بغداد-نجلاء الطائي
أعلن رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، الجمعة، جاهزية القوات الأمنية للتصدي للمظاهر المسلحة خارج إطار الدولة، مشيرًا إلى أن القوات الأمنية ستتصدى بـ"حزم لحماية أمن المواطنين"، يأتي ذلك في وقت تظاهر الآلاف من أتباع التيار الصدري، قرب بوابة المنطقة الخضراء، وسط بغداد، تلبية لدعوة زعيم التيار مقتدى الصدر، مؤكدين أن حواجز المنطقة والتحصينات الأمنية لن تحول دون اقتحامها في حال دعا الصدر لذلك.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي في بيان ورد لـ"العرب اليوم" نسخة منه، إن "القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وجه الأجهزة الأمنية لحماية المظاهرات السلمية وحرية التعبير"، مؤكدًا جاهزية القوات الأمنية للتصدي لكل المظاهر المسلحة خارج إطار الدولة لمنع الخروقات التي يستغلها التطرف، والقوات الأمنية تتصدى بحزم لحماية أمن المواطنين".
وجدد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الجمعة، دعوته إلى تشكيل حكومة تكنوقراط، وقال الصدر في كلمة متلفزة له مع خروج أتباعه بتظاهرات أمام أبواب المنطقة الخضراء التي تضم أبرز المقار الحكومية والبرلمان والبعثات الدبلوماسية إن دخول المنطقة الخضراء لا نريده أن يكون بداية لنهاية الخير والإصلاح بل لابد أن يكون بداية لنهاية الشر والفساد فإياكم وإرجاع العراق إلى نقطة الصفر، لذا محاولة أخيرة أدعو كل الأطراف السياسية لاسيما البرلمان منها حصر إلى التحاور مع الشعب وممثليه لإزالة هذا الكابوس وأعني حكومة الفساد وفساد الحكومة ولنأتي بحكومة تكنوقراط تُقدم إلى مجلس النواب للتصويت عليها ".
وتابع الصدر: "لسنا طلاب حكم أو سلطة او نفوذ وإنما هي لتخليص العراق من ثلة باتت تتلاعب بمقدرات الشعب وقوته وتتسلط عليهم بلا أي حق، تلك الثلة باتت متخمة وشعبها يصارع الجوع وهي باتت آمنة وشعبها ينزف دمًا بغير حق تلك الثلة تهتم بنفسها وحزبها وقد تناست شعبها المظلوم وهي لا تستحق أن تتربع على عرش العراق وتحكمه، لاسيما وأنها جربت الحكم لمدة طويلة وقد فشلت فشلا ذريعًا في ترميم الوضع برمته سواء الأمني الذي وصل إلى الهاوية أو الخدمي بملفاته الصحية والتعليمية والصناعية والزراعية والمالية وغيرها كثير".
وأكد أنه لابد من إعطاء فرصة إلى أناس أكفاء مستقلين مختصين وأن يتنحى كل الذين أوصلوا العراق إلى الهاوية، ولاسيما الأحزاب، داعيا المتظاهرين بعدم الاعتداء على احد والمحافظة على الأموال الخاصة والعامة "ولا نريد فرهودًا فهذه ليس أخلاقنا"،
وقال الصدر مخاطبًا المتظاهرين: "وقفتكم الاحتجاجية هذه قد حصلت على تعاطف داخلي وخارجي لا مثيل له إلا من شرذمة السراق والمنتفعين إلا إن هذه التعاطف لا يجدي وحده بل على الجميع لم الشمل من أجل انتصار ثورة الإصلاح والمظلوم والشعب دون نقطة دم واحدة إلا إذا اقتضت المصلحة بتقديم دمي لنجاتكم".
ولفت الى "أننا تحولنا لنصلح حكومتنا المتهالكة وحاربنا الفساد وقدمنا كل مسيء لشعبه ودينه للمحاكمة والحساب وفاقد الشيء لا يعطيه ولا ينبغي بحال من الاحوال ان نُزيح فاسد نأتي بآخر فهذا حرام وممنوع وقبيح أكيداً".
وبدء أتباع التيار الصدري، اليوم الجمعة، تظاهراتهم في تقاطع المنطقة الخضراء قرب فندق الرشيد ، وسط بغداد، تلبية لنداء زعيم التيار مقتدى الصدر، بهدف الضغط على الحكومة لتنفيذ المشروع الإصلاحي الذي دعا له، واتسمت التظاهرات بالشكل السلمي وبالتنظيم العالي وتعاون كبير بين الجهات المنظّمة والقوات الأمنية، دون وجود أي تماس بين المتظاهرين والقوات المسؤولة عن حماية المنطقة الخضراء.
وأكدوا أن التحصينات الأمنية والحواجز لن تحول دون اقتحام المنطقة الخضراء من قبل المتظاهرين، في حال دعا الصدر إلى ذلك، وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أصدر، أمس الخميس ست توصيات إلى
متظاهري الجمعة، وكشف عن تلقيه تهديدات بالقتل لمنعه من المشاركة في التظاهرات، وفيما أكد أنه سيصل إلى المتظاهرين رغماً عن تلك التهديدات، دعا إلى أن تكون التظاهرة "غاضبة بصفة سلمية وعدم الدخول إلى "المنطقة الحمراء" (في إشارة إلى المنطقة الخضراء)، خلال هذا الأسبوع، وانتظار انتهاء المهلة.
أرسل تعليقك