استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخميس، في مقر قصر الاتحادية في القاهرة، نائب رئيس الجمهورية اليمنية رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح، والوفد الموافق له الذي يزور مصر في الوقت الحالي.
وخلال اللقاء نقل خالد بحاح تحيات الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى القيادة المصرية ممثله بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك تمنيات اليمن لمصر بمزيد من الاستقرار والرخاء والأمان، مهنئنا القيادة المصرية بحلول شهر رمضان المبارك.
وأشار نائب رئيس الجمهورية اليمنية، إلى أن "اليمن ومصر تواجهان تحديات كبيرة وخطيرة تؤثران بشكل مباشر على الأمن القومي العربي"، مؤكدا أن "مصر تمكنت بفضل حكمة قيادتها من تجاوز الكثير من التحديات والتغلب عليها".
وتطلع خالد بحاح إلى أن ينعكس ما حققته مصر في هذه الفترة الحرجة على مجمل الأوضاع والتطورات في المنطقة العربية.
واستعرض بحاح خلال اللقاء مجمل التطورات التي مرت بها الجمهورية اليمنية منذ بدء ثورة الشباب الشعبية مطلع العام ٢٠١١، مرورا بالمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية التي رسمت خارطة الطريق للفترة الانتقالية في اليمن، وصولا إلى مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل ومخرجاته التي اتفقت عليها جميع القوى والأحزاب اليمنية بكل اتجاهاتها، وتشكيل لجنة الدستور التي أعدت مسودته الأولية.
وتابع خالد بحاح استعراض التطورات التي جرت في اليمن عقب ذلك، بالانقلاب الذي قامت به جماعة الحوثي بالتنسيق مع الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، على العملية السياسية من خلال تمددها في المحافظات المحيطة بالعاصمة صنعاء وصولا إلى دخول العاصمة والاستحواذ على مؤسسات الدولة ومرافقها السيادية ووضع قيادات الدولة تحت الإقامة الجبرية.
وأكد نائب رئيس الجمهورية، على أن "المليشيات الحوثية، للأسف لا تمتلك أي مشروع سياسي يمكن البناء عليه لاستقرار اليمن، وليس لديها سوى أفكار لنشر الدمار والفوضى".
ونوه بحاح إلى أن "عمليات قوات التحالف وجهت رسالة قوية إلى "الانقلابين" ومن يقف معهم ويدعمهم، ولهذا فإننا نرى إن تشكيل قوات عربية موحدة، هي فكرة صائبة وستدعم المحافظة على الأمن القومي العربي والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة".
وطالب القيادة المصرية العمل على تفعيل اللجنة العليا المشتركة اليمنية المصرية، التي عقدت آخر اجتماع لها في العام ٢٠٠٨م، معربا عن تطلعه للدفع بعملية التعاون المشترك للأمام وبما يسهم في خدمة المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين على الصعيد الاستراتيجي.
كما أعرب عن أمله أن يخرج لقاؤه بالرئيس المصري بإيلاء طلب اليمن إعفاء المواطن اليمني من تأشيرة الدخول إلى جمهورية مصر العربية الاهتمام والرعاية، باعتبار أن مصر تمثل البلد الثاني لليمنيين الذين استمر دخولهم بدون تأشيرات إليها منذ العام١٩٦٢م.
وأبدى بحاح رغبته في أن يكون لمصر دور ريادي في دعم العملية السياسية في اليمن، وذلك للاعتبارات التاريخية التي تمثلها العلاقات اليمنية المصرية.
من جهته أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن سروره بزيارة الوفد اليمني برئاسة نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح، مؤكدا "استعداد مصر لتقديم كل أوجه الدعم والمساندة للحكومة الشرعية في اليمن، وان مصر ستظل دائما إلى جوار اليمن في كل الظروف".
وأبدى الرئيس المصري قلقه العميق لما يجري في اليمن من تطورات مؤسفة للأوضاع السياسية والإنسانية، منوها إلى أمله في أن يعود المسار السياسي إلى قنواته السلمية.
وأوضح السيسي ضرورة أن تسهم القيادات والحكومات العربية في نشر الوعي في مجتمعاتها، وأن تكون حريصة وصادقة مع نفسها ومع مواطنيها.
وأبدى السيسي استعداد مصر لتدريب وتأهيل الكوادر اليمنية في مجالات الشرطة والقوات المسلحة، مجددا التأكيد على حرص مصر على وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه.
وفي ختام اللقاء حمل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نائب رئيس الجمهورية اليمني، تحياته إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي، متمنيا أن يعود الاستقرار إلى اليمن الشقيق.
حضر اللقاء نائب رئيس مجلس النواب اليمني محمد علي الشدادي، والوزير عبد الله الصايدي، ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد الميتمي، ووزير الداخلية اللواء عبده الحذيفي، والمندوب الدائم لليمن في الجامعة العربية والقائم بأعمال السفارة اليمنية في القاهرة السفير محمد الهيصمي.
وعن الجانب المصري حضر وزير الخارجية سامح شكري ووزير الداخلية مجدي عبد الغفار.
أرسل تعليقك