أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، 69 أمرًا ملكيًا خلال 100 يوم، لامست حاجات أبناء المملكة العربية السعودية، فضلًا عن تحقيق مكانتها إقليميًا ودوليًا عبر عدد من القرارات التي أسهمت في رسم وحدة خليجية عربية تضمن حماية أمن المنطقة وتعزيز التلاحم العربي.
ويعتبر إطلاق عملية "عاصفة الحزم" لإنقاذ الشرعية في اليمن، إحدى أهم القرارات التي أصدرها خادم الحرمين، ثم أعقبها بعملية "إعادة الأمل" للشعب اليمني الذي تعرض لاعتداءات من المتمردين "الحوثيين" وأعوانهم، والوقوف بجانبهم في محنتهم من خلال تأسيس المركز الإنساني الإغاثي في مدينة الرياض.
ورسم الملك سلمان السياسة الداخلية للبيت السعودي بما يتوافق مع المرحلة الجديدة التي اتسمت بضخ الكفاءات الشابة لتولي زمام الأمور في المملكة العربية السعودية، حيث أصدر عددًا من التوجيهات والموافقات والأوامر التي تصب في صالح تنمية وتطوير المملكة في شتى المجالات.
واتسمت الأوامر الملكية الأخيرة المتضمنة اختيار الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وليًا للعهد، وتعيينه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء وزيرًا للداخلية رئيسًا لمجلس الشؤون السياسية والأمنية، واختيار الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليًا لولي العهد، وتعيينه نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء وزيرًا للدفاع رئيسًا لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، باستشراف مستقبل البلاد وتعزيز أركان الدولة، وتحقيق الأهداف الوطنية العليا وفي مقدمتها أمن الوطن.
وأكد خادم الحرمين في كلماته التي ترسم توجهات المملكة العربية السعودية، أنَّ المملكة لن تحيد عن النهج الإسلامي أبدًا القائمة على الكتاب والسنة، مشدّد على ضرورة تحقيق وحدة الأمة العربية الإسلامية التي أحوج ما تكون إليه خلال المرحلة الراهنة.
وشدَّد على أنَّ المملكة ستواصل مسيرتها في الأخذ بكل ما من شأنه الحفاظ على وحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا الأمة، مشيرًا إلى أنَّ أمن المملكة واستقرارها الداخلي والخارجي مسؤولية الجميع، لافتًا إلى أنَّ كل القوات المسلحة العسكرية قائمة بواجبها، وأبناء هذا الوطن أحق من يدافع عنه
وأبرز أنَّ إطلاق "عاصفة الحزم" كان واجبًا ضروريًا للوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق، مضيفًا: "نسعى إلى استرجاع أمن واستقرار اليمن من خلال البناء على العملية السياسية، وتتطلع المملكة وقوات التحالف إلى أن تدفع عملية إعادة الأمل جميع الأطراف اليمنية للحوار".
وأمر خادم الحرمين بتأسيس مركز للأعمال الإنسانية والإغاثية في الرياض لمساعدة المواطنين اليمنيين، مشدّدًا على ضرورة تصحيح الأوضاع بما يعيد الانتعاش لأهل اليمن، فضلًا عن تصحيح أوضاع المقيمين اليمنيين لتمكينهم من كسب العيش بكرامة..
ولفت إلى أنّ المملكة مستمرة في جهودها الرامية إلى دعم اليمن الشقيق، موضحًا: "نعمل حتى يتمكن اليمن من اجتياز أزمته، وليعود عضوًا فاعلًا في محيطه العربي"، محذرًا من السعي إلى تطوير وامتلاك أسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح النووي الذي يعد تهديدًا بالغ الخطورة".
ولم تغفل القضية الفلسطينية والسورية عن توجيهات خادم الحرمين، إذ جاء في مقدمة الاهتمامات، حيث قال إنَّ "القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماتنا، ويظل موقف المملكة كما كان دائمًا، وثوابتنا ومرتكزاتنا تهدف جميعها إلى تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة".
وأبرز أنَّ الأزمة السورية ما زالت تراوح مكانها، وإنَّ استمرارها يعني استمرار معاناة وآلام الشعب السوري المنكوب، لافتًا إلى أنَّ أي جهد لإنهاء المأساة السورية يجب أن يستند إلى إعلان مؤتمر جنيف الأول، محذرًا من أنَّ آفة التطرف تأتي في قائمة التحديات التي تواجهها الأمة العربية.
وشدَّد خادم الحرمين على أنَّ الرياض تفتح أبوابها لجميع الأطياف السياسية اليمنية، مرحبًا بالراغبين في المحافظة على أمن اليمن واستقراره، مؤكدًا: "يجب أن يعود من تمرد على الشرعية لصوت العقل، والكف عن الاستقواء بالقوى الخارجية"، موجهًا الشكر إلى جميع الدول المشاركة في عملية "عاصفة الحزم" والدول الداعمة والمؤيدة
أرسل تعليقك