بغداد-نجلاء الطائي
اعتبر رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، الأربعاء، وثيقة الاصلاح التي عرضها على الكتل السياسية والرأي العام تمثل "منهاجا وخارطة طريق" لتجاوز التحديات التي تواجه العراق، وفيما أمهل الكتل أسبوعًا لتقديم مرشحيها، مشددًا على ضرورة وضوح المواقف في شانها وعدم مشاركة أي جهة في الحكومة والوقوف ضدها في نفس الوقت، أكد توفير الدعم اللازم والمباشر إلى عمل الأجهزة الرقابية والقضائية وهيئة النزاهة.
وحيا العبادي في كلمة وجهها إلى الشعب العراقي، الأربعاء صمود أبناء ناحية تازة وقصبة بشير الذين تعرضوا إلى اعتداء آثم جبان من قبل عناصر داعش المجرمة، التي استخدمت المواد السامة ضد المدنيين، مضيفًا أن داعش أرادت بث رسالة رعب للتعويض عن هزائمها الكبيرة في الأنبار وسامراء واستباقًا لهزيمتها المؤكدة والنهائية في الموصل التي أعددنا العدة لتطهيرها في القريب العاجل.
أضاف العبادي: "تعهدنا لكم في الأمس بتحرير المحافظات والمدن المغتصبة من داعش، وقد أوفينا بعهدنا، وسنواصل عمليات التحرير حتى النصر النهائي، كما نتعهد لكم بتحقيق الاصلاحات، ونعدكم بأننا لن نتراجع عنها ولن تثنينا الصعوبات والعراقيل والحملات المضادة، أنجزنا وثيقة الإصلاح وتم عرضها على الكتل السياسية والرأي العام ووسائل الإعلام، والوثيقة هي منهاج وخارطة طريق واضحة وبرنامج عمل لتجاوز التحديات الامنية والاقتصادية والمجتمعية".
وتابع رئيس الوزراء "أمهلنا الكتل النيابية وفعاليات المجتمع أسبوعًا كاملاً لتقديم مرشحيها إلى شغل المناصب الوزارية منهم ومن غيرهم من المهنيين التكنوقراط وفق الشروط والضوابط والمعايير المعلنة، نتطلع في المرحلة المقبلة إلى الوضوح في المواقف فلا يمكن أن تكون هي مع الإصلاح ولاتشارك في الإصلاح وليس مقبولاً إلى أية جهة أن تكون مشاركة في الحكومة وهي ضد الحكومة في الوقت نفسه.
وقال العبادي إن الإصلاح ليس مسؤولية فردية أو فئوية بل هو واجب وطني وشرعي وإنساني، وجهود مكافحة الفساد لايمكن أن تنجح إلا بمشاركة الجميع، مواطنون ومؤسسات ووسائل اعلام، مضيفًا: "وفرنا ولا زلنا نوفر الدعم اللازم والمباشر لعمل الاجهزة الرقابية والقضائية وهيئة النزاهة والمفتشين العامين والرقابة المالية والقضاة جميعا لتمكينهم من فتح ملفات الفساد وملاحقة المفسدين دون اي خوف او تمييز، الأولوية تبقى لإدامة القتال ضد داعش حتى النصر النهائي، وأن الجهود يجب أن تنصب لتعزيز الجهد العسكري والأمني ومواصلة الانتصارات الباهرة في جميع قواطع عمليات المواجهة والتحرير".
وأشار إلى أن أية قضية جانبية مهما كانت اهميتها، لايجوز ان تشغلنا عن ادامة جهد المعركة الوجودية التي نخوضها ضد التطرف، ولايجوز أن نفرط بالتضحيات والدماء الغالية للشهداء والجرحى، وأن لا نحمل مقاتلينا الأبطال أكثر مما يتحملون ويبذلون في دفاعهم عن الوطن والشعب في الجبهات وداخل المدن حيث يتصدون إلى التطرف الذي يتحين الفرص إلى إزهاق الأنفس البريئة وتدمير كل شيء.
وجدد العبادي دعوته إلى استمرار الالتزام بسلمية التظاهر والتعاون مع الاجهزة الأمنية المكلفة بحماية المتظاهرين اضافة الى واجباتها الأخرى، ونجدد توجيهاتنا الى الأجهزة الأمنية ببذل اقصى جهودهم لحماية المواطنين والمتظاهرين والأمن العام في بغداد والمحافظات، وأن لاتتهاون في التصدي إلى أي مظهر مسلح يخرق القانون ويعطل المصالح الخاصة والعامة".
وختم رئيس الوزراء كلمته بالقول "نؤكد على أهمية احترام القانون والالتزام بتعليمات الأجهزة الأمنية المختصة فيما يتعلق بمكان وزمان التظاهر بما لا يعرض أمن المواطنين ومؤسسات الدولة إلى الخطر".
أرسل تعليقك