دمشق - العرب اليوم
نفى القيادي في جيش سورية الجديدة, مزاحم السلوم ما أوردته صحيفة "الواشنطن بوست" عن تخلي طائرات التحالف الدولي عن قواته خلال الهجوم على مواقع لتنظيم داعش في مدينة "البوكمال" يوم 28 حزيران/يونيو, وأوضح أن تقرير الصحيفة الأميركية مأخوذ عن تصريحات نقيب في الجيش الأميركي وليس مسؤول في واشنطن, مضيفًا أن الصحيفة تواصلت معه قبل نشر التقرير ولكنها لم تأخذ المعلومات التي قدمها وحتى أنها لم تشر الى أنه نفى تخلي الطائرات عن الهجوم أو أن الهجوم لم يكن هدفه السيطرة على مدينة "البوكمال ", وأشار إلى أنه كان من المفروض أن تتقدم قوات عراقية من ناحية الأنبار لمؤازرة الهجوم إلَّا أن ذلك لم يتم .
لفت السلوم لدور فصيل "شهداء احمد العبدو" في حماية انسحاب عناصر جيش سورية الجديد خلال العملية المذكورة, فيما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن المقاتلات الأميركية تخلت عن دعم مقاتلين مدعومين من الولايات المتحدة خلال هجومهم على مواقع لتنظيم "داعش " في منطقة البوكمال في سورية، من أجل ضرب هدف أكثر إغراء في العراق، ما أدى إلى استعادة التنظيم لزمام المعركة في دير الزور وصد الهجوم بنجاح، وإيقاع خسائر في صفوف القوات التي هاجمته من "جيش سورية الجديد", وحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين أميركيين، فإن "سحب الدعم الجوي" تم في لحظة حرجة، وساهم في فشل هجوم حلفائها في سورية على مواقع التنظيم.
وقال المسؤولون إن الطائرات المخصصة لتوفير غطاء للهجوم، الذي انطلق في 28 يوينو/حزيران للاستيلاء على منطقة البوكمال في الشمال الشرقي من سورية، تلقّت أوامر في منتصف العملية، لمغادرة المنطقة وتعديل الخطة من المهاجمة في سورية إلى ضرب اهداف في الفلوجة, حيث كان الهدف من تعديل الخطة نحو الفلوجة، ضرب رتل كبير من مقاتلي تنظيم "داعش "، الذين حاولوا الفرار عبر الصحراء، بعدما استعاد الجيش العراقي مدينة الفلوجة منهم. وحسب المتحدث باسم الجيش الأميركي كريس غارفر، فإن هذا الأمر أدى إلى إصدار قرار من القادة العسكريين الأميركيين بأن القافلة تمثل "الهدف الاستراتيجي" الأهم حالياً, فيما تم تدمير القافلة من قبل الطائرات الأميركية والبريطانية، التي اشتركت في توجيه الضربات مع طائرات من القوة الجوية العراقية أيضا.
ووجهت المقاتلات العراقية الضربات إلى الرتل قبل أن تصل القوات الجوية الأميركية, وأدت الغارات إلى قتل المئات من مقاتلي تنظيم "داعش"، فضلاً عن تدمير العشرات من سياراتهم، في واحد من أكثر الهجمات المذهلة، التي تحققت ضد المسلحين في الحرب المستمرة منذ عامين تقريباً ضدهم، على حد وصف الصحيفة.
وعلى الجانب السوري لم تكن المعركة جيدة. وفي موازاة الانتصارات في العراق، كان مقاتلو "جيش سورية الجديد" الذين تلقوا تدريبات من قبل وزارة الدفاع الأميركية، يعانون من تراجع في البوكمال، حيث تمكّن مقاتلو "داعش" من صدهم إلى قاعدتهم في الصحراء عند معبر التنف الحدودي بين سورية والعراق.
يُذكر أنَّ فشل العملية ضربة كبيرة لاستراتيجية وزارة الدفاع الأميركية في السعي إلى بناء قوة عربية سورية تقاتل تنظيم "داعش", وخلّف الأمر الكثير من التساؤلات عما إذا كان الجيش الأميركي وحلفاؤه قد رتّبوا ما يكفي من الموارد للحرب ضد "تنظيم داعش "، التي تدور رحاها حالياً على جبهات متعددة، عبر رقعة واسعة من الأراضي في سورية والعراق.
أرسل تعليقك