سجلت خروقات محدودة الاربعاء لوقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الثلاثاء في اليمن، مع دخول مباحثات السلام بين طرفي النزاع يومها الثاني في سويسرا برعاية الامم المتحدة.
وتبادل الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة، وقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، الاتهامات بخرق الهدنة. رغم ذلك، اكد الطرفان التزامهما بالهدنة التي بدأت ظهر الثلاثاء (0900 تغ).
وتركزت الخروقات في محافظة تعز الاستراتيجية في جنوب غرب اليمن.
وقال مصدر عسكري موال للحكومة ان "المتمردين قصفوا احياء سكنية في تعز، ما ادى الى اصابة عدد من المدنيين" الاربعاء، متهما الحوثيين بانهم "خرقوا الهدنة".
واكد مصدر عسكري آخر ان القوات الموالية ردت على مصادر النيران.
واكدت المصادر ان طائرات التحالف "حلقت فوق هذه القطاعات من دون ان تنفذ ضربات جوية".
الى ذلك، سجلت اشتباكات متقطعة في محافظة مأرب شرق صنعاء.
وبدأ سريان وقف اطلاق النار الثلاثاء تزامنا مع انطلاق المباحثات بين طرفي النزاع الذي اودى بالآلاف خلال اشهر. ومن المقرر ان تستمر الهدنة سبعة ايام، وهي قابلة للتمديد في حال التزام الاطراف المعنيين بها.
وشهد بعد ظهر الثلاثاء خروقات اوسع، اذ قتل 17 مقاتلا مواليا للحكومة في مأرب، وسبعة مدنيين في تعز، بحسب مصادر عسكرية وطبية.
ونقلت وكالة الانباء السعودية فجر الاربعاء عن المتحدث باسم التحالف العميد الركن احمد عسيري ان "الاختراقات للهدنة بدأت من جانب المليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح منذ الساعات الأولى".
واكد ان التحالف رصد "هذا النوع من الاختراقات وتم الرد عليها"، مشيرا الى اعداد تقرير للامم المتحدة والدول المعنية بالمباحثات. وشدد على ان قيادة التحالف تعي "بأن هذه المرحلة مهمة وخطيرة لإيجاد حل سلمي، ولكن لديها التزام عسكري بأنه إذا حدث خروقات فسيتم الرد عليها".
واشارت وكالة "سبأ" التابعة للحوثيين الى "تصعيد" من دول "العدوان"، في اشارة الى التحالف، مؤكدة ان المتمردين "ما زالوا ملتزمين" بالهدنة.
- قتيل سعودي وتبادل محتمل للاسرى -
واكد عسيري ان الخروقات لم تقتصر على معارك او قصف في الداخل اليمني، بل شملت ايضا "الحدود السعودية" حيث سجلت منذ بدء عمليات التحالف في اليمن في آذار/مارس، عمليات اطلاق قذائف وتبادل للنار.
واليوم، اعلن التحالف "استشهاد وكيل الرقيب أحمد المبطي (...) أثناء أدائه واجب الدفاع عن حدود المملكة من المتمردين المعتدين، على الحد الجنوبي بقطاع نجران"، من دون تحديد ظروف ذلك.
وفي ما يبدو انها خطوة تدخل ضمن جهود التهدئة، اعلنت مصادر قبلية وعسكرية عن تبادل محتمل لمئات الاسرى بين طرفي النزاع الاربعاء.
وتحدث الشيخ مختار الرباش، عضو لجنة شؤون الاسرى التابعة لـ "المقاومة الشعبية في مدينة عدن الجنوبية، عن وجود "اتفاق على تبادل 375 اسيرا حوثيا و285 اسيرا من المقاومة الشعبية".
واوضح ان الاتفاق تم التوصل اليه "بعد وساطة من القبائل والمقاومة الشعبية"، وانه من المقرر تنفيذه "قبل نهاية اليوم في جبل العر"، في اشارة الى المنطقة الواقعة بين محافظة الضالع التي تسيطر عليها القوات الموالية للحكومة، ومحافظة البيضاء التي يسيطر عليها الحوثيون.
و"المقاومة الشعبية" مزيج من تشكيلات مختلفة بينها عسكريون قدامى ومسلحون قبليون وآخرون ذات توجه اسلامي، تقاتل بجانب قوات هادي.
واكد الرباش ان قافلة تنقل الاسرى الحوثيين انطلقت من عدن الواقعة تحت سيطرة القوات الموالية المدعومة من التحالف، باتجاه المكان المحدد للتبادل، وان قافلة مماثلة تنقل الاسرى الآخرين، يفترض ان تصل من صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم منذ اكثر من عام.
واكدت مصادر عسكرية مقربة من الحكومة اليمنية لفرانس برس، انه من المقرر ان تتم اليوم عملية تبادل لمئات الاسرى.
وفي حال اتمام التبادل، سيكون ذلك من المرات النادرة التي تجري فيها عمليات مماثلة بين طرفي النزاع، منذ بدء التحالف العربي غاراته الجوية الداعمة لقوات الرئيس هادي في آذار/مارس الماضي.
وادى النزاع منذ آذار/مارس الى مقتل قرابة ستة آلاف شخص، يشكل المدنيون نحو نصفهم، وجرح زهاء 28 الفا، بحسب ارقام الامم المتحدة.
ويرى دبلوماسي غربي فضل عدم كشف اسمه ان السعودية باتت تميل الى التوصل لحل سياسي للنزاع اليمني لتفادي تنامي اضافي في نفوذ الجهاديين الذين افادوا من الفوضى في البلاد لتعزيز حضورهم في جنوب البلاد، وايضا لضمان عدم تحول الحوثيين الى ما "حزب الله ثان"، في اشارة الى الحزب اللبناني الشيعي المدعوم من ايران.
وفي سويسرا، تدور المفاوضات بين الاطراف اليمنيين بعيدا من الاعلام في مكان ابقي سريا. وقالت الاذاعة السويسرية انها بدأت في فندق في ماكولان شمال بيين في منطقة برن.
وبحسب المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد، تهدف المباحثات للتوصل الى "وقف دائم وشامل لاطلاق النار، وتحسين الوضع الانساني والعودة الى انتقال سياسي سلمي ومنظم".
ا ف ب
أرسل تعليقك