شهدت مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار، الجمعة، انهيارًا سريعًا للأمن ، حيث شنت عناصر تنظيم "داعش"هجوما عنيفا على وسط المدينة.
وسيطر تنظيم "داعش" على المجمع الحكومي وسط مدينة الرمادي، فيما انسحبت القوات الأمنية من المجمع بعد اشتباكات عنيفة خاضتها مع التنظيم.
وأكد مصدر عسكري مطلع لـ"العرب اليوم" أن "عناصر تنظيم داعش سيطروا، الجمعة، على المجمع الحكومي وسط مدينة الرمادي"، مبينا أن "القوات الأمنية انسحبت من المجمع بعد اشتباكات ومواجهات عنيفة مع عناصر التنظيم إلى مقر قيادة عمليات الانبار شمالي الرمادي".
وأوضح المصدر أن "القوات الأمنية نقلت محتويات المجمع الحكومي إلى مقر العمليات"، مشيرا إلى أن "المجمع يضم مقر ديوان المحافظة ومقر مديرية شرطة الانبار ومديرية شؤون الانبار وعدد من الدوائر الأخرى".
وأفاد شاهد عيان من داخل مدينة الرمادي ، بان "تنظيم داعش سيطر على المجمع الحكومي وسط المدينة في مواصلة للتقدم الذي يحرزه المتشددون خلال هجوم واسع شنوه فجر يوم الجمعة"، مضيفًا أن "المجمع الحكومي سقط بيد داعش وان الأخير رفع علمه الأسود فوق مبنى الحكومة المحلية في الانبار".
وكان مصدر عسكري ، أكد لـ"العرب اليوم" أن عناصر "داعش" انسحبت من مناطق السجارية شرق الرمادي ومن بعض مناطق وسط المدينة، موضحًا أن "عناصر تنظيم داعش انسحبت من مناطق السجارية الواقعة شرق الرمادي ومن مناطق في وسط المدينة بعد أن تمكن طيران الجيش من قطع إمداداته".
وبيّن المصدر، أن "قطع الإمدادات أدى إلى نفاذ ذخيرة عناصر داعش، ما أدى إلى الانسحاب من بعض المناطق ليتفرغ إلى معركة حسم المجمع الحكومي".
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة، الجمعة، عن توجيه الطيران العراقي والتحالف الدولي ضربات جوية "موجعة" لتنظيم "داعش" في مناطق متفرقة من محافظة الأنبار، مؤكدة أن تلك الضربات أسفرت عن تدمير كميات كبيرة من المتفجرات ومواقع المتطرفين".
وأشارت القيادة في بيان حصل "العرب اليوم"عليه، إلى أن "الطيران العراقي وجه ضربات موجعة لعناصر داعش المتطرفة على معبر جبة في البغدادي، كما تم توجيه ضربة لمعمل تفخيخ قرب الكرمة، وتدمير كميات كبيرة من المتفجرات وستة مواقع للمتطرفين، من خلال تنسيق بين استخبارات الداخلية والقوة الجوية لأهداف دقيقة في الفلوجة".
وتابعت أن "طيران الجيش العراقي وجه أربع ضربات على أوكار داعش في منطقة الملاحمة في الأنبار، وثلاث ضربات عند حافة النهر مقابل المجمع الحكومي"، مشيرة إلى أن "طيران التحالف الدولي قام بتدمير عجلة نوع لوري مفخخ وقتل من فيه، وتدمير عجلتين محملتين بالعتاد، بالإضافة إلى تدمير وكر ومخبأ وقتل من فيه من الدواعش، وتدمير مخزن كبير للأسلحة والعتاد".
ولفتت في بيان آخر إلى أن القوات الوطنية "باشرت بهجوم مضاد لتطهير الأحياء التي تسللت إليها عناصر داعش المتطرفة إلى بعض أحياء مدينة الرمادي".
وأردفت القيادة أن "قواتنا المسلحة والشرطة الاتحادية وأبناء العشائر مدعومة بقصف جوي من قبل طائرات التحالف الدولي والقوة الجوية العراقية وطيران الجيش تخوض معركة بطولية لسحق المجموعات المتسللة وتدميرها".
ونوّهت إلى أن "مجموعات من تنظيم داعش تسللت إلى بعض أحياء الرمادي صباح الجمعة، باستخدام العجلات المفخخة، حيث أجرت قواتنا البطلة مدعومة بأفراد العشائر، مناورة لاحتواء تسلل عصابات داعش وتمكنت من بناء خط دفاعي جديد لتتمكن من طرد هذه المجموعات من مواطئ القدم التي حصلت عليها في مناطق البو علوان وقرب المجمع الحكومي".
وأورد البيان أن "القيادة المشتركة باشرت بإرسال تعزيزات جديدة لدعم هجوم قواتنا ومساندة العشائر الوطنية الأصيلة في مواجهة تعرضات مجاميع داعش المتطرفة المتسللة".
وأهابت القيادة المشتركة بـ"أبناء شعب العراق عدم تصديق الشائعات المغرضة والأخبار المضللة التي تستخدمها عصابات داعش والطابور الخامس للأضرار بمقاتلينا".
وذكر مصدر امني، أن مسلحي "داعش" تكبدوا خسائر كبيرة جراء القصف المتواصل لغارات التحالف الدولي وسط الرمادي.، مضيفًا أن "القوات العراقية المكونة من الشرطة المحلية والاتحادية وقوات التدخل السريع تستعيد قواها وتتأهب لاستعادة المناطق التي سيطر عليها التنظيم وسط الرمادي".
أرسل تعليقك