قيادات فلسطينيّة تؤكّد توقف طهران عن تقديم الدعم لـحماس والجهاد
آخر تحديث GMT14:22:48
 العرب اليوم -

في ظل توقعات بأن يكون القرار ضمن الاتفاق النووي الدولي

قيادات فلسطينيّة تؤكّد توقف طهران عن تقديم الدعم لـ"حماس" و"الجهاد"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قيادات فلسطينيّة تؤكّد توقف طهران عن تقديم الدعم لـ"حماس" و"الجهاد"

الدكتور موسى أبو مرزوق
غزة ـ محمد حبيب

 كشفت مصادر فلسطينية مطلعة أنّ الدعم الإيراني الموجه لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" توقف بشكل تام، الأمر الذي لم يستطع القيادي في "حماس" موسى أبو مرزوق، أن ينفيه في مقابلة صحافية، الأسبوع المنصرم، حينما أكد أن المساعدات الإيرانية للحركة وقطاع غزة متوقفة.

 وأضاف أبو مرزوق أن العلاقة بين طهران والحركة ما زالت على جمودها، مشيرًا إلى أن "حماس" تسعى إلى تقوية علاقتها مع ايران، و"عدم تحول المنطقة إلى تدافع طائفي أو إقليمي بين دولها". لكنه شدد على أن "العلاقات تقوم عادة بين طرفين، ولا بد أن تكون وجهة العلاقة مشتركة حتى تتحسن".

وفي موضوع ثورات الربيع العربي، الذي أظهر الفروق والاختلافات العميقة بين الطرفين،  شدد أبو مرزوق على عدم وجود مبرر "للتراجع عن موقفنا كي تعود العلاقات مع إيران، أو أن يتراجعوا هم عن مواقفهم".
    وربط محللون توقف هذا الدعم باعتباره أحد إفرازات الاتفاق النووي الإيراني- الدولي؛ مما يعزز فرضية أنّ المتغيرات الإقليمية هي الأساس في هذا التراجع، وإن كان يمكن توقع أن تصبح هناك استراتيجية إيرانية جديدة بعد الاتفاق، أكثر تشدداً في اختيار الحلفاء.

ويثبت توقف الدعم الإيراني للجهاد و"حماس" أنّ محور الاستراتيجية الإيرانية وأولويتها ليس فكرة الممانعة والمقاومة، بل هو شبكة تحالفاتها الإقليمية التي تريدها جزءا من مشروع نفوذ وتمدد.

وتساوت"الجهاد الإسلامي" و"حماس" رغم ميل الأولى للحفاظ بقدر أكبر، نسبياً، على الصمت والحياد إزاء مشكلات "الربيع العربي" التي تزعج إيران، مثل سورية واليمن. فالحياد، بأي درجة، غير مقبول من قبل طهران، وهي تطلب الانحياز، ولا تعتقد أنّ فلسطين والفلسطينيين يسمح لهم بأن يقفوا على الحياد خدمة لقضيتهم التي يفترض أنّها قضية إسلامية مركزية.

ورجح محللون أن يتجه دعم إيران لأجنحة أو منشقين في"حماس" وعن "الجهاد"، أو حركات جديدة منافسة لهما، مثل الحديث عن دعم حركة تسمى "الصابرين" في غزة، الذين يقودها أعضاء كانوا في"الجهاد"؛ والحديث عن خصوصية العلاقة بين الجناح العسكري في "حماس" وطهران. ولكن الانشقاقات في هذه الحالة قلما تنجح، خصوصاً عندما تأتي على خلفية مكاسب واعتبارات مالية.

وأثر توقف الدعم الإيراني على القدرات العسكرية لحركة "حماس" التي أكدت مصادر فيها أن "كتائب القسام اتخذت قراراً بتطوير قدراتها الصاروخية المحلية، مع فتور العلاقات مع إيران، رغم عدم قطعها كلياً معها، لكن التراجع بدا واضحاً في المجالين المالي والعسكري، ما دفع القسام للشروع بحملة تصنيع داخلية على قدم وساق لتعويض النقص الذي حصل بفعل هذا التراجع".

وأضاف المصدر أن "حافزاً آخر دفع القسام للشروع بمسيرة تصنيع الصواريخ المحلية هو إغلاق مصر للأنفاق، ما حدّ من دخول المواد الخام اللازمة لصناعة الصواريخ، لكنه لم يمنعها".

ونقل عن قائد ميداني من "كتائب القسام" أن "توقف الدعم العسكري الإيراني حرمنا من قدرات تسليحية كبيرة، ودعم لوجستي كنا في حاجة إليه، في ضوء ما لديها من ترسانة صاروخية تحدث تغييراً كبيراً في موازين القوى لصالح حماس أمام إسرائيل، وقد اجتهدنا ألاّ يؤثر خلافنا السياسي مع طهران على استمرار الدعم العسكري، لكنه أثر سلباً"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وأضاف "بعد تراجع علاقات حماس وإيران، كان لابد لكتائب القسام من التحرك بميادين أخرى لتعويض النقص من صواريخ إيران، فنجحنا بالعثور على موارد جديدة دخلت على خط تزويدنا بالسلاح، (رفض أن يسميها)، كي تجعلنا نصمد بأي مواجهة مع إسرائيل، صحيح أن الصواريخ الإيرانية أشد فتكاً وأدق تركيزاً، لكننا مع حصار مصر وإسرائيل، والعلاقة الفاترة مع إيران، نحفر في الصخر لتطوير قدراتنا التسليحية".

وكشفت مصادر مختلفة من داخل وخارج فلسطين عن أن أمين عام حركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح غادر طهران بشكل مفاجئ، متوجها إلى بيروت التي تقيم فيها قيادات من الحركة بينهم نائبه زياد النخالة الذي كان يتنقل ما بين العاصمتين وقيادات أخرى.

 وتشير المصادر إلى أنه منذ عودة شلح إلى بيروت، توجه إلى طهران مجددا مرتين قبل أن يعود إلى العاصمة اللبنانية وسط اتصالات ومحاولات من "حزب الله" للحد من الأزمة التي نشبت بين الحركة وإيران.
 وأوقفت طهران الدعم المالي للحركة التي تمر بأزمة مالية خانقة ولم تصرف رواتب ومخصصات عناصرها للشهر الرابع على التوالي. مبينةً أن الخلافات تعود بالأساس إلى طلب إيراني من الجهاد بإصدار بيان واضح بشأن الأزمة في اليمن تدعم من خلاله "الحوثيين" وترفض الهجوم السعودي – الخليجي وهو ما رفضته حركة الجهاد وأكدت على مواقفها بالتزام الحياد.

والتزمت حركة الجهاد بالوقوف إلى جانب محور طهران- دمشق- حزب الله، حتى في ظل الأزمة السورية التي دفعت بحماس للانسحاب من هذا المحور ما شكل أزمة كبيرة في العلاقات بين حماس وطهران ودمشق وحزب الله وسط محاولات جديدة منذ الحرب الأخيرة على غزة لتجديد العلاقات.

    وتتحدث المصادر عن أن حركة الجهاد الإسلامي باتت تبحث عن بدائل للدعم الإيراني منها الدعم الذاتي كبعض المشاريع التي تشرف عليها في غزة ومن جهات أخرى.
    وكشفت مصادر فلسطينية مقربة من حركة الجهاد الإسلامي، أن"حالة من الغضب" تسود أوساط الحركة وقياداتها بسبب عدم التزام إيران بدفع تعهداتها المالية التي وعدتهم بها، مشيرة إلى أن المشكلة المالية للحركة"ما زالت قائمة".

واعتبرت المصادر أن "حالة الغضب التي تسود أوساط الحركة وقيادتها، تجلت في عدم حضور الأمين العام لحركة الجهاد الدكتور رمضان عبد الله شلح ونائبه زياد النخالة الإفطار الذي أقامه الحرس الثوري الإيراني في بيروت، وحضرته قيادات كبيرة من حماس على رأسها موسى أبو مرزوق، إضافة إلى الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد جبريل، وممثلين عن حزب الله وفصائل لبنانية وفلسطينية وممثل الجهاد في لبنان أبو عماد الرفاعي".

وأضافت أن"الخلافات في المواقف الإقليمية أهمها ملف اليمن، لا زالت قائمة بين إيران وحركة الجهاد، إذ لم تقم الأخيرة بدعم موقف إيران في الأزمة اليمنية".

وشددت في حديثها, على أن"حركة الجهاد الإسلامي كحركة إسلامية سنية، ترفض أن يملي أحد عليها أي موقف كان وبالذات فيما يتعلق بقضايا الأمة العربية والإسلامية والتي تملك الحركة فيها رؤية خاصة مستقلة لم تتغير منذ عشرات الأعوام".

وذكرت تقارير في وقت سابق أن حركة الجهاد الإسلامي تعاني من أزمة مالية كبيرة، دفعتها إلى تقليص النفقات خصوصًا في المجال الإعلامي والرواتب.

 وعزت تلك التقارير هذه الأزمة إلى"توقف الدعم الإيراني، الذي يعد المصدر الأساسي لتمويل الحركة، بسبب الخلافات في المواقف على عدة ملفات أهمها ملف اليمن، خاصة بعد تصريح لأحد قادة الحركة نفى خلاله أن يكون قد أصدر موقفا تجاه هذه الأزمة، مؤكدا التزام حركته الصمت".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قيادات فلسطينيّة تؤكّد توقف طهران عن تقديم الدعم لـحماس والجهاد قيادات فلسطينيّة تؤكّد توقف طهران عن تقديم الدعم لـحماس والجهاد



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 11:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان
 العرب اليوم - حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان

GMT 10:04 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
 العرب اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab