بغداد ـ نجلاء الطائي
عدّ بعض قادة التحالف الوطني تصريحات رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بشأن عدم "علاقته" بسقوط الموصل في يد تنظيم داعش المتطرف، بأنها "جاءت لتضليل الرأي العام"، داعين إياه إلى "الاعتراف بأنه السبب في ضياع العراق ومجازر بادوش وسبايكر".
وحمَّل القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي جواد البزوني، المالكي مسؤولية ما وصفه بـ"التسبب في ضياع العراق ومجزرتي سبايكر وبادوش فضلاً عن التأجيج الطائفي".
وأكد في بيان ورد إلى " العرب اليوم" أن "معظم تصرفات الفترة السابقة من قبل المالكي كانت بعيدة كل البعد عن الإدارة الحقيقية"، لافتًا إلى أن "الفساد كان مستشريًا داخل مؤسسات الدولة، واستغلال المناصب والاستئثار لجهة معينة في السلطة، وتهميش جميع الأطراف الشيعية قبل السنية، فضلاً عن وجود رغبة من قِبل من يدير البلاد، بالعمل على الفوضى التي يستطيع من خلالها الاستحواذ على كل شيء".
وأوضح أن "تصريحات المالكي الأخيرة تعد هروبًا من المسؤولية، إذ عليه الاعتراف بأنه السبب في ضياع العراق ومجزرة سبايكر وبادوش وغيرها من المجازر التي وقعت في العراق بسبب سوء تسليح الجيش وعدم تشكيله على أساس وطني عقائدي".
بينما أشار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى أن "علاقات التيار مع الأطراف السنية والكردية، تنبع من مبدأ أن كل صديق للعراق هو صديق لنا وشريك ومحترم"، مبينًا أن "الحكومة الحالية مريضة، لكن المشكلة أنها ورثت أخطاء الحكومة السابقة ورئيسها المالكي الذي أوصل العراق إلى ما هو عليه الآن".
وأضاف النائب عن كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري عبدالعزيز الظالمي، في تصريح صحافي اطلع "العرب اليوم" عليه، أن "تصريحات المالكي غير المعقولة إنما جاءت على خلفية الإشارات الكثيرة لأعضاء اللجان التحقيقية، التي عدته الطرف الرئيسي في سقوط الموصل ومجزرة سبايكر".
وتابع أن "ما يتحدث به المالكي الآن لا يعقله أي عراقي، كون ما حصل من فشل في العملية السياسية والفتنة طائفية كان هو السبب الرئيسي بها"، مضيفًا أن "المالكي إذا ما كان يلمح خلال تصريحاته للتيار الصدري، فنحن من دعونا وندعو لتوحيد الصف وقلنا السنة أنفسنا وكنا مع المرجعية في هذا النهج، الذي يحث أبناء البلد على التكاتف ونبذ التطرف، في وقت كان هو ومن معه يعتبرون أبناء المحافظات الغربية ضد الحكومة ويريدون إسقاطها".
ولفت إلى أن "الكل يعرف أن ما حدث من دخول داعش وسقوط الموصل، ما هو إلا مؤامرة من خارج الحدود اشتركت فيها أطراف سياسية، وكانت حكومة المالكي من الأسباب الرئيسية فيها، ونحن نعيش اليوم النتائج السلبية للأخطاء التي ارتكبت بسبب حكومته، وحديثه اليوم جاء بسبب الإشارات الكثيرة والتصريحات والتلميحات لأعضاء اللجان التحقيقية بشأن قضايا سقوط الموصل وسبايكر، التي اعتبرت المالكي وحكومته طرفًا مهمًا في الانتكاسة".
واستطرد: إذا كان المالكي يريد بهذه التصريحات تضليل الرأي العام بأن القتال الحادث إنما هو سني شيعي فهي مغالطة، والشعب العراقي سيحاسبه وأمثاله على سياساتهم الخاطئة التي أزّمت الوضع في العراق.
أرسل تعليقك