دعا رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، اليوم الأحد، قيادة العمليات المشتركة باتخاذ الإجراءات العسكرية اللازمة للسيطرة على الأوضاع في قضاء الطوز، فيما دعا الى "نزع فتيل الأزمة" وتركيز الجهود ضد تنظيم "داعش".
وذكر بيان لمكتب رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، ورد لـ"العرب اليوم" نسخة منه، ان "رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي وجه قيادة العمليات المشتركة باتخاذ جميع الإجراءات العسكرية اللازمة للسيطرة على الموقف في طوز خورماتو وإيقاف تداعيات الأحداث المؤسفة التي أدت الى وقوع عدد من الضحايا"، مضيفًا أنه "تم الاتصال بجميع القيادات لنزع فتيل الأزمة وتركيز الجهود ضد العدو المتطرف المشترك المتمثل بتنظيم داعش ".
وكشف الأمين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور، عن جهود لاحتواء ازمة المعارك بين القوات الكردية والحشد الشعبي في قضاء طوزخورماتو، وشهد قضاء طوزخورماتو في محافظة صلاح الدين اشتباكات مسلحة بين مقاتلين من قوات البيشمركة وآخرين تابعين للحشد الشعبي، أسفرت عن سقوط ضحايا،واختلفت الروايات من مسؤولي الطرفين باصل الخلاف، وهذه ليست المرة الأولى التي تحصل فيها أحداث في طوز خورماتو وهي منطقة متنازع عليها بين بغداد وأربيل وفيها تنوع سكاني ديني وقومي، وقال الأمين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور للصحفيين، "هناك جهود مشتركة قائمة لتهدئة الأوضاع في قضاء خورماتو".
وكشف مسؤول، في وقت سابق عن تدخل قائد الحشد الشعبي هادي العامري والاتصال مع مسؤولي قوات البيشمركة لاحتواء ازمة المعارك في طوزخورماتو، وحمّل ياور "عناصر من الحشد الشعبي غير منضبطة بوقوع الاشتباكات"، وكان ضابط في البيشمركة قال : ان اصل الاشتباك وقع بعد ان القى عناصر تابعة للحشد التركماني قنبلة يدوية على منزل مسؤول بالبيشمركة في طوزخورماتو، واضاف، ان القوات الكردية حاولت احتواء الموضوع، إلا ان رصاصة قناص من قوات الحشد الشعبي قتل على اثرها ضابط في البيشمركة فجرت الازمة.
وفي هذه الاثناء، ذكر مصدر مطلع لـ"العرب اليوم" ان "العامري وصل برفقة المشرف على لواء 16 للحشد التركماني الى احدى مقرات البيشمركة وعقد فور وصوله اجتماعا مع محافظ كركرك ومسؤول تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني ببالمحافظة ورئيس مجلس صلاح الدين وقائد شرطتها وقيادات من البيشمركة والحشد الشعبي لبحث تداعيات أزمة الطوز وسبل اخماد الاشتباكات وإعادة الاستقرار"، واشار الى ان "الاجتماع تم بمقر البيشمركة شمال الطوز، وهو مازال منعقدا".
وطالب عضو هيئة رئاسة مجلس النواب الشيخ همام حمودي رئيس الوزراء بالتدخل الفوري لفرض الأمن ، وسيادة القانون ، وحماية المواطنين العزل ، والأبرياء في منطقة طوز خورماتو ، ومحاسبة كل من يثبت تورطه بالأحداث الأخيرة .
ودعا عضو هيئة رئاسة مجلس النواب همام حمودي خلال بيان صحفي ورد لـ"العرب اليوم" نسخة منه اليوم الاحد ، ان " جميع الاطراف لوأد الفتنة التي يريدها اعداء البلد " ، مؤكدا أن " ما يحدث من حوادث قتل ونزاعات يخدم بالدرجة الأساس مصالح داعش" ، لافتاً الى "اهمية الإنتباه الى ذلك ، وضبط النفس ، واحتواء الفتنة بالسرعة الممكنة" .
ياتي ذلك فيما دعا محافظ كركوك نجم الدين كريم، اليوم الأحد، إلى وضع "حل نهائي" لمشكلة قضاء طوزخورماتو، وكشف عن عزمه التوجه إلى القضاء للقاء جميع الأطراف، فيما أبدى أسفه لسقوط قتلى وجرحى يجمعهم "عدو مشترك"، واتهمت الجبهة التركمانية "جماعات مسلحة قادمة "من خارج الحدود بإثارة المشاكل" بين أهالي طوزخورماتو.
ودعت الجبهة في بيان لها، جميع الأطراف إلى الاحتكام لـ"صوت العقل" وتجنيب المدنيين آثار النزاع المسلح، فيما عدت أن "الأحداث المؤلمة بحق التركمان في طوزخورماتو أخذت منحى خطيراً، ولا يمكن السكوت عنها"،و دعا رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب حاكم الزاملي ، كل الأطراف في قضاء طوزخورماتو إلى "التحلي بالحكمة" وتهدئة الوضع.
وهدد الزاملي ، بمحاسبة كل من "أزم الوضع" الأمني وتسبب بـ"قتل الأبرياء"، وقال رئيس كتلة بدر النيابية وعضو لجنة الامن والدفاع قاسم الاعرجي ، ان الاشتباكات الداخلية "اخطر" من داعش والتدخلات الخارجية "لانها تنبع من ابناء الوطن الواحد وتضعف عموم العراقيين".
وشدد رئيس كتلة بدر على ضرورة الاسراع بالتهدئة ووضع كافة الخطط الكفيلة بمنع مثل هذه الاشتباكات، ولفت الى ان "الجميع خاسر عند حدوث الفتنة الداخلية والرابح الوحيد هو داعش"
يشار الى ان 13 شخصًا سقطوا بين قتيل وجريح باشتباكات بين عناصر الحشد الشعبي وقوات البيشمركة في قضاء الطوز، شرق تكريت، شمال بغداد، وفيما أكد قطع طريق بغداد - كركوك بشكل كامل، والطوز قضاء يقطنه تركمان وعرب وكرد، يشهد أعمال عنف وتفجير مستمرة منذ سنة 2003 وتعرضت مناطقه الجنوبية والغربية لسيطرة "داعش"، إلا أن البيشمركة والحشد الشعبي أعادوا تحريرها، لكن التوتر ظل قائماً بينهما، كما لم يعد النازحون للمناطق المحررة من الطوز.
أرسل تعليقك