أكد السياسيون العراقيون، السبت، أنّ التوتر وعدم الاستقرار الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، يمثل إحدى نتائج وتداعيات احداث الـ11 من أيلول الذي هاجم فيه تنظيم "القاعدة" مركز التجارة العالمي في منهاتن ووزارة" الدفاع" الأميركية "البنتاغون"، ذلك الهجوم الضخم الذي تسبب بتحولات عالمية وإقليمية، كان آخرها ما نشهده في المنطقة العربية من توترات، ناجمة عن محاولات لواشنطن، بحياكة السياسات الخارجية لتنفيذ أجنداتها، الأمر الذي تم عبر حربيالعراق وأفغانستان، وبعدها سورية واليمن وليبيا.
واستطلعت،"العرب اليوم"، أراء عدد من أعضاء البرلمان العراقي في شأن تأثيرات هذه الهجمات على العالم، لاسيما منطقة الشرق الأوسط والعراق، وأوضح النائب عن ائتلاف "دولة القانون" هشام السهيل، أنّ "القاعدة" التي نفذت هجوم 11 سبتمبر 2001 ؛ صنيعة أميركا، وكان عليها أن تتحمل ما صنعته أيديها وتدفع ثمنه.
وأضاف السهيل، أنّ " الولايات المتحدة الأمريكية ترى نفسها القطب المهيمن على السياسة والاقتصاد العالميين كون سياستها الخارجية تعتمد على الحفاظ على العديد من المصالح أهمها تعزيز مكانتها العالمية بما يحفظ لها الريادة في قيادة العالم، موضحًا أنّ اقتناع أميركا بقدراتها العسكرية على التحرك المنفرد لفرض سياساتها، وتحقيق مصالحها الخاصة على الساحة الدولية، وخضوع سياستها الخارجية لمتطلبات سياستها "الداخلية"؛ جعلها تتخذ قرارات منفردة فعملت على غزو أفغانستان والعراق من دون قرار دولي يخولها ذلك.
وأبرز النائب عن كتلة "المواطن" سليم شوقي، أنّ أحداث 11 أيلول 2001؛ مثّلت نقطة تحول في السياسة الأميركية تجاه العالم، مبيّنًا أنها أعلنت بعد الأحداث مسؤوليتها عن مكافحة التطرف، وحدّدت جملة مبادئ وقواعد جديدة في العلاقات الدولية، كان أبرزها إمكان إعلان حرب وقائية تشنها الولايات المتحدة في أي مكان في العالم ترى فيه تهديدا لأمنها، واستخدام كل الوسائل بما فيها التدخل العسكري وتغيير الأنظمة السياسية القائمة.
وأردف شوقي، رغبت الولايات المتحدة في تقسيم العالم، وفقًا لرؤيتها، وبما يتناسب مع تحقيق مصالحها، واستخدمت مصطلحات مثل "محور الشر"، كورقة ضغط لإقناع العالم بسياستها وبعث نظرية (صراع الحضارات)على اعتبار أن هذه الأحداث تمثل تجسيدًا ماديا حيا لصراع مروّع بين جماعات بشرية مختلفة في العقيدة والحضارة والدين.
وأشار إلى أنّ القصد من تحويل التطرف إلى منطقة الشرق الأوسط؛ تبرير الاعتداء على الدول العربية التي لديها قوة تستطيع من خلالها مواجهة أصدقائها، فكان الهجوم على ليبيا والعراق؛ لتحطيم أي قدرات عسكرية يمكن أن تهدد أمن حلفائها في الشرق الأوسط .
من جهتها، بيّنت النائبة عن القائمة "العراقية" نورة البجاري، أنّ أحداث 11 أيلول أدت إلى ظهور مشروع أميركي جديد يهدف إلى إعادة صياغة خريطة جيوسياسية جديدة، موضحة أنها هدفت إلى إعادة ترسيم الحدود والتوازنات العالمية، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، مشيرةً إلى أنّه ومن هذا المنطلق؛ جاء مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يهدف إلى تقسيمه إلى دويلات صغيرة خاضعة للهيمنة الأميركية والصهيونية.
وزادت البجاري،أنّ الأحداث شكلت انقلابا على المفاهيم التي قامت عليها العلاقات الدولية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مبينة أنها من نقلت التطرف إلى الشرق الأوسط في محاولة لحماية أميركا داخليا.
وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية ظافر العاني، أن ما يشهده العالم اليوم من عمليات ومجموعات متطرفة مكمل ومرتبط مع أحداث 11 أيلول التي شهدتها الولايات المتحدة في 2001، لافتًا إلى أنها فيرت مجرى التاريخ ومسار العالم وجزأته بتوجهات عقائدية، وأن طرق الترهيب اختلفت، فهذه الأحداث غيرت العالم نحو اتجاه جديد وتولدت عنها فواجع ومصاعب وكوارث كبيرة جدًا، وخصوصًا بالنسبة إلى الدول الإسلامية.
وزاد العاني، أنّ "كل ما حصل بعد 11 أيلول؛ مكمل لتلك الأحداث ومرتبط بها، فعند الملاحظة نجد أنّ التنظيمات المتطرفة نفسها تتجزأ إلى مجموعات أخرى وتتحول الحروب وتتوسع، اذ كانت في أفغانستان واليوم تراها في العراق وسورية وليبيا واليمن من القاعدة وداعش"، منوهًا إلى أنّ ذلك يعد تكملة لتلك الأحداث، وتوسيعا للعملية المتطرفة المنظمة التي تديرها مجاميع ورؤوس متطرفة في العالم.
وكانت إحداث 11 أيلول التي نعيش ذكراها اليوم، عبارة عن هجمات شنها تنظيم "القاعدة" على الولايات المتحدة من خلال تحويله اتجاه أربع طائرات نقل مدني تجارية وتوجيهها؛ لتصطدم بأهداف محددة نجحت في ذلك ثلاث منها الأهداف تمثلت في برجي مركز التجارة الدولية في منهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، وسقط نتيجة لهذه الأحداث 2973 ضحية و24 مفقودًا، فضلًا عن آلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة وحدثت تغييرات كبيرة في السياسة الأميركية عقب هذه الأحداث، التي بدأت مع إعلانها الحرب على التطرف، وأدت هذه التغييرات إلى حرب على أفغانستان وسقوط نظام حكم "طالبان"، والحرب على العراق، وإسقاط نظام صدام حسين أيضًا.
أرسل تعليقك