بغداد- نجلاء الطائي
أكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم ان ايران بلد حليف للعراق" مشيدا بتحقيق الاتفاق النووي بين طهران ودول مجموعة 5+1".
وقال الحكيم في خطبة صلاة العيد التي اقيمت في مكتبه في بغداد السبت "نقول لجميع المتوجسين في المنطقة ان إيران بلد حليف للعراق وجار منذ الاف السنين وقد حان الوقت كي ينتهي التشويش وخلط الأوراق والاتهامات الموجهة للعراق ازاء هذه العلاقة التي تخدم المصلحة الوطنية العراقية بوضوح".
ودعا الحكيم من أسماهم "بالاشقاء العرب المخلصين الى النظر الى ايران بعقولهم وبنظرة مستقبلية وليس عبر التاريخ المشحون عاطفيا ، لان المشتركات اكثر من التقاطعات وانتماءنا الى الإسلام والى منطقة واحدة يستحق منا الجلوس على طاولة الحوار ومناقشة كافة الملفات".
وتابع "ونقول للجميع اننا عرب ونفتخر بعروبتنا، ورسولنا الكريم (ص) كان عربياً، وقرآننا عربي، ونحن مسلمون ونفتخر بإسلامنا، ونحن موالون لأهل البيت ونفتخر ونتشرف بموالاتنا وتشيعنا لأئمتنا ونضحي من اجلهم، ونحن عراقيون ونفتخر بعراقيتنا" مشيرا الى ان" ايران وقفت وما زالت تقف معنا ولسنا ممن ينكر الجميل لاهله".
وقال "سوريا اليوم تموت ببطء ونحن معنيون بالدفاع عن سوريا الدولة والوطن، فنحن مع الحق الطبيعي للإنسان بالاختيار والحرية، وكنا ومازلنا متعاطفين مع الشعب السوري، ومتحفظين على الممارسات الخاطئة"، مستدركا "المعركة اليوم تعدت حدود الشعب والنظام وأصبحت معركة الدولة ضد اللادولة، ومعركة الوطن ضد من يمزق ويضيع الوطن، ومعركة الإنسانية ضد التطرف والجريمة المنظمة".
وتطرق الحكيم الى الاوضاع الداخلية في العراق" مشيراً الى "وحدة البلد والتحديات الامنية والسياسية والخدمية وملف النازحين والاداء الحكومي" لافتا الى "اهمية تفعيل دور التحالف الوطني".
ووجه الحكيم كلامه الى تياره (شهيد المحراب) التابع للمجلس الاعلى الاسلامي " كنا ومازلنا وسنبقى نرفع شعار ( نراجع ولا نتراجع)، ونحن تيار رسالي يمتلك مشروعاً واعداً، ولكن تجربتنا في الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية فيها نتائج ايجابية واخرى سلبية ولم تكتمل بعد".
ولفت الحكيم "نرى ان بعض السياسيين يهربون من مشاكلهم الداخلية في نطاق الحزب او الطائفة او القومية، من خلال تصدير هذه المشاكل للساحة الوطنية، وهذا السلوك يمثل خطراً كبيراً على العراق واستقراره، والاجدر ان يواجهوا مشاكلهم الداخلية بشجاعة ووضوح بدل الاختباء خلف شعارات طائفية او قومية او مناطقية".
واستغرب الحكيم من مطالبات بتحويل النظام السياسي في العراق من برلماني الى رئاسي قائلا "اننا بدأنا نسمع عن مطالبات بالنظام الرئاسي للعراق، وهي مطالب مثيرة للاستغراب وكأننا لم نتعظ من الدكتاتورية وسلطة الرجل الواحد الخارق الذي يهيمن على شعبه ويحكم سطوته عليهم".
وتابع "مثلما نواجه التطرف بقوة وصلابة علينا إعادة بناء هياكل الدولة بحزم وارادة والتخلص من الممارسات البيروقراطية والاقصائية ومكافحة الفساد الاداري والمالي في الدولة والعمل على انهاء ظاهرة التعيينات بالوكالة لأنها أساس الفشل الحكومي والاقصاء السياسي".
وأشار الى "أننا نراقب بدقة وحذر تعاطي الحكومة مع الملفات الادارية والبرنامج الحكومي المُقر وجدية الارادة في الادارة الجماعية".
وعن ملف النازحين واعادة اعمار مناطقهم دعا الحكيم الى "تأسيس صندوق دولي لاعادة بناء واعمار المدن المحررة التي دمّرها التطرف الداعشي".
وأشار الى ان "ملايين النازحين والظروف القاهرة التي يمرون بها تدعونا لوقفة جادة في معالجة مشاكلهم وتسهيل اوضاعهم المعيشية والتسريع في اعادتهم الى مناطقهم حال تحررَها من بطش داعش وتوفير الخدمات الضرورية لهم في مناطق النزوح وفي مدنهم المحررة".
وانتقد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي "التصريحات المتشائمة واللامسؤولة التي تصدر من بعض المسؤولين الغربيين انما هي تصريحات لأهداف سياسية وليست مبنية على واقع او معطيات على الأرض" داعيا اياهم الى ان " يدرسوا تاريخ العراق جيدا كي يفهموا كيف يفكر العراقيون وكيف عاش العراق في تاريخه الطويل".
وأكد ان "تخرصات بعض مرشحي الرئاسة الامريكية الذين انكروا وجود العراق والعراقيين ودعوا الى قصف آبار النفط فأننا نشعر بالأسف للشعب الأمريكي ان يكون مثل هؤلاء الاشخاص عديمي الحكمة والعاجزين عن ادراك الوقائع والحقائق هم المرشحون لرئاستهم".
وأكد الحكيم ان "داعش ليس كائناً غريباً، وانما هو نتاج فكر تكفيري ظالم ومعوج له جذوره في التاريخ الدموي لأدعياء الإسلام، فهناك الكثير من الفتاوى التي تحلل قتل المسلمين الشيعة، وقتل أصحاب الديانات الأخرى وتكفّر الناس بدون تحفظ ".
وبين "هناك دول تستفيد من داعش وارهابها، وتحاول ان تستغل التطرف الدموي الداعشي كي تحسم ملفات هي عاجزة عن حسمها بالطرق السياسية المعتادة فلجأت للإرهاب والى التحالف العملي مع داعش لتحقيق اهدافها السياسية".
وشدد الحكيم على "اهمية دور الحشد الشعبي" مؤكدا ان الحشد "هو صمام الأمان امام التطرف والتكفير وهو سلاحنا الأقوى والامضى في حرب الوجود وهو لكل العراق والعراقيين".
ودعا الحكيم الى ان "نبقي الحشد الشعبي مرتكزاً لقوة العراقيين جميعاً في ضرب التطرف وتجنيبه الدخول في اي قضية سياسية خلافية تثير الحساسيات منه والقلق من قياداته و رموزه ".
أرسل تعليقك