دمشق ـ نور خوام
نشر الموقع الرسمي لمجلس الشعب السوري على الانترنت، استبيان يحمل عنوان "من الذي يتحمل مسؤولية عدم استقرار الكهرباء في سورية"، وأظهرت نتائج الاستبيان أن الشعب يحمّل سبب الأزمة إلى الحكومة بشكل عام 27 %، وزارة الكهرباء بشكل خاص 22 %، تجار الأزمة والمستفيدين من الأوضاع 20 %، المجموعات المتطرفة المسلحة 16 %، وزارة النفط 13%، والأزمة والظروف الحالية 0 %
ومن الملفت أن تصويت المشاركين وضع التطرف في المرتبة الرابعة وبنسبة 16% بتحمل المسؤولية بعدم استقرار وضع الكهرباء، بينما وقعت المسؤولية بالدرجة الأولى على الحكومة بأكملها، تليها وزارة الكهرباء ثم تجار الأزمة ثم وزارة النفط.
ويمثل الاستبيان الذي شارك فيه أكثر من 4400 مواطن سوري، رأي أغلبية الشارع السوري الذي لم يعد تقنعه قصة استهداف المجموعات المسلحة لخطوط الغاز ومحطات توليد الكهرباء، خصوصًا بعد ارتباط تلك الاعتداءات بصفقات المولدات الكهربائية ورافعات الجهد الكهربائي ووسائل الإضاءة المعتمدة على المدخرات (البطاريات )، ما يعد مؤشرا خطيرا على إمكانية الإطاحة بالحكومة بسبب ملف الكهرباء.
وفي تحليل للاستبيان رأى مراقبون لوضع الشارع أن أسباب فقدان ثقة الشعب بالحكومة تعود لعدة أسباب أهمها فشل الإعلام الوطني في تبيان أو تبرير أسباب فشل الحكومة في تأمين بدائل الطاقة لتوليد الكهرباء خلال آخر عامين، ما أدى بالشعب لبناء رأي عام بأن التطرف ليس المسؤول عن هذه القضية.
وأوضح المراقبون أن تضارب تصريحات وزارتي النفط والكهرباء منذ عامين وحتى الأمس هو بحد ذاته مؤشر على فشل رئاسة الحكومة في إدارة وتنسيق العلاقة بين الوزارات، وبالتالي الفشل في إدارة الأزمات والكوارث.
وأضافوا أنه من المؤكد أن عدم استقرار توليد الكهرباء سيؤدي إلى خسارة مضاعفة، فالكهرباء اليوم في سورية هي المصدر الوحيد للطاقة وهي عصب الإنتاج، وقد نرى تطورات خطيرة انعكاسا لهذه الأزمة، لأن ضياع الوقت لأصحاب الورش والمهن الحرة وهم بانتظار الكهرباء سيدفعهم لصرف عمالهم وموظفيهم لتوفير الكلف وهذا سيؤثر مباشرة في دخل الناس ومعيشتهم وسينعكس في شوارع سورية.
وبينوا أن تجاهل بعض الأطراف المستفيدة في الحكومة ملف الطاقة البديلة لمدة عامين، رغم عروض الشركات العالمية وإعلان الحكومة في عدة مناسبات أنها وقعت عقود لاستثمار الموارد البديلة "الرياح -الشمس"، ولكن هل كان هذا التجاهل متعمداً لفائدة أطراف معينة أم هي مؤامرة لتدفع الشارع السوري إلى حالة من اليأس
أرسل تعليقك