بيروت ـ رياض شومان
أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان ان "صحوة الهويات الدينية والمذهبية المهيمنة راهناً على حساب الهوية اللبنانية والعروبة والدولة الوطنية، هي وصفة جاهزة لحروب أهلية دائمة"، مشددا على ان "الوهم بتخطي الوطنيات والكيانات، وإلغاء الحدود
في سبيل جهاد أممي، أو نصرة طائفية، أو تورط في نزاع خارجي، حماية لقضية أو لسلاح، لا يسقط الدولة فحسب، بل يحطم إمكان تكوين الهوية الوطنية الجامعة، ويؤدي إلى زوال الدولة والوطن معا". كلام سليمان جاء خلال الاحتفال الذي جرى اليوم السبت في سراي بعبدا الاثري لإزاحة الستارة عن التماثيل النصفية لرؤساء الجمهورية منذ الاستقلال ولغاية اليوم. ولفت في كلمة بالمناسبة الى ان "القاعدة الذهبية تبقى، في اعتماد سياسة خارجية، تعكس الثوابت الوفاقية الداخلية، متجنبين في ذلك، الاهتزازات الناتجة من التغيير في موازين القوى، والنفاذ دائما من الفجوة، بين الأحكام الدستورية والتوازنات الظرفية المتبدلة، والسعي تاليا لتغيير المعادلة داخل النظام"، فانه لاحظ ان "أدهى ما كشفته المراحل السابقة، أن أي سلاح خارج منظومة الدولة ووحدة قرارها، يتحول جزءا من أدوات الصراع على السلطة أو الهيمنة، أو قوة احتياط، لتسعير النزاعات والحروب الأهلية"، مكررا "وجوب مقاربة مسألة السلاح، من منطلق نهج الحوار، ومنطق الدولة، بعيدا من منطق الاتهام والتشكيك ومن سياسات العزل أو الهيمنة والإلغاء". وجدد دعوة القيادات المسؤولة والنواب إلى "تحمل مسؤولياتهم بتأمين النصاب لجلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن الموعد الدستوري، وتجنب الوقوع في خطأ، بل في خطر الفراغ الرئاسي"، مؤكدا ان "الشعب يريد رئيسا قويا بقوة الإرادة الوطنية الجامعة، وبقوة الدستور، وبقوة حكمته وشجاعته وتجرده. وقد أظهرت التجربة التاريخية، أن الوطن لا يحتمل الخيارات القصوى، على مستوى الرجال والعقائد والمؤسسات". وكان سليمان وصل والسيدة الاولى وفاء سليمان الى مقر سراي بعبدا الأثري قرابة الرابعة من بعد الظهر، حيث كان في استقباله محافظ جبل لبنان القاضي انطوان سليمان ورئيس بلدية بعبدا الدكتور هنري حلو.
أرسل تعليقك