بغداد-نجلاء الطائي
أعرب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم، عن أمله باستقرار المنطقة بعد تدخل روسيا في قصف تنظيم "داعش" المتطرف في سورية، مطالبا في الوقت نفسه "بإنشاء صندوق دولي لتمويل الحرب على التطرف في العراق".
وأكد الحكيم خلال احتفالية لمناسبة عيد الغدير في بغداد، قائلًا: "إننا نرى حراكا كبيرا بدأ يحدث على الأرض وهناك قوى دولية مهمة دخلت على مسار الأحداث بشكل مباشر، وخصوصا الدخول الروسي في الحرب على التطرف في سورية والذي قد يمتد إلى الجبهة العراقية إذا ما نوقش هذا الأمر مع الحكومة العراقية".
وأضاف، أن "هذه المتغيرات يجب أن تقرأ بصورة واضحة وواقعية وهي تدل على متغيرات كبيرة قادمة نأمل أن تكون لصالح امن واستقرار شعوب المنطقة" مبينا أن "التطرف الذي يستوطن أرضنا المغتصبة هو تطرف دولي ولم يعد يخص الساحة العراقية ولا حتى الأزمة السورية".
وتابع: "هناك آلاف المتطرفين من جنسيات مختلفة وهم ينشئون قواعدهم على الأراضي السورية والعراقية ويستفيدون من حالة الحرب والفوضى لبناء بنية تحتية ذات إمكانيات مالية ولوجستية كبيرة، وان القرار الصحيح والشجاع لكل دول العالم هو أن يخرجوا لقتال هؤلاء المتطرفين اليوم قبل أن يضطروا لقتالهم غدا في دولهم".
وطالب بـ"إنشاء صندوق دولي لدعم العراق مخصص لتمويل الحرب على التطرف، لان الكلفة الاقتصادية لهذه الحرب عالية والأزمة الاقتصادية التي يواجهها البلد كبيرة و(الإرهاب) الذي يغتصب الأرض العراقية لم يعد مختصاً بالشأن العراقي أو السياسات الداخلية وإنما هو كيان سرطاني يحتل جزء من الأرض العراقية ولكنه يعمل على مساحة العالم بأكمله من حدود الصين إلى أميركا الجنوبية مرورا بدول شرق آسيا وروسيا و أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية".
وتابع أن "كل هذه الدول لديها متطرفون خطرون وهم يستغلون تواجدهم هنا كي يطوروا من شبكاتهم في بلدانهم الأصلية ويبنوا إمبراطوريات اقتصادية من أعمالهم اللاشرعية في سرقة ثروات الشعوب وبيعها وفي تجارة المخدرات والسلاح" مبينا أن "العراق بحاجة إلى مليارات الدولارات سنويا لقتال التطرف على أراضيه وعلى دول العالم أن تتحمل هذه الكلفة مع العراق".
ودعا "الحكومة العراقية إلى الإعداد والدعوة إلى مؤتمر للمانحين الدوليين لإنشاء صندوق دعم العراق لمحاربة التطرف وتمويل الجهد العسكري العراقي في هذه الحرب المقدسة".
وناشد "العراقيين إلى أن يتجاوزوا سلبيات المرحلة السابقة ويغادروها إلى غير رجعة لان التطورات على الأرض بعض ما أنتجته تلك المرحلة من مفاهيم مغلوطة أو مشوهة، والعراقيون جميعا أصبحوا في دائرة المظلومية، وعليهم أن يدافعوا عن حقوق بعضهم البعض، فليس هناك منتصر ومنهزم في صراعات الشعوب الداخلية، وليس هناك مستقبل لوطن ممزق".
وأشار رئيس المجلس الأعلى الإسلامي إلى أن "جزءً مهماً وأساسيا من عملية الإصلاح التي ننشدها تقع على عاتق مجلس النواب"، وشدد على أنه "يجب أن لا يكون مجلس النواب متفرجا على ما يحدث أو ساحة لتصفية الحسابات وإثارة الأزمات".
وتابع أن "العراق بحاجة لبرلمان فعال ومتفاعل وقادر على أن يكون بمستوى التحديات التي يواجهها"، وقال: "إننا أمام أزمة مالية حقيقية وليس هناك في الأفق وقت محدد لعبور هذه الأزمة ونحن بحاجة إلى تدابير وحلول ذكية وعميقة ولغاية اللحظة لم نلمس خطوات كبيرة ومؤثرة في هذا المجال".
وبين أن "العالم مليء بالتجارب الناجحة لدول عديدة كانت في وجه عواصف الأزمات المالية واستطاعت من تجاوزها وتحويلها إلى فرص للنهوض وخلق البدايات الجديدة"، وأوضح ، أن "مواجهة الوضع المالي الحساس لا يقل أهمية عن مواجهة التطرف لأن التداعيات كبيرة وخطيرة لأي انهيار مالي واقتصادي".
وختم كلمته بالقول إن "محاربة التطرف والقضاء عليه وتحرير الأرض العراقية المغتصبة من براثنه فهو أولى الأولويات وعلينا أن نستثمر كل الجهود الدولية لهذه المهمة المصيرية، ولكن علينا أن لا ننسى أن الجهد السياسي والحلول السياسية المقنعة هي من أهم الأسلحة التي تساهم في القضاء على التطرف وحرمانه من ملاذات الآمنة".
أرسل تعليقك