اندلعت احتجاجات واسعة وأعمال شغب وتدمير للممتلكات في مدينة بالتيمور أكبر مدن ولاية ميريلاند الأميركية، وسادت حالة من الإضطراب المدني، بشأن مزاعم انتهاكات الشرطة
المستمرة للأقليات، وذلك بعد تشييع جنازة شاب أسود قُتل على يد قوات الأمن الأميركية. وتصاعدت موجة من العنف، على يد المئات معظمهم من المراهقين الأميركيين من أصل أفريقي،
الذين كانوا يشنون هجمات على الشرطة رميًا بالحجارة، وأضرموا النيران في سيارات الشرطة وبعض المباني، وذلك بعد ساعات من جنازة الأميركي فريدي غراي البالغ من العمر 25
عامًا، الذي لقي حتفه بعد مرور أسبوع على عملية اعتقاله، إثر تأثره بإصابات شديدة في العمود الفقاري.
وأعلن حاكم ولاية ميريلاند، لاري هاجان، حالة الطوارئ واستنفار قوات الحرس الوطني في محاولة لاستعادة الهدوء في المدينة، وذلك بعد تصاعد وتيرة العنف على يد مثيري الشغب الذين سيطروا على تشغيل بعض الخطوط من أجزاء المدينة، ونهبوا المتاجر وأضرموا النيران دون دلائل تذكر على استجابة الشرطة.
وقال مسؤولون، إن الإشتباكات العنيفة أسفرت عن إصابة 15 موظفًا، بكسور في العظام، ويتلقون العلاج اللازم الآن.
وفي وقت سابق، اندلعت النيران في المركز التجاري في بالتيمور، ولكن رفض المسؤولون ربط ذلك مباشرةً بالاضطرابات الواسعة، كما اندلعت النيران في أحد فروع سلسلة الصيدليات الأميركية الشهيرة "CVS"، بعدما نهبها اللصوص، وقال أحد المواطنين البالغ من العمر 16 عامًا: "عندما يقوم أحد أفراد طاقم الطوارئ بتوصيل خرطوم إلى صنبور مياه الإطفاء لإخماد الحريق، يقطعه أحد المتظاهرين بسكينة".
وأفادت التقارير الإخبارية، بإضرام النيران في فرع آخر لمجموعة الصيدليات في الساعات الأولي من صباح الأربعاء، ثم عاد الهدوء بشكل غير اعتيادي، وذلك بفضل إطلاق القوات الأميركية لصفارات الإنذار عدة مرات.
ووصف رئيس بلدية، بالتيمور، ستيفاني رولينجز بليك، مثيري الشغب بـ "البلطجية"، مضيفًا أنه سيتم فرض حظر التجول في جميع أنحاء المدينة من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الخامسة مساءًا لمدة أسبوع بدءًا من يوم الثلاثاء.
وأوضح قائلًا: "لقد ساهم الكثير من الأجيال في بناء هذه المدينة من أجل أن يتم تدميرها من قبل البلطجية، الذين يحاولون بطريقة لاتجدي، هدم الشركات وتدمير الممتلكات، وهو المر الذي سيؤثر على المجتمع لسنوات".
واندلعت الاضطرابات بعد ساعات فقط من أداء النائب العام الجديد الولايات المتحدة، لوريتا لينش، اليمين الدستورية، وأطلعت الرئيس الأميركي باراك أوباما على الوضع، وقالت في بيان لها: "هؤلاء الذين يرتكبون أعمال العنف، بزعم الإحتجاج على وفاة فريدي رمادي، يسيئون إلى أسرته، ولأحبائه، والمتظاهرين السلميين الشرعيين".
وتركزت معظم أعمال العنف في المناطق التي تبعد حوالي 4 أميال إلى الشمال الغربي من المركز التجاري في بالتيمور، ومن ثم تم تأجيل لعبة البيسبول المقررة بين الأوريولز و"شيكاغو كابس"، في ساحات كامدن في الميناء، عقب انتشار حالة من الاضطرابات، وجابت جماعات من الشبان أجزاء من منطقة وسط المدينة وحطموا النوافذ ونهبو المخازن.
وصرّح أحد المصادر لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن اللصوص يعرضون بيع زجاجات الفودكا التي نهبوها بسعر دولار واحد في محطات البنزين المجاورة"، ويقع على عاتق الشرطة الأميركية الآن شرح ملابسات اعتقال "غراي"، والرد على تكهنات تزعم بأنه عانى من إصابات خطيرة في العنق أدت إلى وفاته، وذلك أثناء نقله إلى سجن في الجزء الخلفي من عربة الشرطة.
وتضع الشرطة المشتبه بهم في صندوق معدني ضيق في الجزء الخلفي من شاحنات صغيرة، يكونون مقيدين فيه، وأوقفت وزارة الأمن الداخلي الأميركية الضباط الستة، الذين ألقوا القبض عليه، مع دفع الغرامة، ولم تكشف الوزارة خلفياتهم العرقية.
وقالت الشرطة في بيان لها أن الوزارة تلقت تهديدًا حقيقيًا، مفاده أن العديد من العصابات الشهيرة في المدينة بما في ذلك أسرة الفدائي الأسود، والدماء وكريبس، سيتوحدون في سبيل تحقيق هدف مشترك، وبينما أثار المئات من المراهقين الكثير من أعمال الشغب، وحاولت مجموعة أخرى تنظيم احتجاج سلمي، حيث يقفون مكتوفي الأيدي، ويجلسون على ركبهم أمام دوائر الشرطة للتعبير عن غضبهم بسبب وفاة "غراي".
أرسل تعليقك