بغداد – نجلاء الطائي
وصل جثمان رئيس المؤتمر الوطني العراقي رئيس اللجنة المالية النائب أحمد عبد الهادي الجلبي، اليوم الجمعة، إلى مدينة الكاظمية، لاستكمال مراسم دفنه، بحضور عائلة الجلبي وعدد من المسؤولين.
وكانت الساعات الأخيرة التي قضاها السياسي البارز ورئيس اللجنة المالية في مجلس النواب العراقي أحمد الجلبي، حافلة بالتفاصيل، ولم تخلُ من الإثارة التي اختتمها بوفاته الغامضة، والتي استدعت أن يأمر رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي بتشكيل لجنة تقصٍ للحقائق عن أسباب وفاته وأولها إجراء عملية تشريح لجثته، للحكومة العراقية، طرقها للوصول إلى حقيقة وفاة الجلبي السياسي المخضرم والمثير للجدل قبل وبعد وفاته، وربما سيكون مصير اللجنة التي شكلها العبادي مصير عشرات اللجان التحقيقية التي تم تشكيلها ولم تُعرف نتائج أي منها.
وذكرت مصادر، أنّ الجلبي توجه مساء يوم الأثنين الماضي إلى مقر المجلس الإسلامي الأعلى الذي يتزعمه عمار الحكيم، والتقى بأحد قيادات المجلس لسفر الحكيم إلى أربيل، وبعد لقاء استمر لأكثر من ساعة غادر الجلبي مقر المجلس الأعلى".
وأضافت المصادر؛ أنّ "الجلبي غادر مقر المجلس الأعلى واتجه إلى المنطقة الخضراء، حيث التقى عند الساعة العاشرة من مساء الأثنين في قاسم داود مستشار الأمن الوطني الأسبق في حكومة إياد علاوي، وكان معهم في اللقاء النائب السابق عزة الشابندر"، وتابع أحد المصادر القول؛ إن "الجلبي وعزة الشابندر غادرا منزل قاسم داود بعد جلسة استمرت لأكثر من ساعة، واتجها إلى منزل الشابندر في منطقة الحارثية".
وعن الاحاديث التي دارت بين الجلبي وداود والشابندر، ذكر المصدر، أنّ "الجلبي كان ممتعضًا من حلفائه في المجلس الأعلى، وكان يشكو من تسويفهم لمنحه استحقاقه في رئاسة الوزراء أو حتى منصب نائب رئيس الوزراء".
وواصل أن "الجلبي كان منزعجًا من تصرفات باقر الزبيدي الذي يسعى لإصدار كتاب عن منجزاته يحمل عنوان (الوزير الرئيس) كون الزبيدي تولى أربع وزارات في الحكومات المتعاقبة".
ولفت المصدر إلى أنّ "الجلبي كان يتكلم بمرارة عن تفرد المجلس الأعلى بتوزيع المناصب الوزارية لشخصيات تابعة له ولم يفِ للجلبي بمنحه منصب وزاري"، مردفًا أنّ "الجلبي كان يشعر بخيبة أمل من حلفائه في المجلس الأعلى".
وتابع المصدر، أنّ "الجلبي مكث في بيت الشابندر إلى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ليغادر بعدها إلى منزله في منطقة الكاظمية قرب ساحة عدن والمعروف ببستان الجلبي، وعند وصوله إلى البيت غيّر ملابسه وارتدى ملابس رياضية ومارس بعض التمارين وعندما انتهى منها طلب من سكرتيره أن يوقظه عند التاسعة صباحًا".
وأضاف أن "السكرتير جاء على الموعد المطلوب لإيقاظ الجلبي وطرق الباب المحصّن ولكن الجلبي لم يفتح الباب وبعد محاولات عدة وعدم الرد وصعوبة كسر الباب السميك؛ اضطر مرافقوه إلى خلع الشباك الخلفي لغرفة الجلبي والنزول إلى الغرفة ليجدوا الجلبي ميتًا بملابسه الرياضية على كرسي في غرفته وهاتفه ساقط إلى جانبه".
وزاد المصدر أنّ "المكالمة الأخيرة التي أجراها أو تلقاها الجلبي ستظل غامضة لعدم معرفة المقربين منه الرقم السري لهاتفه الذكي، وأن الشخص الذي كان على الجانب الآخر من الهاتف سيظل مجهولًا خاصة وأن الجلبي قد يكون قد فارق الحياة وهو يحدثه وربما سمع صوت سقوط الهاتف على الأرض إلا أنه لم يعاود الاتصال به أو بمقربين من الجلبي للاستفهام عن نهاية المكالمة بهذا الشكل المريب".
وختم المصدر قوله "ربما قد تسهم معرفة الشخص الذي هاتف الجلبي في الكشف عن أسباب وفاته الغامضة"، وهكذا مات أحمد الجلبي وفي نفسه حلم وحيد لم يتحقق، الحلم الذي انتظره طويلًا ولكن لم ينله ألا وهو منصب رئيس مجلس الوزراء العراقي.
وتخضع جثة زعيم المؤتمر الوطني الراحل أحمد الجلبي إلى فحوصات طبية دقيقة على أيدي أطباء أجانب نهار اليوم الخميس.
أرسل تعليقك