بغداد - نجلاء الطائي
حذر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم، الخميس، من تسييس "الحشد الشعبي" وإقحامه في مهام ومساحات بعيدة عن اختصاصه، قائلًا: "ذلك يمثل إساءة كبيرة للحشد ولفتوى المرجعية وإساءة لمن أصدر هذه الفتوى من المراجع العظام".
ودعا في مؤتمر عقد في محافظة النجف الأشرف، إلى "حماية الحشد الشعبي من التسييس والاستغلال لمآرب سياسية ضيقة"، مجددًا الدعوة لـ"تشريع قانون الحرس الوطني ليكون غطاءا قانونيا لأبطال الحشد يمنحهم الحقوق المطلوبة وينظم دورهم العسكري إلى جانب القوات المسلحة الأخرى".
وأكد، وفق بيان للمجلس الأعلى ورد إلى "العرب اليوم"، أنَّ "الجميع يتحمل مسؤولية حماية الحشد الشعبي والدفاع عنه أمام الهجمة التي يتعرض لها من الأعداء والمغرضين الذي استكثروا امتلاك الشعب العراقي مثل هذه القوة القتالية".
وشدد على أن "مسؤولية الجميع لحماية الحشد من نفسه و الحد من الإشكالات والأخطاء التي تعتري حركته وأداء مهامه"، مجددا التأكيد على أن "الحشد الشعبي هو الركيزة المهمة في مواجهة التطرف جنبا إلى جنب القوات الأمنية الأخرى".
وأشار الحكيم إلى أنَّ أمن "المحافظات الجنوبية ولاسيما محافظة البصرة إنما هو خط أحمر"، مؤكدا "عدم الوقوف مكتوفي الأيدي أمام المحاولات والحركات المشبوهة التي تخاطر باستقرار هذه المحافظات بشكل عام والبصرة بالخصوص التي يرتبط بها قوت جميع العراقيين وتمثل الإيراد الأكبر والاهم للدولة العراقية".
وطالب المسؤولين والمتصدين بتحمل مسؤولياتهم في تقديم أفضل الخدمات للمواطنين، مستدركا أن "استغلال مشاعر الناس وتحريضهم وإنزالهم إلى الشوارع لإرباك الأمن والاستقرار يمثل خطيئة لا تغتفر"، متسائلاً عن "سر التوقيت الذي يقاتل فيه العراقيين الدواعش ويحققوا انتصارات مهمة فيما يسعى البعض لفتح جبهة جديدة في مناطقهم الجنوبية الآمنة ليشتت الجهد ويضيع المكتسبات الوطنية".
كما لفت إلى أنَّ "المرجعية الدينية هي صمام أمان الشعب العراقي بكل مكوناته وانتماءاته وعنصر الارتكاز في السلم الأهلي"، مبينا أنَّ "فتوى الجهاد الكفائي لم تكن طائفية وجاءت لتدافع وتحافظ على السنة قبل أن تحافظ على الشيعة كونها استنهضت الشباب للدفاع عن وطنهم وأرضهم وعرضهم وإيقاف المد الداعشي وإنقاذ المناطق المستباحة من قبل الدواعش وهي المناطق الغربية التي يقطنها في الأعم الأغلب أهل السنة".
وقال الحكيم إنَّ "المرجعية التي أفتت بالجهاد الكفائي هي ذاتها التي أصدرت وثيقة تاريخية حددت الإطار العام والسلوك المطلوب لعموم المقاتلين بحسب الرؤية الإسلامية".
أرسل تعليقك