أدى القرب الجغرافي والسمات العرقية الى تكهنات مضللة بشأن ضلوع الصين في النزاع الجاري بشمال ميانمار القريب من الحدود بين البلدين.
وتلك الادعاءات والاتهامات واهنة , لأنها تخالف المبدأ الاساسي للسياسة الخارجية الصينية وتضر مصالحها الوطنية.
وقبل كل شىء , فإن الصين تدعم مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى فضلا عن التدخل العسكري . واحترمت الصين دائما سيادة ميانمار ووحدة أراضيها.
وحتى اذا كان هناك بعض الصينيين المشاركين في النزاع, فسيعتبر الامر تصرفا فرديا تعارضه الحكومة الصينية بشدة.
وكما قالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشون يينغ, فإن بكين لن تسمح لأية منظمة أو فرد باستخدام الأراضي الصينية لتقويض العلاقات مع ميانمار أو الهدوء على الحدود.
وفي الوقت ذاته, لن يكون من المعقول بالنسبة للصين أن تؤجج نيران العنف في جارة بهذا القرب قد تصل لأراضيها في النهاية.
وقد فر عدد كبير من لاجئي ميانمار بالفعل الى مقاطعة يوننان في جنوب غرب الصين. ولأن العنف مستمرا, فسيستمر تدفقهم وسيفرض تحديا اكثر خطورة على امن واستقرار المنطقة الحدودية.
ولذلك فإن اي تصعيد للنزاع في شمال ميانمار لن يجلب سوى المشكلات للصين التي لدبها صداقة تقليدية عميقة مع ميانمار كما انها ملتزمة بتعزيز علاقات جوار سلمية ومزدهرة.
إن بكين لديها مصلحة كبيرة فى علاقاتها مع ميانمار وانه لاشىء يلائم مصالح الصين غير ميانمار السلمية والمستقرة.
وبناء على هذا جاءت دعوة بكين لحل مبكر للنزاع في كوكانج وتعهدها بمواصلة القيام بدور بناء في تعزيز عملية السلام في ميانمار.
ومن الجدير بالذكر ايضا ان تقديم الصين المساعدات الغذائية والطبية للاجئي ميانمار هو عمل مبعثه الروح الانسانية الخالصة التى أبدتها في اجزاء عدة من العالم ولا ينبغي تفسيره على نحو خاطيء كشكل من اشكال الدعم لأي من أطراف النزاع.
وإذ تنظر الصين لاستقرار الجوار كأولوية لسياستها الخارجية, فإنها ملتزمة بمشاركة فرص النمو وتحقيق التنمية المشتركة مع جيرانها ولا سيما ميانمار.
وان ميانمار التى تعد من بين الدول الاقل تقدما في جنوب شرق آسيا, شهدت قفزة في تنميتها وتقدمها الاجتماعى خلال السنوات الأخيرة ويعود ذلك بنسبة كبيرة الى يد العون التي قدمتها الصين.
وخلال زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ لميانمار في نوفمبر, اتفق البلدان على تعميق التعاون متبادل النفع في طائفة عريضة من المجالات مثل الترابط بينهما وتقليل الفقر.
وبالاضافة لذلك, جلبت جهود الصين التي دامت عقودا طويلة لتعزيز التعاون المربح للجانبين مع الاعضاء في رابطة دول جنوب شرق اسيا (آسيان) ومنطقة نهر ميكونج الفرعية الكبرى, وميانمار عضو في كليهما, فرصا تنموية عديدة للمنطقة باسرها.
وهذه هى المشاركة الحقيقية للصين مع ميانمار.
شينخوا
أرسل تعليقك