القدس المحتلة – ناصر الأسعد
نشب حريق ضخم في كنيسة "الخبز والسمك" يعتقد بأن وراءه متطرفين يهود، وتسبب بأضرار بالغة في الكنيسة الواقعة على ضفاف بحر الجليل، والتي بنيت على الموقع الذي حدثت فيه معجزة يسوع المسيح حيث أطعم خمسة آلاف شخص بواسطة سمكتين وخمسة أرغفة من الخبز.
ولحقت بالكنيسة الرومانية الكاثوليكية في طبريا داخل فلسطين المحتلة، أضرارًا بالغة في الداخل والخارج جراء الحريق، وفقًا لما جاء على لسان المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد، وذكر الأب متياس كارل للصحافيين، وهو راهب ألماني من داخل الكنيسة، أن الحريق طال أجزاءً كثيرة من الكنيسة خصوصًا متجر للهدايا وغرفة للاجتماع، إضافة إلى احتراق الكثير من كتب الإنجيل، مضيفًا أنه على الرغم من حجم الضرر إلا أن مكان الصلاة لم يلحقه أي ضرر.
وأشار رجال الإطفاء إلى أن الحريق اندلع في عدة أماكن داخل الكنيسة، وكانت توجد كتابات مسيئة باللغة العبرية تم كتابتها بالطلاء الأحمر على الجدران خارج الكنيسة تصف رجال الدين بالكنيسة بأنهم عبدة للأوثان.
وسارع القادة الإسرائيليين إلى إدانة الجريمة، ووصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"المروعة"، إلا أن الزعماء الكاثوليك يزعمون بأن التراخي تجاه هذه الأفعال في الماضي من قبل السياسة الإسرائيلية هو ما مكن البعض من تنفيذها مرة أخرى.
وذكر رئيس الجامعة البطريركية اللاتينية في بيت جالا في الضفة الغربية الأب جمال خضر، أن حوادث مماثلة وقعت في السابق، ولم تقم السلطات الإسرائيلية وقتها بما يكفي لإظهار أنهم جادين في حماية الأماكن المقدسة التي توجد على الأرض المقدسة ومنع تكرار حوادث الاعتداء.
وأعلن مكتب نتنياهو أن رئيس وزراء الاحتلال كلف وكالة الاستخبارات بإجراء تحقيق عاجل في الحريق الأخير الذي طال كنيسة "الخبز والسمك"، وأكد أن الاعتداء "هو اعتداء علي كل واحد منا "، حيث أن حرية العبادة في إسرائيل هي واحدة من القيم التي تم تكريسها في القانون، مضيفًا بأن الكراهية والتعصب لا مكان لهما داخل المجتمع الإسرائيلي.
وذكر المتحدث باسم شرطة الاحتلال ميكي روزنفيلد، أن شرطة الاحتلال اعتقلت 16 شابًا من مستوطنة في الضفة الغربية لاستجوابهم وما إذا كانوا مرتبطين بالواقعة إلا أنه تم إطلاق سراحهم فيما بعد.
وبيّن الأب كارل أن مجموعة أغلبها من شباب اليهود هاجموا المنطقة التي تقام فيها الصلاة في كنيسة "الخبز والسمك" العام الماضي، ورشقوا المصلين بالحجارة، ما أدى إلى تدمير الصليب واندلاع الحريق في المقاعد، بينما في كانون الثاني/يناير عام 2014، أقدم مخربون على ثقب إطارات السيارات وكتبوا شعارات مناهضة للمسيحية على الدير الكاثوليكي في دير رافات بالقرب من بلدة بيت شيميش .
وأضاف أنه تم تشويه الكنيسة الأرثوذوكسية الرومانية في القدس في أيار/مايو 2014 عبر كتابة "يسوع يعد هو القمامة " وذلك قبل فترة وجيزة من كتابة عبارة "الموت للعرب والمسيحيين وأولئك الذين يكرهون إسرائيل" على جدران مركز نوتردام في القدس.
ولفت إلى أنه في نيسان/إبريل، تم تخريب مقبرة مارونية كاثوليكية واقعة شمالي إسرائيل خلال هجوم استهدف أيضًا المساجد، وهو الاعتداء الذي سبقه إضرام النار في إحدى قري جبع الواقعة بالقرب من بيت لحم ولصق نجمة داوود على الجدران مع كتابة كلمة "الانتقام ".
أرسل تعليقك