دمشق - العرب اليوم
أجرى الرئيس بشار الأسد مقابلة تلفزيونية مع وكالة "EFE" الاسبانية متحدثًا عن عدة نقاط فيما يتعلق بالحوار المزمع عقده بالشهور المقبلة برعاية دولية من خلال مؤتمر فيينا الذي جرى الشهر الماضي، وتبعه مؤتمر الرياض لتحيد المعارضة، ملمحًا أنه لن تقبل الحكومة السورية بالجلوس على طاولة واحدة مع الفصائل العسكرية المعارضة متهمًا اياهم بالتطرف.
ورفض الأسد أن يتم التعامل مع الفصائل المسلحة المعارضة بالمجال السياسي، وحسب قوله إن الحكومة السورية تواصلت مع كثير من الفصائل المسلحة كمجموعات منفردة وليس كتنظيمات وتم التفاهم معهم وتسوية اوضاعهم أو ضمّهم للعمل مع الحكومة السورية الحالية عندما يكونون جاهزين للتخلي عن منهجهم والتخلي عن سلاحهم، مشددًا على أنّ المعارضة مصطلح سياسي، وليس مصطلحًا عسكريًا. وبالتالي فإن الحديث عن هذا المفهوم يختلف عمّا هو قيد الممارسة.
وتابع الأسد "لأننا حتى الآن نرى أن بعض البلدان، بما فيها السعودية، والولايات المتحدة، وبعض الدول الغربية تريد من المجموعات المتطرفة، أن تنضمّ إلى طاولة المفاوضات. تريد هذه الدول من الحكومة السورية أن تتفاوض مع المتطرفين، وهو أمر لا أعتقد أن أحدا يُمكن أن يقبله في أي بلد من البلدان.
وشكك الاسد بقدرة أوروبا على محاربة التطرف مع تأكيده انها تستطيع ذلك، فيما لو أرادت وذكر "نعلم أن اوروبا تريد محاربة التطرف وهي قادرة على ذلك" لكن حمّل السياسة الأميركية مسؤولية منع أوربا من محاربة التطرف وتحجيمها عسكريًا وسياسيًا حتى أصبحت أوروبا تابعة للسياسة الامريكية دون وجود أي استقلالية في القرارات.
وحمل الولايات المتحدة مسؤولية منح الغطاء السياسي للتنظيمات المتطرفة في سورية، منذ أعوام، معتمدًا في ذلك على دعمهم واعترافهم بسلمية المظاهرات التي خرجت ضد نظام الحكم منذ اذار/مارس 2011 معتبرًا اياها انها كانت غطاء للأعمال المتطرفة التي توضحت لاحقًا بظهور تنظيمات مثل "داعش" و"النصرة" التي لم يعد يجرؤ الغرب على الاعتراف بخطئهم ولا يمكنهم التراجع فقال "هم لا يجرؤوا على القول إنهم كانوا مخطئين، لا يجرؤوا على القول إن قطر والسعودية ضلتهم في البداية وما بعدها، هذا أولاً. ثانيًا، طالما ظلّت الولايات المتحدة غير جادة في محاربة التطرف، لا يمكن أن نتوقع من باقي الدول الغربية أن تكون جادة، لأنها حليفة للولايات المتحدة".
وقال في رده للصحافي على سياسة محاربة التطرف في سورية "لإنهاء وجود "داعش" ثمة أمرٌ أكثر خطورة ينبغي التعامل معه، وهو الأسباب الكامنة وراء هذا التنظيم.. هناك الأيديولوجيا التي زُرعت في عقول الناس أو المجتمع في العالم العربي على مدى عقود، وذلك بسبب البلدان والمؤسسات الداعمة للفكر التطرفي، التي دفعت وتدفع لدعم هذا النوع من الأيديولوجيا الظلامية المقيتة، دون التعامل مع هذه الأيديولوجيا، سيكون من قبيل إضاعة الوقت القول إننا سنقضي على "داعش"، أو "النصرة"، أو أي تنظيم آخر تابع للقاعدة".
ووجه الاسد رسالة للاجئين السوريين الذين خرجوا من بلدهم، جاء فيها "ليس هناك حاجة لأبعث إليهم بأي رسالة، لأنهم سيعودون إلى وطنهم عندما يتحسّن الوضع. معظمهم يحبّون بلدهم. في الواقع، أودّ أن أبعث برسالة إلى الحكومات الأوروبية لأنها هي التي جلبت الإرهابيين الذين سببوا تلك الأوضاع التي دفعتهم للمغادرة، هي التي خلقت هذا الوضع وساعدت الإرهابيين، وهي التي فرضت الحصار الذي كان بشكل مباشر لصالح الإرهابيين ودفع اللاجئين إلى مغادرة سورياة للبلدان الأخرى".
أرسل تعليقك