إلى أن استراتيجية العامري هي تطويق الفلوجة قبل التحرك نحو الرمادي، وقال "إذا أردت أن تقتل الأفعى فأضرب رأسها".
وأكد العامري أن رئيس الوزراء يدعم إستراتيجيته قائلًا "نحن نرسل النقاط الأساسية للعملية إلى رئيس الوزراء وهو يوافق عليها"، وتابع "أن رئيس الوزراء مدني وليس من مهامه أن يضع لنا الخطط".
أرسل تعليقك