بغداد – العرب اليوم
تفاجأت أوساط عراقية وعالمية مهتمة بالآثار، بشريط فيديو بثه تنظيم "داعش" الخميس، يظهر عناصره وهم يحطمون آثارًا آشورية يعود تاريخها إلى 6 آلاف عام كانت محفوظة في متحف
مدينة الموصل التي تخضع لسيطرة هذا التنظيم منذ حزيران/يونيو الماضي وأعادت هذه الخطوة "الصادمة" إلى الأذهان ما فعلته حركة طالبان الأفغانية بتدميرها لتمثال بوذا العملاق في
مدينة باميان وسط أفغانستان عام 2001 لدوافع آيديولوجية مماثلة وأفادت مصادر عراقية في الموصل، الخميس، بأن تنظيم "داعش" دمر متحف الموصل والنمرود الذي يضم قطعًا أثرية
تعود لآلاف السنين في محافظة نينوى (400 كلم شمال بغداد) وأوضحت أن التنظيم دمر بوابة "نركال" بأكملها التي تعود للفترة الآشورية منذ آلاف السنين وتماثيل للملك سنحاريب تعود
لحضارات الآشوريين والسومريين والأكاديين في المتحف، والتي يتم تدريسها لطلبة قسم الآثار في جامعة الموصل.
وظهر في الشريط عنصر ملتح من التنظيم أمام تمثال ضخم، وهو يقول: "أيها المسلمون، إن هذه الآثار التي تقف ورائي إنما هي أصنام وأوثان لأقوام في القرون السابقة كانت تعبد من دون الله عز وجل".
وأردف أن "من يسمون بالآشوريين والأكاديين وغيرهم كانوا يتخذون آلهة للمطر وآلهة للزرع وآلهة للحرب، يشركون بالله عز وجل ويتقربون إليها بشتى أنواع القرابين".
و دعت منظمة "اليونسكو"، مباشرة بعد بث شريط الفيديو، إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، لبحث هذا التطور، ووصفت ما حدث بأنه "مأساة ثقافية".
وذكر الأستاذ في جامعة هايدلبرغ والخبير في الحضارات العراقية بيتر ميغلاس، أن القطع التي ظهرت في الفيديو قطع تاريخية مهمة جدًا، عندما أرى هذه القطع على الأرض محطمة، فإنه من الصعب جدًا استعادتها".
وأوضح مدير متحف الشرق الأدنى في برلين ماركوس هيلغيرت، أن "الأمر يبدو كما لو أنك دمرت أبو الهول في مصر"، واصفًا ما حدث في العراق بأنه كارثة.
واتهم وكيل وزارة السياحة والآثار العراقية قيس حسن حسين، في تصريح لـ"الشرق الأوسط"، تنظيم "داعش" بـأنه "هرّب جزءًا كبيرًا من آثار مدينة الموصل إلى إسرائيل ودول أخرى، من أجل تمويل عملياتهم الإرهابية"، مبينًا أن عصابات "داعش" تسيطر على 1791 موقعًا أثريًا ودينيًا في الموصل، ودمرت أكثر من 30 موقعًا منذ حزيران/يونيو 2014".
أرسل تعليقك