أكد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، أنّ "القوات المسلحة السعودية تنفذ واجبها، وتدافع عن الدين قبل أي شيء".
وأوضح الملك، في كلمة أثناء لقائه قادة وكبار ضباط وزارات الدفاع والداخلية والحرس الوطني ورئاستي الاستخبارات العامة والحرس الملكي، في الرياض الثلاثاء، أنّ "أمن المملكة واستقرارها الداخلي والخارجي، مسؤوليتنا جميعًا"، وخاطب القادة والضباط قائلًا "أنتم بكل قواتنا المسلحة العسكرية قائمون بواجبكم، وأنتم، كما قلت لكم وأكرر، أبناء هذا الوطن، وأحق من يدافع عنه أبناؤه".
ومع إعلان قيادة تحالف "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة العربية السعودية، الثلاثاء، أنّ "العمليات العسكرية في يومها الـ13 "تسير في أحسن حال وفق المخطط لها".
في الوقت ذاته، بيّن نائب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إثر لقائه ولي العهد ووزيري الخارجية والدفاع في الرياض، أنّ "الولايات المتحدة تسّرع إمدادات السلاح للتحالف الذي يواجه "الحوثيين" في اليمن" كما أبرز أنّ "واشنطن تسّرع تبادل المعلومات الاستخباراتية مع قوات التحالف".
وأضاف بلينكن أنّ "السعودية تبعث رسالة قوية إلى "الحوثيين" وحلفائهم بأنهم لن يسيطروا على اليمن بالقوة"، والتقى بلينكن، أثناء زيارته الرياض، الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، ولوحظ أنّ وفده في المحادثات التي أجراها في الرياض، ضم سفير الولايات المتحدة لدى اليمن، ماثيو تولر الذي يتخذ قنصلية بلاده في جدة، غرب السعودية، مقرًا مؤقتًا لممارسة أعماله.
وجدد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، المتحدث باسم قوات التحالف، العميد ركن أحمد حسن عسيري "الاتهام، في إيجازه الصحافي اليومي، الثلاثاء، في قاعدة الرياض الجوية، لإيران بالتورط في دعم "الحوثيين"، وقال إن "الحكومة اليمنية عرضت منذ عام 2002 أسلحة إيرانية موجهة إلى الميليشيات الحوثية؛ لكن المجتمع الدولي لم يحرك ساكنَا"، كما أشار إلى أنّ "الأسلحة والذخائر الإيرانية التي استخدمها المتسللون "الحوثيون" على الحدود السعودية الجنوبية، في محاولة اختراقها عام 2009".
وتابع "أنّ إيران ظلت ترسل 14 رحلة جوية من طهران إلى اليمن؛ لتزويد الميليشيات الحوثية بالذخيرة، التي ثبت من مقاطع الفيديو التي التقطتها طائرات التحالف للمستودعات المستهدفة في اليمن، أنّ حجمها ضخم جدًا". واتهم عسيري "إيران و"حزب الله" اللبناني؛ بتدريب الميليشيات الحوثية، ومساعدتها في مساعيها الرامية إلى هدم الدولة اليمنية، وفي مهاجمة الرئيس الشرعي لليمن".
وأردف "أؤكد أنّ هذا المشروع "الحوثي" يهدف إلى؛ تفكيك الدولة وتدمير اليمن، ونحن لن نقبل هذا السلوك، ولذلك نمنعه، استجابة لطلب الحكومة اليمنية الشرعية".
وكان سفير السعودية لدى واشنطن، عادل الجبير؛ أبلغ صحافيين، الاثنين، في العاصمة الأميركية أنّه "لا يوجد اختلاف في وجهات النظر بين الرياض وواشنطن على حقيقة الدعم الذي تقدمه إيران للحوثيين". مشيرًا إلى أنّ "إيران تقدم للحوثيين دعمًا ماليًا، وتساعدهم في بناء مصانع الأسلحة، وتزودهم بالسلاح، علاوة على وجود إيرانيين يعملون إلى جانب "الحوثيين".
واستطرد الجبير "لا نرغب في أن يتكرر خطأ "حزب الله" في لبنان مع "الحوثيين" في اليمن". مبينًا "الدعم الذي نجده من شركائنا في التحالف أو من حلفائنا حول العالم، سواء من فرنسا أم بريطانيا أم الولايات المتحدة ينمو بقوة". مشددًا في الوقت نفسه على "وجود جهود للبحث عن حل سياسي في اليمن".
ولفت العسيري، الثلاثاء، أنّ "سلسة الاتصالات بين قيادة قوات التحالف والمنظمات الإنسانية والدول في شأن الإغاثة وإجلاء الرعايا من اليمن، متواصلة". ولفت إلى أنّ "الإجراءات التي تفرضها قوات التحالف لتنظيم العمل الإنساني والإجلاء تتم بهدف ضمان سلامة الطواقم والطائرات ومن يتم إجلاؤهم". مؤكدًا "هدفنا السلامة، ثم السلامة، ثم السلامة".
وفي شأن الوضع في العاصمة اليمنية المؤقتة، عدن، أبرز أنّ "الاشتباكات الراهنة بين اللجان الشعبية من جهة، والميليشيات الحوثية والمتمردين من الجيش اليمني وأنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من الجهة الثانية، باتت تنحصر في جزء بعينه داخل عدن، فيما يعم الاستقرار بقية أرجاء المدينة الجنوبية". ووجه إلى أنّ "بيان اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن الوضع الإنساني في عدن، يُحمّل الميليشيات الحوثية مسؤولية استهداف المواطنين والمستشفيات وسيارات الإسعاف"، مؤكدًا استمرار الدعم الجوي للجان الشعبية؛ للتصدي للأعمال التخريبية التي ينفذها "الحوثيون".
وذكر المتحدث باسم قوات التحالف، استمرار العمل على تحقيق أهداف الحملة الجوية، "بالتركيز على ضرب معسكرات الحوثيين وأنصار صالح في صنعاء وتعز وإب والضالع". محذرًا من أنّ "التحالف يستهدف جميع ألوية الجيش اليمني ومواقع الميليشيات ومستودعات الذخيرة والأسلحة، وأن عمليات التحالف مستمرة، وستحقق هدفها"، واستطرد أنّ "الغارات استهدفت، الاثنين، مستودعًا عسكريًا قرب الضالع، و11 مستودعًا للذخيرة، أحدها في صعدة، شمال اليمن، قرب الحدود الجنوبية للسعودية، موضحًا "مشاركة طائرات التحالف في غارة على قاعدة العَنَد الجوية في لحج، قرب عدن، بعدما حاولت الميليشيات الحوثية استعادتها، كما تمكنت اللجان الشعبية من فرض سيطرتها على القاعدة".
وفي شأن الحدود الجنوبية للسعودية، قال عسيري، إن "وضعها مستقر، وإن القوات السعودية تقوم بمهماتها هناك على أكمل وجه". وأشار إلى "غارات على معسكرات الخالد والحمزة والرفاع، حيث تحتشد قوات موالية للرئيس المخلوع، إضافة إلى مواقع خاصة بقوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح".
وزاد "لن نسمح للحوثيين بتغير الوضع على الأرض". ورفض ما يتردد عن طول فترة العمليات الجوية، قائلًا إن "13 يومًا تعتبر قليلة في تاريخ العمليات الحربية، وخصوصًا أنّ التحالف يستهدف ميليشيات، وليس جيشًا نظاميًا"، وأن تلك الأحاديث "يرددها من بنوا تلك الميليشيات بكاءً على فشل مشروعهم في اليمن".
وفي نيويورك، وزع الأردن الذي يتولى رئاسة مجلس الأمن للشهر الجاري، مشروع القرار العربي المعني في اليمن، وتلقى ردودًا تضمنت طلب المزيد من الوقت للبحث فيه ومناقشته، وتقرر في ضوء ذلك عقد جلسة مشاورات على مستوى الخبراء، ووصف المندوب السعودي الدائم، السفير عبد الله المعلمي مشروع القرار أنه "شامل يغطي كل الجوانب السياسية والأمنية والإنسانية وعملية استئناف الحوار التي هي أهم جزء من القرار". ملمحًا "لا نتوقع فيتو روسي، ونأمل أن تؤيد موسكو القرار لأن رد فعلها كان إيجابيًا ولم تعترض على شيء؛ بل تتفاعل معنا إيجابًا ولا أرى اي رد فعل عنيف".
وعلق السفير اليمني، خالد اليماني أنّ "مشروع القرار العربي يفرض حظر الأسلحة على "الحوثيين" ويضيف اسم أحمد علي عبد الله صالح وعبد الملك الحوثي إلى قائمة الخاضعين للعقوبات".
أرسل تعليقك