تحتفل مناطق مختلفة من العاصمة العراقیة بغداد، مساء اليوم الثلاثاء، بمناسبة المولد النبوي الشريف، حيث تعم الأجواء أصوات المدائح النبوية ونقر الدفوف، فضلًا عن الألعاب النارية التي ستزين سماء معظم المناطق، وسط دعوات بأن يحل الأمن والسلام ربوع البلاد.
وفي كل عام تحتفل الأسر البغدادية من جميع الطوائف والأعراق، في منطقة الأعظمية (شمال العاصمة بغداد) التي تشهد سنويًا الاحتفال المركزي، وامتلأت شوارعها من ساحة عنتر وحتى جامع "الإمام الأعظم" الذي تزين مختلف النشرات الضوئية.
وتشهد أيضًا مناطق وسط وغربي بغداد وجنوبيها مثل باب الشيخ والدورة والغزالية والخضراء والجامعة واليرموك والعامرية، مظاهراً للاحتفال من خلال نقر الدفوف وأصوات الأناشيد الدينية، فضلاً عن إطلاق المفرقعات النارية، فيما يحمل إخرون الرايات الخضر التي تحمل اسم الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) للتعبير عن فرحهم بذكرى المولد، في وقت توقد النساء الشموع في الشارع العام أو على أسطح وجدران المنازل كاحتفاء اعتاد أهالي بغداد على المضي به كل سنة في الثاني عشر من ربيع الثاني من كل عام.
وقال الحاج نعمان الأعظمي( 70عامًا) لـ"العرب اليوم" الاحتفال بالمولد النبوي له ميزة عطرة جميلة في ذاكرة الاعظميون حيث كانت المدنية تستقبل الوفود من المحافظات والمدن العراقية الأخرى، وتقام مآدب كبيرة في مساجد الاعظمية، التي تبقى مفتوحة حتى الصباح، لاستقبال الزوار والمحتفلين، وتقام حلقات الاذكار، والامداح النبوية، في جامع الامام الاعظم وبقية المساجد".
وأضاف أنه "جرت العادة على أن يتم في يوم المولد النبوي الشريف عرض بضع شعرات تنسب للرسول الكريم (صل الله عليه وسلم) محفوظة منذ ايام العثمانيين، بحسب المعنيين، في خزانة مسجد ابي حنيفة النعمان، وهي لا تعرض إلاّ في يوم المولد، وليلة القدر، وفي ذكرى الاسراء والمعراج". وتابع الحاج نعمان ، "منذ احتلال العراق عام 2003 والاعظمية تحتفل بذكرى المولد النبوي بشكل محدود، وليس كسائر السنين السابقة، وذلك بسبب تدهور الوضع الأمني، وتعرض عدد من احياء الاعظمية لاعمال عنف وارهاب".
واستدرك نعمان بالقول:، لكن الاعظمية استعادت طقسها الاحتفالي قبل ثلاث سنين بيوم المولد النبوي الشريف. وحرص المحتفلون ومن جميع انحاء بغداد على ان يزيلوا اثار العنف والدم، التي كادت ان تغير وجه المدينة الأصيل".
وفي أزقة المدينة ترى الأطفال فرحين وهم يرتدون الدشاديش البيضاء ويضعون على رؤوسهم الطاقية (العرقجين) والكل يردد بين حين واخر (صلوا على الحبيب محمد وعلى آله واصحابه الطاهرين الطيبين)، فيما وزع بعض اهالي الاعظمية "الزردة " (وهي طبخة عراقية تقدم في المناسبات الدينية للجيران في المنطقة).
وبيّن أحمد الحديثي( 64 عاما) لـ"العرب اليوم" إن "دموعي التي اذرفها الان ما هي إلا دموع معاناة كبيرة أعيشها بعد أن هجرت من منزلي في حديثة غرب محافظة الانبار بسبب تنظيم داعش والعمليات العسكرية". وعن أمنياته قال: اتمنى ان يكتب تاريخ جديد للعراق اعتبارا من هذا اليوم مولد النبي الأعظم ونتوحد ونعيش في سلام فلا فرق بين طائفة واخرى"، مبينا "انني اسكن في بيت احد أقاربي ببغداد بعد نزوحنا وجئت مع عائلتي إلى مرقد الامام ابو حنيفة لادعو الله ان تزال هذه الغمة عنا ونرجع إلى بيوتنا وان يتوحد العراقيين". وأوضح أن الإجراءات الأمنية المتخذة كانت جيدة وسلسة وتعامل رجال الأمن معنا كان جيد ولم تكن هناك مشاكل او اعتراضات او اي مضايقات.
واعلن مجلس الوزراء العراقي عن منح عطلة رسمية يوم الأربعاء بمناسبة المولد الشريف، فيما أعلنت أمانة العاصمة أنها ستطلق الألعاب النارية ولمدة أسبوع احتفالا بالمولد النبوي وعيد الميلاد المجيد.
واتخذت القوات الأمنية في المناطق التي تشهد احتفالات إجراءات أمنية مشددة تحسباً لحدوث أي خرق أمني يعكر من صفو المناسبة والاحتفالات، فيما وجهت المواطنين بمنع إطلاق العيارات النارية.
ويحتفل المسلمون في العراق وجميع أنحاء العالم في 12 ربيع الثاني من كل عام بمولد الرسول محمد (صلى الله عليه وآله)، وتشهد هذه الاحتفالات في العراق توزيع الحلوى والطعام بين الجيران وتنظيم احتفالات مركزية في المراقد الدينية في بغداد وباقي المحافظات.
أرسل تعليقك