رام الله- منى قنديل
اقتحم المئات من المستوطنين اليهود المتطرفين، الجمعة، قبر يوسف في مدينة نابلس (شمالي الضفة الغربية)، بحجة أداء الصلاة فيه، تحت حراسة قوة كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي فرض إغلاقًا تامًا على الأحياء الشرقية من المدينة ومخيم بلاطة المجاور.
وأفاد شهود عيان بأن "المستوطنين وصلوا إلى قبر يوسف بواسطة حافلات تحرسها قوات من جيش الاحتلال، وشرعوا في إقامة طقوس دينية واحتفالات صاخبة حتى ساعات الصباح".
ووقعت في محيط القبر اشتباكات، هي الأعنف منذ شهور، بين شبان وقوة الحماية الإسرائيلية، حيث رشق الشبان القوة الإسرائيلية بالحجارة، فيما أطلق جنود الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة في كل ناحية.
وامتدت دائرة المواجهات لتشمل مخيم "بلاطة"، حيث اقتحمت قوات الاحتلال مركز المخيم، تحت وابل كثيف من إطلاق الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، متسببين في إصابة عشرات المواطنين، بينهم أطفال، بحالات اختناق نتيجة تسرب الغاز إلى داخل منازلهم.
وذكرت مصادر محلية، أن "عدة زجاجات حارقة ألقيت تجاه القوة الإسرائيلية داخل مخيم "بلاطة"، مما استدعى إلى إرسال سيارة للإسعاف عسكرية إسرائيلية إلى وسط المخيم، الأمر الذي يرجح فرضية وقوع إصابات بين جنود الاحتلال".
و ما زال مقام يوسف بؤرة توتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ الاحتلال الإسرائيلي لنابلس عام 1967، وقبل تلك الفترة كان المقام مسجدًا. ويؤكد الفلسطينيون أنه "يضم قبر شيخ صالح من بلدة بلاطة (شرقي مدينة نابلس) اسمه يوسف دويكات، والمقام أثر إسلامي مسجل لدى دائرة الأوقاف الإسلامية".
وأعاد الجيش الإسرائيلي السيطرة على مقام يوسف مع إعادة احتلال المدينة في العام 2002، ولكنه أعيد للسيطرة الفلسطينية شرط أن يتم السماح للإسرائيليين بزيارته وإقامة الطقوس الدينية في أي وقت يشاؤون.
و في سياق متصل، داهم قرابة 200 مستوطن، صباح الجمعة، قرية الكرمل (جنوب شرق يطا في الخليل)، في وقت بدأ المستوطنون تجريف أراض في خربة سوسيا.
وأفاد منسق لجان مقاومة الجدار والاستيطان جنوب الخليل راتب الجبور بأنّ "المستوطنين اقتحموا الخربة سيرًا على الأقدام ويحرسهم أكثر من 50 جندي"، مضيفًا إلى "أنّهم دخلوا وسط الخربة وهم يرددون شعارات استفزازية للمواطنين، فيما جرى منع المواطنين من الخروج من منازلهم".
وأقدمت مجموعة من مستوطني مستوطنة سوسيا، بتجريف أراض لعائلة فلسطينية (جنوب شرق مدينة يطا)، وهم يقومون بنقل التربة الحمراء إلى داخل المستوطنة المذكورة للاستفادة منها في الزراعة.
أرسل تعليقك