دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء الى السماح لحكومة الوفاق الوطني الليبية ببدء عملها بسرعة، ملوحا بمحاسبة اي طرف يعرقل عملية السلام.
وحث بان كي مون من تونس على السماح للمجلس الرئاسي الليبي المنبثق عن اتفاق سلام وقع في كانون الاول/ديسمبر بواسطة الامم المتحدة على بالعمل من اجل "تحقيق السلام الفوري والتسليم الصحيح للسلطة الى حكومة الوفاق الوطني".
كما دعا البرلمان الليبي المعترف به دوليا والذي مقره في شرق البلاد الى "تحمل مسؤولياته" بتطبيق اتفاق السلام الذي وقعه برلمانيون ليبيون بصفتهم الشخصية.
وقال "يجب محاسبة الذين يعرقلون العملية السياسية. الشعب الليبي يستحق السلام والامن والازدهار في ظل حكومة قوية موحدة".
وولدت حكومة الوفاق الوطني بموجب اتفاق السلام واختار تشكيلتها المجلس الرئاسي الليبي، وهو مجلس يضم تسعة اعضاء يمثلون مناطق ليبية مختلفة.
وينص الاتفاق على ان عمل حكومة الوفاق يبدأ مع نيلها ثقة البرلمان المعترف به، لكن المجلس الرئاسي اعلن انطلاق اعمالها استنادا الى بيان تأييد وقعه مئة نائب من اصل 198 بعد فشلها في حيازة الثقة تحت قبة البرلمان.
ورغم ان حكومة الوفاق تحظى بدعم الامم المتحدة ودول كبرى لا سيما في الاتحاد الاوروبي، الا انها تواجه بالرفض من قبل السلطتين المتنازعتين في ليبيا اللتين تطعنان في شرعيتها.
وجددت هاتان السلطتان الثلاثاء رفضهما تسليم السلطة.
وقال عبدالله الثني رئيس الحكومة المدعومة من البرلمان المعترف به دوليا ومقرها مدينة البيضاء في شرق ليبيا "لن نعترف بشرعية تملى من خارج البلاد".
واضاف في مؤتمر صحافي في بنغازي (الف كلم شرق طرابلس) بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء "وال" القريبة من حكومته ان "الشرعية تؤخذ من داخل ليبيا واي قرار خارج قبة مجلس النواب لن نعترف به".
من جهته، دعا خليفة الغويل رئيس الحكومة في طرابلس في مؤتمر صحافي الحكومة المدعومة من الامم المتحدة الى "مراعاة حرمة الدم الليبي (...) وعدم ادخال البلاد في حالة من الفوضى لا تحمد عقباها".
وتحظى حكومة الغويل بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى "فجر ليبيا" يفرض سيطرته على العاصمة منذ اكثر من عام ونصف. واعلنت جماعات منضوية في هذا التحالف معارضتها لقدوم حكومة الوفاق الى طرابلس.
وكان رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج المقيم مع اعضاء المجلس الرئاسي في تونس، اعلن الاسبوع الماضي عن قرب انتقال حكومته الى طرابلس للعمل منها.
واثار هذا الاعلان توترا امنيا في العاصمة الليبية حيث اعلنت الحكومة عن "حالة الطوارئ القصوى"، وعمدت الى تعليق الملاحة الجوية اكثر من مرة لمنع السراج واعضاء حكومته من الهبوط في مطارها.
ورغم ذلك، اكد المجلس الرئاسي في بيان نشره الاثنين على صفحته في موقع فيسبوك ان "الترتيبات الامنية لمباشرة حكومة الوفاق الوطني عملها من طرابلس قد استكملت"، من دون ان يوضح ماهية هذه الترتيبات.
ويتطلع المجتمع الدولي الى التعامل مع حكومة موحدة في ليبيا تعمل على وقف تمدد تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف والحد من الهجرة غير الشرعية من ليبيا الى السواحل الاوروبية.
وقال بان كي مون "هناك العديد من الدول التي ترغب حقا في ان تفعل ليبيا الان حكومة الوحدة الوطنية حتى نستطيع ان نساعدهم، وحتى يصبح بامكانهم بناء بلدهم بسلام وامن".
واضاف ان "الارهاب يشكل تهديدا كبيرا ليس فقط على ليبيا وتونس بل كذلك على العالم اجمع، كما شاهدنا خلال الايام القليلة الماضية في بلجيكا والعراق وباكستان. نحن نحتاج الى نهج عالمي موحد".
ا ف ب
أرسل تعليقك