دعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء الى اعتماد دستور جديد بعد فوز حزبه الساحق في الانتخابات التشريعية التي جرت الاحد وذلك لتعزيز سلطاته الرئاسية كما توعد بعدم "المهادنة" في مواجهة المتمردين الاكراد.
واردوغان الذي يهيمن على الساحة السياسية التركية منذ اكثر من عقد، يسعى منذ فترة لتعديل الدستور المعد من قبل الجيش، من اجل توسيع صلاحيات الرئاسة.
وقال اردوغان في خطاب متلفز في انقرة "حل مسالة اعتماد دستور جديد كان احد اهم رسائل انتخابات 1 تشرين الثاني/نوفمبر".
وفي وقت سابق الاربعاء اعلن الناطق باسمه ابراهيم كالين ان تركيا تنظر في امكانية تنظيم استفتاء للانتقال من النظام البرلماني الى النظام الرئاسي.
وقال لصحافيين في انقرة "هذه مسالة يمكن ان تحسم بعد اخذ رأي الشعب (...) واذا كانت الالية للقيام بذلك هي استفتاء، فسيتم تنظيم استفتاء".
وشدد على ان التغييرات المزمعة ليست فقط لفائدة اردوغان قائلا "انه قائد قوي دستوريا اساسا وقد دخل التاريخ. ليس لديه توقعات على الصعيد الشخصي".
لكن المعارضة تتخوف من ان ذلك سيعزز سلطات اردوغان الذي تتهمه اساسا بالنزعة السلطوية.
ودعا اردوغان كل الاطراف السياسية الى العمل على دستور مدني جديد يحل محل دستور العام 1980 الذي اعده الجيش بعد انقلاب.
وقال "آمل في ان يجلسوا الى الطاولة ويقوموا بحل هذه المسالة" مضيفا انه بحث هذا الامر مع رئيس الوزراء احمد داود اوغلو الثلاثاء.
- الحملة ضد المتمردين الاكراد-
من جانب اخر، توعد الرئيس التركي بعدم "المهادنة" في الحملة ضد متمردي حزب العمال الكردستاني وذلك بعد ثلاثة ايام على فوز حزبه في الانتخابات التشريعية.
وقال اردوغان في خطاب القاه امام عدد من المسؤولين "لن يكون هناك مهادنة (...) العمليات ستتواصل بشكل حازم ضد المنظمة الارهابية في داخل وخارج تركيا".
قامت طائرات حربية تركية بقصف قواعد لحزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا وشمال العراق الاثنين والثلاثاء.
وذكرت هيئة اركان الجيش في بيان نشر على موقعها الالكتروني "ان الضربات الجوية دمرت ستة عشر هدفا" في منطقة دغليجا (جنوب شرق) وفي جبال شمال العراق.
واعلن الجيش مقتل جنديين تركيين في اشتباكات مع المتمردين الاربعاء.
ونفذت الطائرات الحربية التركية ضربات مماثلة الاثنين غداة الفوز الكاسح الذي حققه حزب الرئيس الاسلامي المحافظ اردوغان في الانتخابات التشريعية ليستعيد بذلك الغالبية المطلقة في البرلمان التي خسرها قبل خمسة اشهر.
وقتل اربعة مسلحين ايضا في اشتباكات وقعت هذا الاسبوع مع قوات الامن التركية في جنوب شرق البلاد حيث غالبية السكان من الاكراد.
وقال اردوغان "سنواصل القتال الى ان تلقي المنظمة الارهابية السلاح ويستسلم عناصرها وتغادر البلاد".
وطلب ايضا من مواطنيه ان لا يقلقوا ازاء المستقبل قائلا "غدا يوم افضل".
في موازاة ذلك واصلت الشرطة التركية الاربعاء حملتها ضد اوساط الجهاديين واوقفت تسعة اشخاص يشتبه في انتمائهم الى تنظيم الدولة الاسلامية وتحضيرهم لاعتداءات في انقرة واسطنبول ضد حزب سياسي وصحيفة معارضة.
واوقفت الشرطة اثنين من المشتبه بهم بعد حملة مطاردة في غازي عنتاب (جنوب). واوضحت دوغان ان المعلومات التي تم الحصول عليها خلال استجوابهم اتاحت لاحقا توقيف سبعة اخرين من شركائهم المفترضين.
وبحسب مكتب محافظ غازي عنتاب فان هؤلاء الجهاديين كانوا يحضرون لتنفيذ هجوم انتحاري ضد مكاتب حزب سياسي لم يحدد في اسطنبول وهجمات ضد مقر صحيفة جمهورييت المعارضة في انقرة ومكاتبها في اسطنبول.
واوضح بيان صادر عن مكتب المحافظ ان "اعضاء التنظيم الارهابي داعش تلقوا تعليمات من قادتهم في سوريا" لشن هذه الهجمات.
وكثفت قوات الامن التركية التوقيفات في اوساط الجهاديين في تركيا منذ الهجوم الانتحاري الذي اوقع 102 قتلى واكثر من 500 جريح في انقرة في 10 تشرين الاول/اكتوبر الماضي.
وبحسب مدعي انقرة فان هذا الهجوم الاكثر دموية في تاريخ تركيا، دبرته قيادة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.
ا ف ب
أرسل تعليقك