اعلنت الحكومة الافغانية الاربعاء انها تحقق في معلومات تفيد عن وفاة الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان الفار منذ نهاية 2001 ومصيره مجهولا منذ سنوات.
ولم يؤكد المتمردون رسميا وفاة الملا عمر الذي لم يظهر منذ الغزو الاميركي لافغانستان في 2001. وقد تحدثت شائعات في الماضي مرارا عن اصابته بالمرض وحتى عن وفاته.
وصدر الاعلان على لسان المتحدث باسم الرئاسة سيد ظفر الهاشمي بعدما تحدثت عدة مصادر لم تكشف هويتها في الحكومة والمتمردين لوسائل اعلام بينها وكالة فرانس برس عن وفاة زعيم حركة طالبان.
وقال مسؤول في الحكومة الافغانية لفرانس برس "يمكننا ان نؤكد ان الملا عمر توفي قبل سنتين بسبب اصابته بمرض". واضاف هذا المسؤول الكبير نقلا عن مصادر في الاستخبارات الافغانية "لقد دفن في زابل" جنوب افغانستان.
وقال مسؤول في طالبان لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه "بناء على معلوماتي، فهو توفي" مشيرا الى انه لا يملك تفاصيل دقيقة حول اسباب الوفاة وتاريخها.
وقال الهاشمي في مؤتمر صحافي في كابول "قرأنا معلومات في وسائل الاعلام تتحدث عن وفاة الملا عمر". واضاف "نحقق في هذه المعلومات (...) وسنعلق عليها بعد التثبت من صحتها".
وفي حال تأكدت وفاة زعيم طالبان، فانها ستشكل ضربة كبيرة للحركة المتمردة منذ حوالى 14 سنة وتهددها انقسامات كبيرة وصعود تنظيم الدولة الاسلامية في جنوب آسيا.
وفي نيسان/ابريل، نشرت حركة طالبان سيرة للقائد الاعلى للحركة في خطوة مفاجئة تهدف على ما يبدو الى الحد من تأثير تنظيم الدولة الاسلامية في صفوفها.
وتصف هذه السيرة التي نشرت على الموقع الالكتروني للحركة بمناسبة مرور 19 عاما على توليه قيادتها، الملا عمر بانه مشارك فعليا في "النشاطات الجهادية" ربما في محاولة لنفي الشائعات عن وفاته.
وتتحدث شائعات منذ اشهر عن وفاة القائد الاعلى لحركة طالبان التي حكمت افغانستان من 1996 الى 2001 وذلك بسبب الغياب الكامل للرسائل المصورة او الصوتية الصادرة عنه. والتزمت حركة طالبان في رسائلها الرسمية الصمت التام بشأن مصيره.
وياتي الاعلان عن التحقيق في المعلومات عن وفاة الملا عمر بعد بضعة اسابيع على اول اتصال رسمي جرى بين المتمردين وحكومة كابول بغية التمهيد لمفاوضات سلام، من غير ان يؤدي ذلك الى وقف النزاع على الارض.
وتعود آخر رسالة للملا محمد عمر الى منتصف تموز/يوليو بمناسبة عيد الفطر عندما عبر عن دعمه لمحادثات السلام التي تجري بين الحركة والحكومة الافغانية، معتبرا انها "شرعية".
وقال الملا عمر الذي يلقبه اعضاء طالبان "امير المؤمنين" انه "بموازاة الجهاد المسلح، تشكل الجهود السياسية والطرق السلمية (...) مبدأ اسلاميا شرعيا".
وصرح المسؤول في طالبان لفرانس برس ان "الشائعات عن وفاته بدأت تنتشر الاسبوع الماضي في صفوف طالبان عندما تسلمنا رسالته بمناسبة عيد الفطر مكتوبة فقط للمرة الاولى".
وفي حال تاكدت، فان وفاة الملا عمر قد تعيد خلط الاوراق في صفوف طالبان، بينما يفترض ان تستأنف هذه المفاوضات بين كابول والمتمردين في الايام المقبلة في باكستان، حسب شائعات ايضا.
ويشترط المتمردون الافغان قبل اي مفاوضات سلام انسحاب جميع الجنود الاجانب الذين قاموا بطردهم من السلطة في 2001 ويدعمون الحكومة الموالية للغرب في كابول، من افغانستان.
ومتمردو طالبان منقسمون بين جيل جديد من القياديين الذين يواصلون القتال على الارض، والقادة القدامى الذين فروا الى الخارج في نهاية 2001 والمنقسمين فيما بينهم ايضا.
لذلك كشفت الاتصالات الاولى الخلافات العميقة بين كوادر حركة طالبان المقيمين في باكستان واعضاء "المكتب السياسي" المنفيين في قطر. ويتهم هؤلاء الكوادر المقيمين في باكستان بانهم يخضعون لاملاءات حكومة اسلام اباد.
وحتى الآن لا تأثير لهذه المفاوضات على الارض حيث كثف مقاتلو طالبان عملياتهم هذه السنة.
واخيرا ساهم غياب وصمت الملا محمد عمر في دفع بعض مقاتلي طالبان الى اعلان ولائهم لتنظيم الدولة الاسلامية. ومع انهم ما زالوا قلة في الحركة، فهم يثيرون قلق الكوادر القيادية لحركة التمرد الافغانية.
المصدر أ.ف.ب
أرسل تعليقك