أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، السبت، عن اصداره أمرًا بإيقاف متهمين بـ"التجاوز" على مواطنين خلال العمليات العسكرية في الفلوجة، وأشار إلى أن تلك التجاوزات "ليست منهجية".
وأوضح العبادي، أن "هناك أخطاء وأنا اعترف، ولدينا مقاتلون شاركوا في معارك الفلوجة ليسوا على نمط واحد"، لافتًا إلى "أننا لا نقبل بأي تجاوز وأكدنا على الجهات الأمنية أن تراعي حقوق الإنسان وتحترم كرامتهم". وكان تحالف القوى العراقية حذر من استمرار ما اسماها "الانتهاكات" ضد أبناء الفلوجة، فيما أشار إلى أن ما يجري في المدينة يمثل اختبارًا وطنيًا حقيقيًا يحدد مصير المعارك المقبلة لاسيما معركة الموصل.
وتؤكد السلطات المحلية في الأنبار أنها "مسيطرة" على عدد العوائل التي خرجت من أطراف الفلوجة، لكنها تخشى من موجة نزوح كبيرة في حال اقتربت القوات المشتركة من مركز المدينة. وأضافت الجهات المحلية عدم تسجيل أي حالة نزوح من مركز الفلوجة، في وقت وصل نحو 10 آلاف مدني مؤخرًا إلى مناطق يسطير عليها الجيش العراقي، نازحين من الصقلاوية والمناطق الواقعة على أطراف الفلوجة. ويتم عزل الرجال النازحين بعد الوصول إلى مناطق سيطرة القوات الأمنية، إلى القواعد العسكرية للتحقيق معهم، فيما تذهب النساء إلى مخيمات النازحين.
وأبدى حكمت سليمان، المستشار في محافظة الأنبار "جهل المحافظة مصير نحو 73 شخصًا خرجوا من أطراف الفلوجة في اتجاه الكرمة". وكشف السليمان، أن محافظة الأنبار سلمت إلى الحكومة في بغداد أسماء المفقودين، حيث لانعلم مَن الجهة التي احتجزتهم أو التي تقوم بالتحقيق معهم". ويؤكد راجع العيساوي، رئيس اللجنة الأمنية في مجلس الأنبار، أن حي الشهداء ومنطقة جبيل اصبحا بحكم المسيطر عليهما، لانهما تحت مرمى نيران القوات العراقية".
في هذه الاثناء تواصل القوات المشتركة عملية تطهير باقي المحاور المحطية في الفلوجة. ويعزو غسان العيثاوي، أحد القادة العشائريين في الأنبار، تكرار الهجوم من المحور الجنوبي للفلوجة، إلى جاهزية هذا القاطع قبل انطلاق عملية التحرير. وأوضح العيثاوي، أن "المناطق التي تقدمت فيها القوات في اتجاه حي الشهداء، كانت حررت قبل بدء العمليات، ولم يتبق منها سوى النعيمية التي تحررت قبل أيام".
ولفت القيادي العشائري إلى أن التقدم حذر جدا، بسبب كثافة العبوات والانتحاريين، والحرص على سلامة المدنيين". ولا يستبعد العيثاوي أن تكون هناك "مفاجآت" في المحاور الأخرى، التي تشهد تقدما متزامنًا للقوات المشتركة. وكشفت إدارة الصقلاوية، الأحد، عن العثور على مقبرة جماعية تضم جثامين 400 ضحية من المدنيين والشرطة الذين أعدمهم "داعش" رميًا بالرصاص، وذلك وسط الناحية، شمالي الفلوجة.
وقال مدير الناحية، جاسم المحمدي، إن "القوات الأمنية عثرت خلال تفتيش وتمشيط مناطق الصقلاوية،"16 كم شمالي الفلوجة"، على مقبرة جماعية في حي الشهداء، وسط الناحية، تضم رفاة 400 من المدنيين ومنتسبي الشرطة، تم قتلهم من قبل تنظيم داعش خلال الأشهر الماضية".
وأضاف المحمدي، أن "القوات الأمنية وجدت آثار إطلاقات نارية على جثث الضحايا مما يدل على إعدامهم من قبل داعش رميًا بالرصاص". وأبدى أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، خلال استقباله اليوم وزير الدفاع خالد العبيدي استعداد بلاده لتقديم الدعم المطلوب لعمليات التحرير في العراق.
وذكر بيان لوزارة الدفاع ، أن أمير الكويت "استقبل اليوم الأحــد وزير الدفاع خالد العبيدي الذي وصل الكويت مبعوثًا لرئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، وجرى خلال اللقاء الذي حضره وزير الدفاع في الكويت التأكيد على طبيعة علاقات الأخوة المتينة التي تربط البلدين الشقيقين وسبل تطويرها وبما يخدم المصالح المشتركة لكليهما، ويعزز فرص الأمن وقواعد الاستقرار في المنطقة عمومًا".
وقدم وزير الدفاع لأمير الكويت بحسب البيان "شرحًا مفصلًا عن طبيعة العمليات العسكرية الراهنة التي تخوضها القوات العراقية في مدينة الفلوجة،" مؤكدًا أنها" جاءت لتحرير أهالي المدينة من العناصر المتطرفة وأن القوات تبذل ما بوسعها لتوفير ممرات آمنة للمدنين". وأكد وزير الدفاع أن "حملات التشويه والإثارة التي ينحى إليها الإعلام المغرض وأصحاب الأجندات المريضة عارية عن الصحة تماما وتجافي حقيقة هدف العمليات ومسارها".
والتقى رئيس ائتلاف الوطنية اياد علاوي، في مكتبه في بغداد، السفير الاسترالي لدى العراق كرستوفر لانك مان. وذكر بيان صادر عن مكتب علاوي أن الجانبين بحثا الأوضاع الحالية في العراق والمنطقة وفي مقدمتها الحرب ضد الجماعات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم "داعش" . وأكد علاوي على ضرورة إيلاء الشق السياسي في المعركة ضد داعش الأهمية البالغة بموازاة المعارك العسكرية التي يخوضها العراق والتحالف الدولي ومن ضمنه دولة استراليا الصديقة ضد المجاميع المتطرفة، مشددًا على أولوية العمل على ايجاد الحلول الناجعة للازمة السياسية التي تمر بها البلاد. وعبر لانك مان عن قلق بلاده من تداعيات الوضع الانساني في المعارك الحالية ضد داعش والمخاوف من مرحلة ما بعد طرد التنظيم، لافتًا إلى ضرورة دعم النازحين والمحاصرين.
ورحب كيان أبناء النهرين المسيحي، بقرار الكونغرس الأميركي الأولي الرامي إلى تسليح القوى العسكرية للفصائل المسيحية. وجاء في بيان عن الاجتماع الدوري الاعتيادي لقيادة كيان أبناء النهرين الذي عقد في دهوك لمناقشة جملة من المحاور والمواضيع وعلى مختلف الأصعدة. ورحب الاجتماع بقرار الكونغرس الأميركي الأولي الرامي إلى تسليح قوى المسيحية العسكرية، معربًا عن الأمل أن يتم التعامل مع هذا الموضوع كمنظومة عسكرية موحدة واحدة لقواها لا مبعثرة كما هو الحال الآن، وذلك لتحقيق المزيد من التلاحم والتأثير الجدي والمباشر على الأرض عند انطلاق العمليات العسكرية لتحرير مناطق سهل نينوى ومسك الأرض والملف الأمني بعد تحريرها.
أرسل تعليقك