رفض وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، الاقتراح البريطاني بأن يترأس الرئيس بشار الأسد حكومة انتقالية لستة أشهر قبل أن يتنحى، في إطار حل سياسي للأزمة السياسية يرمي إلى إنهاء موجة اللاجئين إلى أوروبا هربًا من الحرب.
وأفاد في مقابلة حصرية لصحيفة "الغارديان"، بأن بريطانيا تتبع سياسات غير عقلانية وغير منطقية بمهاجمة الدولة الوحيدة التي تحارب "داعش"، ومتطرفين آخرين بجدية وتحض رئيسها على التنحي.
وأوضح وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، الأربعاء أن بريطانيا ستعتمد مقاربة براغماتية لانتقال سياسي في دمشق، وأبلغ أعضاء مجلس العموم أنه إذا كانت لندن طالبت سابقًا برحيل الأسد، فإنها الآن توافق على أن يبقى في منصبه خلال فترة انتقالية، إذا كان ذلك يساهم في حل الأزمة.
وأضاف هاموند: "عندما سنتوافق على عملية تسليم السلطة مع الروس والإيرانيين أيضًا وهذا سيتطلب أشهرًا، فهنا نحن سنناقش الأمر حتما"، ودعا موسكو وطهران إلى استغلال تأثيرهما على الأسد لتسوية الأزمة في سورية.
ومع أن فكرة الحكومة الانتقالية واردة في اتفاق "جنيف 1"، لكن هذه المرة الأولى تذكر فترة محددة لها، ولكن الاقتراح استدعى ردًا حاسمًا من الزعبي الذي استفهم:"ماذا لو اقترحت أن كاميرون يجب ألا يبقى في السلطة أكثر منذ ثلاثة أيام، وأن على هاموند أن يغادر بحلول مساء اليوم؟ هل هو أمر صحيح التدخل في إرادة الشعب البريطاني؟".
على الصعيد الميداني تقدم تنظيم "داعش" في محيط مطار دير الزور العسكري الاستراتيجي شرق سورية، ما وجه ضربة جديدة إلى القوات الحكومية التي خسرت خلال الساعات الـ 24 الماضية أيضًا مطار أبو الضهور على يد "جبهة النصرة" وفصائل إسلامية.
وقتل 54 عنصرًا من القوات الحكومية السورية وتنظيم "داعش" في اشتباكات عنيفة مستمرة في جنوب وجنوب شرق مطار دير الزور ليل الأربعاء، وكان 56 جنديًا على الأقل قضوا في معركة مطار أبو الضهور في محافظة إدلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد بريد الكتروني للمرصد، بأن عدد عناصر "داعش" الذين قتلوا خلال المعارك المستمرة منذ الأربعاء في محيط مطار دير الزور العسكري ارتفع إلى 36 على الأقل، وأن من بين قتلى التنظيم انتحاريان، أحدهما طفل، فجرا نفسيهما بعربتين مفخختين في كتيبة الصواريخ ومحيط مطار دير الزور".
وأشار المرصد إلى أن التنظيم المتطرف تمكن عقب اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من السيطرة على كتيبة الصواريخ والمبنى الأبيض، وأن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 18 عنصرًا من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها.
وصرّح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، لوكالة "فرانس برس"، بأن التنظيم وصل على بعد حوالي كلم ونصف من مطار دير الزور العسكري بعدما سيطر على مبنى كتيبة الصواريخ.
وأشار عبد الرحمن إلى إصابة حوالي 50 عنصرًا من التنظيم بجروح نقلوا على إثرها إلى مستشفى مدينة الميادين الواقعة تحت سيطرتهم، موضحًا أن هذا الهجوم هو الأعنف على المطار.
ويسيطر التنظيم على الجزء الأكبر من محافظة دير الزور حيث تتواجد الحقول النفطية الأكثر غزارة، ويسعى إلى وضع يده على المطار وكامل مدينة دير الزور منذ أكثر من عام، وفي حال تمكن التنظيم من طرد القوات الحكومية من الأجزاء التي لا تزال متواجدة فيها في دير الزور، فسيكون استولى على ثاني مركز محافظة في البلاد بعد مدينة الرقة، معقله الأبرز.
وفي محافظة إدلب، قتل 56 عنصرًا على الأقل من القوات الحكومية خلال سيطرة "جبهة النصرة" و"الفصائل الإسلامية" على مطار أبو الضهور العسكري، وأسر نحو 40 آخرين ولا يزال العشرات مفقودين.
ونشرت "جبهة النصرة" على موقع "تويتر" صورًا لـ 15 شخصًا قدمتهم على أنهم جنود سوريون أسروا في معارك أبو الضهور، ونشر ناشطون صورًا لطوافات وطائرات عسكرية في مطار أبو الضهور وأخرى تظهر مسلحين يرفعون علامات النصر من على متن الطائرة.
وبات وجود القوات الحكومية مقتصرًا في إدلب على عناصر قوات الدفاع الوطني وميليشيات أخرى و"حزب الله" في بلدتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية المحاصرتين.
ومنذ آذار / مارس، خسرت القوات الحكومية مناطق عدة في إدلب سمحت لـ "جبهة النصرة" وفصائل مقاتلة في المعارضة السورية بالاقتراب من محافظة اللاذقية.
وأفاد مسؤولون أميركيون في الأيام الماضية بوجود حوالي عشر آليات نقل جند مدرعة وعشرات الجنود الروس في محافظة اللاذقية، فضلًا عن وجود منازل جاهزة الصنع.
وبحسب المسؤولين الأميركيين، فإن وصول طائرتي شحن عملاقتين من نوع "انطونوف -124 كوندور" وطائرة نقل ركاب يشير إلى بناء "قاعدة جوية متقدمة" في اللاذقية.
ونفت روسيا الخميس هذه المزاعم، وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن روسيا لم تتخذ أي إجراء إضافي لتعزيز وجودها في سورية، لكنه أقر في الوقت ذاته وللمرة الأولى بأن الطائرات التي أرسلتها روسيا إلى سورية تنقل تجهيزات عسكرية بموجب عقود قائمة موقعة مع دمشق ومساعدة إنسانية.
وأوقعت الحرب في سورية منذ اندلاعها منتصف آذار / مارس 2011 ما لا يقل عن 240 ألف قتيل، كما أسفرت عن تشريد حوالي 11 مليون سوري، بينهم أربعة ملايين لاجئ.
أرسل تعليقك