اكدت المعارضة السورية الثلاثاء انخراطها في مفاوضات جنيف وتحليها بـ"الصبر والمسؤولية" غداة اعلان الوفد الحكومي ان مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد "ليس موضع نقاش" في المحادثات التي ترعاها الامم المتحدة حول سوريا.
وقال هشام مروة عضو الوفد الاستشاري المرافق لوفد الهيئة العليا للمفاوضات الى جنيف لوكالة فرانس برس ان مواقف الوفد الحكومي الاخيرة "لم تكن مفاجئة ولن تؤثر على قرارنا بالانخراط في العملية السياسية".
وشدد على "اننا نبدي قدرا اعلى من المسؤولية والتحلي بالصبر لاننا نحاور نظاما لا يحترم التزاماته ولا القانون الدولي او رغبة شعبه بالانتقال السياسي" لافتا الى ان الوفد الحكومي "يحاول اثارة المعارضة للحصول على رد فعل منها".
ويرفض الوفد الحكومي البحث في الانتقال السياسي رغم الضغوط التي يمارسها دي ميستورا في هذا السياق. واعتبر بشار الجعفري رئيس الوفد المفاوض الحكومي في جنيف ومندوب سوريا لدى الامم المتحدة الاثنين ان "ما يتم الحديث عنه من قبل وفد السعودية (في اشارة الى وفد المعارضة).. حول مقام الرئاسة كلام لا يستحق الرد" مضيفا ان "الموضوع ليس موضع نقاش ولم يرد في اي وثيقة مستندية لهذا الحوار" في اشارة الى مفاوضات جنيف.
واوضح مروة ان "النظام يريد الانتقال السياسي كما يراه، اي مع بقاء الاسد، وهذا امر مرفوض بالمطلق بالنسبة الينا" مؤكدا ان "الانتقال السياسي يعني تشكيل سلطة جديدة تتولى كافة الصلاحيات بما فيها صلاحيات الرئاسة".
ويشكل مستقبل الاسد نقطة خلاف جوهرية في مفاوضات جنيف، إذ تطالب الهيئة العليا للمفاوضات برحيله مع بدء المرحلة الانتقالية فيما يصر الوفد الحكومي على ان مستقبل الاسد يتقرر فقط عبر صناديق الاقتراع.
ونقل دي ميستورا للصحافيين الاثنين عن الجعفري قوله "انه من السابق لأوانه في الوقت الراهن" بحث مسألة الانتقال السياسي الذي يعتبره "اساس كل القضايا".
وبحسب مروة، فان "الوفد الحكومي يواصل سياسة التهرب من الاستحقاقات" متسائلا "اذا كانت المعارضة السياسية بنظره غير وطنية والفصائل الثورية ارهابية، فهل نتوقع منه ان يكون جادا في الانتقال السياسي؟".
وشددت بسمة قضماني عضو الوفد المفاوض الى جنيف على انه "بات من الضروري اكثر من اي وقت مضى التوصل الى حل سياسي" للنزاع السوري الذي دخل عامه السادس متسببا بمقتل اكثر من 270 الف شخص.
واعتبرت في بيان الثلاثاء تعليقا على هجمات بروكسل ان مفاوضات جنيف "تعد اليوم اساسية لاستعادة التوازن السياسي العام وتجنب الفوضى التي يهددنا بها المتطرفون الذين يضربون هنا في اوروبا وهناك في الشرق الاوسط".
وقتل 34 شخصا على الاقل واصيب العشرات جراء اعتداءات استهدفت صباح الثلاثاء مطار مدينة بروكسل ومحطة للمترو في حي المؤسسات الاوروبية في المدينة.
ودانت الهيئة العليا للمفاوضات "الهجمات الارهابية على العاصمة البلجيكية"، وفق بيان للمتحدث الاعلامي باسمها سالم المسلط. واكدت انه "يجب ان يقف العالم موحدا في حربه ضد الارهاب من اجل احلال الامن والسلم الدوليين".
ولم تحقق جولة المفاوضات الراهنة في جنيف اي تقدم منذ انطلاقها الاثنين الماضي. وتقر الامم المتحدة بأن "الهوة كبيرة" بين طرفي المحادثات غير المباشرة والتي تختتم الخميس، على ان تعقد جولة اخرى الشهر المقبل.
ا ف ب
أرسل تعليقك