دمشق ـ ميس خليل
بث تنظيم "جبهة النصرة"، أحد فروع تنظيم "القاعدة" في سورية، رسالةً صوتية لزعيمه، أبو محمد الجولاني، بعد سيطرة تنظيمه على مدينة إدلب، حيث أعلن الجولاني إدلب "إمارة إسلامية"، وسيحكم أبناؤها بـ"شرع الله"، وفق تعبيره.
وأكد الجولاني في التسجيل الصوتي أنّ "جبهة النصرة ستطبق أحكام الشريعة في مدينة إدلب"، مشيرًا إلى أنّ "الجبهة لا تسعى الاستئثار بحكم إدلب؛ بل منفتحة على المشاركة مع الفصائل التي ساهمت في تحرير المدينة"، في إشارة ربما تعني انصهار الفصائل المقاتلة ضمن الجبهة أو اتباع ذات نهجها على أقل تقدير.
وفي وقت لم يقدم فيه الجولاني أية إضافة، خصوصًا وأنه كثر الحديث عن هيمنة التنظيم على إدلب، وسعيه إلى تحويلها إلى عاصمة له، حاول زعيم "النصرة" طمأنة الفصائل الأخرى أنّ تنظيمه لن يستأثر بالحكم؛ ولكن ما سيتم تطبيقه هو "شرع الله"، والشرع الذي يعرفه هذا التنظيم يسير على نهج التشدد والسلفية.
ومهد المسلحون فور اقتحامهم مدينة إدلب؛ لمشروعهم عن طريق تنفيذ عدد من عمليات الاعدام في حق من "لم يكن يطبق شرع الله"، بحسب رؤيتهم، فطالت هذه العمليات عددًا من أبناء المدينة بمختلف طوائفهم، المسلمين منهم والمسيحيين.
و روى أحد سكان مدينة إدلب من الذين تمكنوا من الهروب عبر الأراضي الزراعية، والوصول إلى مكان آمن؛ عن حالات تصفية نفذها المسلحون المتشددون في الحي الشمالي، عبر بسحب عدد من الرجال بالسيارات في شوارع إدلب، بتهمة قتالهم إلى جانب "الجيش السوري "وعملوا على تصفيتهم ذبحًا، وفصل رؤوسهم عن أجسادهم.
بينما ذكر عدد من السكان الهاربين من المدينة، أنّ هناك مسلحون من إدلب، عملوا على تصفية عدد من أقربائهم في إطار عملية الانتقام التي كانوا يتوعدون فيها أهل المدينة قبل سقوطها بيدهم.
كما أفادت مصادر من داخل المدينة، أنّ عددًا من العائلات المسيحية محتجزة في شارع الكنيسة، إلى جانب احتجاز الجماعات المتشددة، راعي الكنسية الأرثوذكسية، الأب إبراهيم فرح، فيما هناك أنباء تتحدث عن جلده، وكل المعلومات الواردة تؤكد أنه مازال على قيد الحياة.
أرسل تعليقك