أكد وزراء الخارجية العرب التزامهم الكامل بالحفاظ على وحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله، ورفض أي تدخل في شؤونه، والوقوف إلى جانب الشعب اليمني في كل ما يتطلع له من حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية وتمكينه من تحقيق التنمية الشاملة التي يسعى إليها.
وشدد وزراء الخارجية في قرار صادر عن أعمال الدورة الـ١٤٣ لمجلس الجامعة العربية، بعد الاستماع إلى مداخلة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، ومداخلة من مندوب اليمن، السفير محمد الهيصمي، الذي رأس وفد اليمن في الاجتماع، على أهمية مساندة الشرعية الدستورية ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، وجهوده الوطنية المخلصة لاستئناف العملية السياسية، والدفع بعملية الحوار الجارية بين مختلف المكونات السياسية استنادًا إلى المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصِّلة.
وأعلن المجلس عن رفضه التام لما أقدمت عليه جماعة "الحوثيين" من خطوات تصعيدية أحادية الجانب، معتبرين أنَّ إصدار "الإعلان الدستوري" بمثابة انقلاب على الشرعية الدستورية ومحاولة لفرض إرادة تلك الجماعة وبقوة السلاح على الشعب اليمني ومؤسساته الشرعية.
وطالب المجلس، "الحوثيين" برفع الإقامة الجبرية الفورية عن رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح، وما تبقى من الوزراء والمسؤولين المحتجزين وفي مقدمتهم وزير الخارجية، عبدالله الصايدي، وسحب القوات من المؤسسات الحكومية كافة وتسليم الأسلحة التي استولت عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية إلى السلطات الشرعية، وفقا لاتفاق السلم والشراكة الوطنية.
وناشد المجلس جميع الأطراف اليمنية بوقف أعمال العنف والقتال والانتهاكات والعمليات العسكرية والالتزام بمضمون قرار مجلس الأمن رقم ٢٢٠١، بتاريخ ١٥ شباط/ فبراير ٢٠١٥ الذي يطالب جميع الأطراف، وعلى نحو خاص جماعة الحوثي، بالانخراط في المفاوضات الجارية بواسطة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر، من أجل التوصل إلى حل توافقي وفقًا للمرجعيات المتفق عليها لاستكمال تنفيذ خطوات المرحلة الانتقالية بما في ذلك إقرار الدستور الجديد للجمهورية اليمنية وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وبناء الجيش والأمن ومؤسسات الدولة على أسس وطنية.
وأكد القرار ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم ٢٢٠٤ في ٢٤ شباط ٢٠١٥ الصادر بموجب الفصل السابع، والذي نص على تمديد العمل بتدابير العقوبات المتعلقة بتجميد الإرادة وفرض حظر السفر ضد كيانات وأفراد في اليمن، وشدد على الحاجة إلى تنفيذ عملية الانتقال السياسي بشكل كامل وفي الوقت المناسب.
ورحب المجلس بإعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز باستضافة مؤتمر تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، يشارك فيه الأطراف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره.
وقرر المجلس القيام بتحرك عاجل على المستوى الوزاري والأمانة العامة للجامعة العربية لمطالبة القوى السياسية في اليمن بالامتناع عن التصعيد السياسي والإعلامي بالإضافة إلى القيام بإشاعة أجواء الثقة بينها حتى لا يزداد المشهد السياسي تعقيدًا وسوءً ويؤدي إلى حالة استقطاب حاد يفضي إلى تدخل أجنبي، حفاظا على كيان الدولة اليمنية ومؤسساتها ووحدة أراضيها.
وأكد المجلس استمرار دعم مسار الحوار وبذل المساعي لإقناع المكونات السياسية بسرعة تبني مخارج آمنة لإنقاذ اليمن من الوقوع في دوامة الاقتتال والعنف والتأكيد على الوقوف بجانب اليمن في حربه ضد التطرف وأعمال القرصنة.
وشدد البيان على ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة، لمعالجة الوضع الإنساني الصعب والخطير الذي يواجهه اليمن، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية التي ازدادت حدتها ومخاطرها مع ارتفاع أعداد الأشخاص الذين هم في حاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة في اليمن إلى أكثر من ١٦ مليون شخص فضلا عن للنقص الحاد في الغذاء والرعاية الطبية.
وقرر المجلس دعوة الدول الأعضاء والمجتمع الدولي إلى توفير الدعم اللازم في الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية لتمكين اليمن من مواجهة التحديات التي تواجهه وتلبية احتياجاته التنموية لضمان استقرار الأوضاع واستكمال الترتيبات المتعلقة بإنجاز المرحلة الانتقالية.
أرسل تعليقك